منطقة الحدود الشمالية .. ليست مروج خضر أو سندس ولا إستبرق


منطقة الحدود الشمالية .. ليست مروج خضر أو سندس ولا إستبرق



[B][SIZE=4]
[COLOR=blue][ALIGN=CENTER]منطقة الحدود الشمالية .. ليست مروج خضر أو سندس ولا إستبرق[/ALIGN][/COLOR]

منطقة الحدود الشمالية هي المنطقة الواقعة في شمال المملكة العربية السعودية ، عاصمتها الإدارية والمركز الحضري والتجاري لها مدينة عرعر التي تقع على الطريق الدولي الرابط بين دول الخليج العربي والأردن وسوريا ولبنان ، يحدها العراق من جهة الشمال ، مساحتها 127 ألف كيلو متر مربع ، وعدد سكانها يتجاوز 500 ألف نسمة ، يوجد بها كثير من الوديان والسهول مثل وادي العويصي ووادي بدنه وكثير من التلال والجبال ، كما تنتشر بعض الروضات بالمنطقة التي تنمو فيها الأعشاب الطبيعية ، أهم مدنها ، عرعر وفيها مقر الأمارة ، ورفحاء ، وطريف ، والعويقيلة ، وجديدة عرعر ، وشعبة نصاب ، وكذلك عدد 18 هجرة متنوعة الحجم والمساحة ، فيها محمية واحده هي محمية المعيلة ، مناخ المنطقة عموما قاري ، حار صيفا مع معتدل ليلا ، يصل حد الصقيع في الشتاء ، الرعي النشاط السائد هناك ، وكذلك التجارة بكافة أنواعها ، تملك المنطقة ثروة اقتصادية كبيره من الفوسفات في منطقة حزم الجلاميد 90 كيلومتر غرب عرعر وكذلك كميات تجاريه من الغاز الطبيعي وتعد هذه الثروة حسب تقدير الخبراء الثروة المستقبلية للمملكة العربية السعودية ، فيها شبكه نقل ومواصلات لا بأس فيها لكنها تحتاج إلى مزيد دعم وإضافة وامتداد وتوسع ، وطاقه كهربائية لكن فيها بعض النقص والشح والانقطاع ، ونهضة تعليمية ، ورعاية صحية فيها الكثير من القصور والعرج البائن والعور الواضح وتحتاج إلى همم دافعه للتطوير والتأهيل العالي وبناء المستشفيات والمستوصفات عالية التقنية والتصميم بشكل كبير وسريع غير آني وجلب كوادر طبية وتمريضية محلية وأجنبية مؤهله تأهيلا أكاديميا وفنيا تاما وراقيا ، لا يوجد في المنطقة نهضة زراعية وهذا بيت القصيد حيث تعزو وزارة الزراعة ممثله بالبنك الزراعي والقائمين عليه هناك ذلك الأمر لكون المنطقة شحيحة بالمياه وليست بها كميات متوفرة بالحد الأدنى المطلوب وهم بذلك يمنحون شهادة وصك براءة وإخلاء مسئولية تبين بأن المنطقة غير مؤهله للزرع والري والحصاد ، لكنني مع ذلك وبغض النظر عن المسببات والأفق الضيق والرؤية المحدودة والمبررات شبه الواهية التي يطلقونها ويتشبثون بذيولها ، أطالب وبقوة وصلابة بإنشاء شركات سعودية قابضه من القطاعين العام والخاص لأجل التطوير والتشغيل واستصلاح الأراضي الزراعية بعد البحث والتحري الدقيق في كافة أرجاء المنطقة الشمالية ، عندها ويقيني التام بان هذه الأوهام والرؤى والنظريات الرثة التي تشبه الأسمال البالية ستسقط وستتهاوى بشكل سريع ومخيف وعجيب ، وعليهم أن أرادوا وابتغوا أي مسئولوا البنك الزراعي الذين يقبعون هناك بأريحية تامة وبلا جهد أو عناء أو مشقة عمل تطوير المنطقة زراعيا وجوب العمل الدؤوب في البحث الكثيف عن كيفية وآلية توفير التسهيلات الائتمانية والتمويل الميسر والسريع للشركات المعنية بأمر الزراعة واستصلاح الأراضي بعيدا عن (العرقلات والتعقيدات والأعذار) الإدارية والكسل الممنهج وذلك عن طريق المؤسسات والبنوك العامة والخاصة ، وكذلك العمل الفوري والاستراتيجي في إقامة السدود ، وتوفير الآبار في المناطق التي يراد زراعتها ، وتحسين شبكات الصرف الصحي للاستعمالات الزراعية بعد معالجتها وتنقيتها وفق أحدث المواصفات الفنية للدفع بالعمل الزراعي في المنطقة نحو الواجهة والحضور والثبات مع التعاون التام مع كافة جهات الاختصاص والإدارات المعنية ، أن هذه العملية والنهج أفضل بكثير من طريقة توزيع الأراضي الزراعية على المواطنين البسطاء (الغلابة) الذين لا يعرفون من الزراعة سوى أسمها ومن الزرع سوى ما يملأ البطون ويروق للذائقة ، ولا يملكون المؤهل المادي والفني الذي يؤهلهم للتخطيط والإنتاج ولا كيفية شراء آلة الحرث والحصاد ، ولا يعرفون حتى وقت البذر وموسم حصاده ، أننا بحاجة إلى فتح هذا الملف الهام والدقيق بعجالة وتوضيح الأمر بدقة متناهية بيننا كأفراد وكمسئولين كلا وفق تخصصه وعمله وشأنه دون خجل أو حرج ودون رهبة أو توجس ودون محاباة أو مجاملة لتصبح المنطقة الشمالية بعدها مروج خضر وسندس وإستبرق ، لا أراضي بور ونتئوات ملح وصحراء عطش وجلمود صخر ومدن يلفها الجفاف والصقيع والغبار الكبير ، نحن نريد من البنك الزراعي في المنطقة أن يزرع لنا الأشجار التي نتفيء ظلها ونأكل ثمرها وتمنحنا الأمن الغذائي لنا وللأجيال الآتية من بعدنا ، لا إلى التلكؤ والشخير والنوم الثقيل والاستكانة ، ثم بعد سؤال اطرحه بقوة كيف يتم توزيع الأراضي الزراعية على المواطنين وهناك شح في الماء وندره كما يدعي ويتفوه أصحاب الكراسي الساكنة هناك؟ أليست هذه إزدواجيه كبيرة كمساحة المنطقة الشمالية نفسها؟ سؤال يريد جواب تام واضح ومحدد ليس به لبس ولا غموض ولا رمز ولا بهارات. إنها دعوة لتجاوز حدود الكلام إلى حدود الفعل والعمل والإنتاج.

[COLOR=blue]رمضان جريدي العنزي
كاتب صحفي بجريدة الجزيرة[/COLOR][/SIZE][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com