الأمن الفكري


الأمن الفكري



[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]الأمن الفكري[/COLOR][/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]الحمد لله كما أمر ، والصلاة والسلام على بنينا محمد خير البشر ، وعلى آله وأصحابه السادة الغرر ، وعلى من سار على نهجه واقتفى الأثر ، صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم البعث والمحشر وبعد

فإن الأمن مطلب هام لاستقرار الحياة واستمرارها ، إذ بالأمن تقام شعائر الدين ، وتتحقق مصالح العباد الدينية والدنيوية ، ولذلك اهتم الإسلام بالأمن اهتماماً بليغاً ،واعتنى باستقرار أفئدة الناس ، وثبات معتقدهم ، وأمن مجتمعاتهم ودولهم . لذا فإن تحقيق هذا الأمن للمجتمع ورسو أطنابه بين جنباته، ليس محصوراً في جهة معينة بعينها ، ولا يخاطب به شخص أو أفراد معنيون فقط ، بل هو مسؤولية جميع أفراد المجتمع ، بشتى تخصصاتهم ، وجميع قطاعاتهم في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ، فرجال الأمن وإن كان الدور المنوط بهم دور كبير في ذلك ، إلاّ أن رجال الإعلام وأصحاب الفكر والثقافة ، وأعضاء الهيئة والاحتساب ، وأصحاب السياسة والاقتصاد ، والمختصين في علم الاجتماع والنفس ، ومنسوبي التربية والتعليم في الجامعات والكليات والمعاهد ومختلف المدارس ، كل هؤلاء تقع على كوالهم مسؤولية حفظ أمن المجتمع واستقراره .

ومن هذا المنطلق وتأكيداً لهذا المبدأ ، وتحملاً للمسؤولية قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقيادة ربانها المحنك ورائد نهضتها الهمام معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وجميع مسؤولي هذه الجامعة المباركة ، ببذل كافة الجهود وتسخير كافة الإمكانات في كلياتها ومعاهدها وجميع إداراتها ، لتحقيق الأمن للمجتمع بكل أنواعه سواء كان ذلك نفسياً ، أو أسرياً ، أو اجتماعياً أو فكرياً ، فعقدت المؤتمرات والندوات والمحاضرات ، وطبعت الكتب والدوريات والنشرات ، وشاركت بجميع وسائل الإعلام ، ونظمت العديد من الملتقيات وورش العمل والدورات .

وما هذه الدورة الموسومة بـ ( أثر المعلم والمعلمة في تحقيق الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعودية ) والتي تعقد هذه الأيام في رحاب مدينة عرعر، في نسختها الخامسة على مستوى المملكة ، حيث قد سبقها أربع دورات في كل من الخرج وجازان وحائل والباحة ، والتي ينظمها المعهد العلمي في عرعر ، وبإشراف مباشر من فضيلة وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور / أحمد بن يوسف الدريويش ـ حفظه الله ـ إلا أحد مظاهر اهتمام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكافة رجالها ومسؤوليها بكل قضايا المجتمع ، ومن ذلك تحقيق الأمن الفكري للمجتمع ، تأتي هذه الدورة انطلاقاً من هذا الأمر المهم وإيماناً من الجامعة به ، واستشعاراً للدور الريادي الي تضطلع به المؤسسات التعليمية والتربوية ، وما للمعلم والمعلمة من أثر بيّن ودور كبير ومشاركة فاعلة في تحقيق الأمن في المجتمع عموماً ، وفي أوساط التربية والتعليم خصوصاً ، جاءت هذه الدورة موجهة للمعلم والمعلمة ، تشجيعاً وتحفيزاً لهم لبذل المزيد من الجهود من أجل تحصين عقول أبنائنا وبناتنا في مختلف مراحل التعليم ، وتأصيل قيم الانتماء الوطني لديهم وتوعيتهم بأهمية هذا الأمر ، وتحذيرهم من كل ما قد يكون سبباً في انحرافهم ، سلوكياً أو فكرياً ، فالمعلم والمعلمة هما الألصق بالطالب والطالبة وعليهم دور كبير في توضيح هذا الأمر وبيانه وتجليته .
وقبل الختام اشكر لله جل وعلا على ما حبانا من المنن ، وأسبغ علينا من النعم ، ومن أهمها بعد نعمة الإسلام والتوحيد نعمة الأمن والأمان والاطمئنان والرخاء والاستقرار ، في ظل حكومة رشيدة وقيادة حكيمة ، على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز و سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ حفظهم الله ورعاهم ـ
والشكر موصول لأميرنا المحبوب ، ورائد التربية والتعليم في منطقتنا صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود ـ أمير منطقة الحدود الشمالية ، لرعايته الكريمة لهذه الدورة ، ومباركته لها ، وتذليل كل المعوقات في سبيل إنجاحها ، والوصول بها إلى تحقيق أهدافها .
والشكر مكرور لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل – وفقه الله – ، على جهوده المباركة لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه ، والرقي بهذه الجامعة المباركة ، والسعي الدؤوب لتؤدي رسالتها السامية ، والشكر الجزيل لصاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية لمتابعته المستمرة وتوجيهاته السديدة خلال هذه الدورة خصوصاً ، وما يبذله من جهود حثيثة لتبقى هذه المعاهد العلمية منارة للعلم وأهلة ، ورافداً من روافد البناء والعطاء خدمة لهذا الوطن المعطاء وولاة أمره الأوفياء والشكر لجميع المسؤولين في الجامعة وأصحاب الفضيلة والسعادة على مساهمتهم الفاعلة في هذه الدورة ، كما أشكر جميع الجهات الحكومية التي ساهمت لانجاح هذه الدورة وتقديم كل الدعم لها , والشكر موصول لجميع زملائي أعضاء اللجان العاملة في المعهد ، على تعاونهم ، ومشاركتهم الفاعلة لإنجاح هذه الدورة .
والله نسأل أن يسدد الخطى ويبارك في الجهود ،وأن ينفع بها أبناء الوطن من البنين والبنات ،وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يحفظ لهذا الوطن عقيدته وأمنه واستقراره تحت قيادته الرشيدة ـ حفظهم الله تعالى ـ ، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT][COLOR=blue]أحمد بن سالم العنزي
مدير المعهد العلمي في عرعر[/COLOR][/ALIGN]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com