يا بعض مسئولي منطقة الحدود الشمالية .. ليس بالتقطير يوصل الماء إلى غراس البساتين


يا بعض مسئولي منطقة الحدود الشمالية .. ليس بالتقطير يوصل الماء إلى غراس البساتين



[SIZE=4][B]
[COLOR=blue][ALIGN=CENTER]يا بعض مسئولي منطقة الحدود الشمالية ..
ليس بالتقطير يوصل الماء إلى غراس البساتين![/ALIGN][/COLOR]

[ALIGN=CENTER]
[COLOR=indigo](فاتحة)[/COLOR]
[COLOR=blue]لوطني تيجان حب وولاء وانتماء
أقتبس رؤياة مثل:
رحيق وشهد وعطر
على قميصي صورته مثل:
بقعة ضوء وخيط ماء
رؤى روحي هو
وظل قلبي والمطر[/COLOR]
[/ALIGN]

([COLOR=red]مدخل[/COLOR])

البشت هو عباءة رجالية يرتديها الرجل فوق ثيابه ، تنقسم البشوت إلى نوعين الصيفية ذات غزل ناعم وملمس طري وعادة ما تكون غالية الثمن ، والشتوية وهي من الخيوط الخشنة كالوبر ولا تكون عادة بنفس الدقة المطلوبة من البشوت الصيفية الناعمة وأشهرها العباءة البرقة وعادة ما تكون باللون الأبيض والأسود وكذلك البشت الدربوية وتمتاز بالزى العريض على جوانبه وغالبا مايلبسة العريس ، يصنع البشت من وبر الجمال وصوف الماعز بعد غزل هذه المادة ثم صنع القماش منها الذي يكون جاهزا لاستخدامه كبشت ، وللبشت عمليه طويلة من الغزل والخياطة وانتقاء الخيوط القطنية واللون وهذه العمليات تستغرق وقتا طويلا ودقه ومهارة عاليه لذا ترتفع أثمانه مقارنه بأنواع البشوت التي تحاك باستخدام الآلة وهي عادة ما تكون بأسعار اقل وغالبا ما يستخدم صوف اللاما لحياكته ، وباختلاف أنواع البشوت حسب جودتها نجد أن هناك طرقا لكل نوع على حده من حيث طيه ، فالبشت الناعم يحتاج إلى طرق خاصة للطي من حيث الحرص الشديد حتى لا يتعرض للثقب أو النتل لشدة نعومته مقارنه بالبشت الخشن الذي لا يحتاج للحرص الزائد .

([COLOR=red]دخول[/COLOR])

