مصر الثورة أم أفغانستان الجديدة: الملتحون والمنقبات يغزون الشوارع


مصر الثورة أم أفغانستان الجديدة: الملتحون والمنقبات يغزون الشوارع



ثمة مظاهر جديدة وغريبة تجتاج الشارع المصري هذه الأيام على خلفية العنف المستمر في البلاد، وعلى رأس هذه الظواهر ارتفاع عدد المنقبات وأصحاب اللحي الطويلة والملابس التي تشبه ملابس الأفغانيين، إلى جانب الحجاب على اختلاف أحجامه وأشكاله، فهناك حجاب سعودي وآخر خليجي وإسباني وغيره.

ويواكب ذلك انتشار خطب التوعية والإرشاد الديني في وسائل النقل العام، فعربات السيدات في المترو يخطب فيها سيدات يتسمن بالوقار واللباقة في الحديث، وعربات الرجال يخطب فيها أشخاص بلحي وآخرون دون لحى يتخذن هيئة وقورة، وهذه الخطب تمتد إلى المساجد والزوايا عقب صلاة العشاء وأيام الجمع، وجميعها يركز على أهمية العودة إلى ما شرعه الله في القرآن الكريم والسنة النبوية في كل شؤون الحياة.

واللافت أن خطب التوعية والإرشاد الديني تتم دون ضجيج وبأسلوب غاية في الأدب، حتى الردود على الأسئلة الاستفزازية تبتعد عن التوتر أو محاولة الصدام، وحيث يستشعر الداعية أو الخطيب أو الناصح غضب أطراف يقول مطيبا خاطر الجميع “ربنا يصلح الله”، “ربنا يهدي ويوفق إلى ما يحبه ويرضاه”.

ومما يلفت النظر أيضا أن المصحف الشريف دخل دائرة الباعة المتجولين في وسائل النقل المختلفة، حيث يصرخ البائع في وسط الحافلة أو المترو “وهبة المصف ثلاثة جنيهات ونصف جنيه والثلاثة بعشرة جنيهات”، هذا طبعا بعد أن يقول أن سعره في المحال سيتجاوز ذلك بكثير.

وترى السيدة اعتماد محمود (موظفة بهيئة التأمينات الاجتماعية) أن الناس على دين ملوكهم، والآن الأغلبية الحاكمة والممثلة في مجلس الشعب تنتمي للجماعات الإسلامية، “فمن كان متعاطفا معهم في الخفاء صار يعلن عن ذلك، كما أنهم ضيوف معظم البرامج، وهم يتكلمون في صالح الناس، يسعون لحل أزماتهم، وهو الأمر الذي زاد من شعبيتهم، وأدى لزيادة أعداد المنقبات والملتحين، لكن هذا ليس معناه أن كل منقبة أو ملتح ملتزم، بالعكس هم أكثر تحررا مما تتخيل ومنفتحين وجريئين”.

ويضيف “البعض كان معهم وليس بحاجة للإقناع لكي يصدقهم، البعض الآخر كان جاهزا لتصديق ذلك، فهو يعاني من الفساد والسرقة والتخريب المنظم لمقدراته على مدى 30 عاما”.

ويشير إلى وقوع الكثير من الأسر في دائرة تلك الجماعات، ليس بوسيلة الدين فقط ولكن هناك إغراءات أخرى كعمل الأبناء وزواج البنات وغير ذلك مما تعاني منه الأسرة المصرية.

ويضيف “إن حل مشكلتي البطالة والعنوسة لأي أسرة يمثل دينا في العنق لديها الاستعداد لدفعه بأي ثمن، وهذا ما يحدث، فمثلا جماعة الاخوان المسلمين تملك العديد من الأعمال والمشروعات الكبرى، وهي توظف فيها من ينتمون إليها وهو الأمر الذي يغري الكثير من الشباب، كذلك توفر العرسان عبر شبكة علاقاتها في المساجد والجوامع وتتدخل لتسهيل الأمور ودعم الطرفين”.

ويقول إنه لا أحد يستطيع انكار الدور الخدمي الذي قدمته جماعة الإخوان المسلمين على مدار سنوات طويلة، على الرغم من القمع البوليسي والأمنى الذي كان يطاردهم، لقد أقامت المستوصفات الطبية والعيادات والمدارس وقدمت الدعم المالي والمعنوي للكثير من الأسر الفقيرة ليس في الأعياد والمناسبات فقط ولكن كانت تقدم ذلك على مدار العام في ظل غياب تام للدولة.

ويضيف “هذه القطاعات الفقيرة التي كانت تدعمها الجماعة، عندما حانت لحظة رد بعض الجميل خرجت عن بكرة أبيها، وقد تجلى ذلك في انتخابات مجلس الشعب، انظر إلى الأحياء الشعبية في القاهرة والجيزة والقليوبية، انظر إلى الأقاليم، لقد كان خروج الناس لانتخاب أعضاء جماعة الإخوان عن قناعة حقيقية، فقد مدوا لهم يد العون يوم كانت حكومات وليس حكومة واحدة غائبة، لذا ما أن أحس هؤلاء الناس أن من انتخبوهم ملكوا السلطة انطلقوا ليتبعوهم حجابا أو نقابا أو لحية”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com