طبعا هناك بعض المسئولين في منطقة الحدود الشمالية لا يستحقون أن يرتدوا أيا من هذين النوعين للبشوت نظرا لرداءة وضعف ووهن ما قدموه لهذه المنطقة العريقة والعتيدة رغم مضي ردحا طويلا من الزمن الجاف وهم يتبؤون كراسي المسئولية دون أدنى نتيجة تذكر سوى الحرفية التامة والمهارة العالية والمهنية الراقية في لبس المشالح والتفنن في ارتدائها وطيها وكيفية وضعها على ساعد اليد ، مع سبحة ملونه ذات هدب وإن كانت رخيصة الثمن والمادة ، ورائحة عطر فرنسي مقلد أو كمبودي رخيص ، إن منطقة الحدود الشمالية أقولها بالفم المليان دون وجل أو رهبة أو توجس وبالحقيقة الناصعة التي لا تحتاج إلى كثير من البراهين والأدلة وبدافع وحس وطني بحت له صبغة الإخلاص والولاء والتفاني والتفاعل والانتماء ، ينقصها أشياء كثيرة وعديدة ومتنوعة ومختلفة منذ أمد طويل وتحتاج إلى عمل دؤوب ومكثف وسريع من كافة الأطراف والأطياف بسرعة البرق وقوة الرعد وهطول مزن الغيمة الكبيرة دون تريث أو تردد أو تلكؤ أو مجامله أو طبطبة أو إشادة جوفاء أو قصائد مدح باهته ، فالصحة والماء والتعليم والمواصلات والبلديات وفرع التجارة وفرع الزراعة وحتى مكتب الخطوط الجوية السعودية وكثيرا من المتطلبات الحياتية الأخرى يشوبها كثيرا من الشوائب دون أن يحرك مسئولوا هذه الإدارات والفروع والأقسام هناك الذين ائتمنهم ولاة الأمر وحملوهم الأمانة بنية صادقة أي ساكن سوى التصاريح الصفراء والتعقيبات البلهاء والمكيجة الرديئة والتلون السيئ والمراوغة الغير ذكية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تمنح المنطقة سوى الانتكاسة تلو الانتكاسة والنكوص تلو النكوص والتقهقر تلو التقهقر ، فالمستشفيات والمستوصفات الأهلية منها والحكومية أصبحت كأنها كهوف حجرية صلدة أو خرائب أو بعض آثار وقد مر عليها الزمن بمناخه وطقوسه وعوامل التعرية حتى تحولت إلى مزارات للسياحة والفرجة والمتعة الكئيبة الحزينة التي تكسر القلب وتوجع البدن وتجعل العين تذرف دمعا ودم ، لا شيء تبدل أو تغير في هذا القطاع الصحي الهام منذ زمن الأمثوله ( عيص ميص ) وحتى يومنا هذا رغم الميزانيات الهائلة والمهولة والوفرة المالية التي تخصصها الدولة وتضاعفها وتجيرها له كل عام ، أن وحدان وزرافات المرضى المتجهين إلى (عمان) للإستطباب وطلب العلاج كل ساعة وكل حين تشهد على قولي هذا وتبصم بالعشرة والعشرين دون تردد ودون وجل وبثبات تام ، إن مصحات المنطقة الشمالية مثل صفيح ساخن ، مجرد هياكل أسمنتية يلفها المرض والعذاب والروائح الكريهة ودون قدرات طبية بشرية تزهو بالإبداع والعبقرية ودون تقدم والشواهد والقرائن إذا أردت سردها كبيرة وعظيمة ومتعددة لا يسعها المقام ولا فسحة الوقت لكنني سأفعل في قابل الأيام بتفاصيل دقيقة ستهول من يقرأها وسيشعر بالحنق وبالغيض والألم ، التعليم أيضا بشقية الأنثوي والذكوري يشبة البطة العرجاء سيرا وتقدما تخرجا وتعيينا وتأهيلا وتدريبا ومتابعة وبناء وهيكلة وإدارة وكوادر ، أن القائمون على التعليم هناك لا يجيدون سوى المواعيد التي تشبه مواعيد عرقوب سيء الحال والذكر والسيرة ، إنهم مثل غيمة سوداء هائلة فيها رعد وبرق وريح وليس فيها مطر ، المواصلات أفعى عتيقة مللنا ترديد قصصها وحوادثها ومآسيها ومصائبها وسوئها ابتداء من الطريق الدولي وانتهاء إلى الشوارع الرئيسة والفرعية والتقاطعات الجانبية الأخرى ، المياه هي الأخرى ليست صافية ولاعذبة وبها كدر وملح وبعض (دغاليب) ورمل وصفرة ، لا الماء هناك هو الماء ، ولا طعمه هو الطعم ، ملون وليس شفاف كالتعريف الحقيقي للماء ، البلديات أيضا نائمة في سبات عميق يشبه نوم الموتى في سراديب القبور لا مسطحات خضراء ، لا منتزهات ، لا أماكن للفسحة واللهو البريء ، لا أسواق كبيرة ، لا مجمعات ، لا تصريف صحي ، لا تصريف سيول ، لا سدود ، ولا آبار جديدة ، وحتى محارق النفايات الطبية منها والأستهلاكية بالجانب القريب للمدن والقرى والهجر مما يؤثر سلبا على الصحة العامة لكافة الأطياف والأعمار البشرية ، فرع التجارة هناك أسمى على غير مسمى وهو هم على القلب والصدر والجسد أعماله مثل صفير في خلاء فسيح ليست تجارة ولا ربح إنها خسارة بالتمام والكمال ، فرع الزراعة فرع لا يذكر فيشكر ، فرع نائم بعمق ، لا يصلح لا للبيطرة ولا تطعيم الماشية و لا لــــ (جز) الصوف في موسم القصاص ولا يعرف حتى كيفية تأمين وتموين التبن والشعير و(الرودس) للحيارى المتعبين الذين يقفون طوابير طويلة تحت هجير الصيف الحارق وقر الشتاء المؤلم ، إن لهذا الفرع رائحة دبق ووهن شديد وعجز وكسل وسير يشبه سير سلحفاة عتيقة أضناها الدهر والتعب حتى شاح وجهها وهرمت ، انه مثل عجوز شمطاء شاب وريدها لا شيء لديها سوى بقايا (حنة) رديئة تحاول بها تجميل كفيها اليابستين الذابلتين اللذان يشبهان الأسفنج رقة وليونة ، إن منطقة الحدود الشمالية أصبح ليلها طويل ونهارها رماد لأن بعض المسئولين ( البشتيون ) هناك يشبهون الموتى ورائحة الرطوبة العتيقة ، لا شيء لديهم البتة ، حتى الطموح عندهم ولى ومال وإنثنى وأفل ، منطقة الحدود الشمالية ، أصبح لوجهها بقايا رماد ، ولون طين ، وشمس ملونه بالغبار ، ليس لها صناديق تفاح ولا برتقال ولا سوسنه أو نورس ، هي فارهة كالذهب ، لكن حقولها ليست هي الحقول ، وقدماها تأوهت بالأعياء ، لقد هزمها بعض المسئولين الصغار الكسالى هناك بالشك ، وأثقلوها بالمجاملة والكذب والبهتان والتملق ، لا يعرفون كيف يقرؤون مدنها وقراها وهجرها السلام ولا كيف يهدونها الكلام الجميل الأنيق ، لا يعرفون حدود الماء واللون وحدود البياض ، يحملون بعض الأناشيد ونص وسوار ورواية عتيقة صلدة وبعض حداء ، لا يعرفون كيف يستهوون قلب المنطقة ولا كيف يغمرون وجدان أهلها بالوعود والعهود الحميدة ، لا الهوى دارهم ، ولا العشق قرارهم ، مفعمين بالأسى والأعذار ، لا هم ثرى ولا ثريا ولا لوحة حب ، محمومين بطقوس لا يعرفون الاختيار ولا معادلة الإبداع والتوغل في التحدي والابتكار ، عروش الكروم عندهم لا تفيض بالعنب ، ولا السوسنات عندهم تزهو بالحلم الملون ، العشب عندهم في نهار الربيع لا يراقص الندى ، نائمين منذ أمد على كراسيهم الوثيرة العتيقة يدوسون في الرمل نبت الأرتباك ، وطعم الملوحة ولون الغرق ، تكبو خيول العمل والأنتاج في مضمارهم ، يتعبهم المدى في القول ويتهيبون ، يبشرون بالفجر قبل طلوعة لكنهم عاجزون ، أعمالهم معلوله ، ونتائجهم بها نحيب وعرج ، مهوسون بالكلام ، يركبون بساط الريح ، بين التخوم ومملكة شخيرهم وأساطير الأولين ، من عشرات الأعوام لهم كلام لين وفعل هش شربة الصخب والضجيج ، انهم مثل المزمار يواصل صناعة الألحان والأنغام ، لكن برتابة مملة كمن ينفخ في بالونه صغيرة ناعمة ورقيقة.

([COLOR=red]خاتمة[/COLOR])

منطقة الحدود الشمالية ، أيتها الناصعة كالبياض ، وكالغيمة والندى ، عندما يغادر هؤلاء الكسالى الصغار القدامى المقيمين منذ القدم كإقامة عسيب ، الغير أمينين والغير فاعلين والغير منجزين كراسيهم العتيقة التي أدمنوا الجلوس عليها بلا عبقرية ولا وعي ولا مهنية ولا إنجاز ولا خطاب مثير ، ستصبحين عندها كالغيمة وكالربيع وكالعافية وكالمصباح المنير.

[COLOR=blue]رمضان جريدي العنزي
كاتب صحفي بجريدة الجزيرة[/COLOR]

[/B][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com