( لجـــــــــان)
لجنـــــــــــــــــــــــــة
بحثت عن كلمة لجنة في لغة العرب فما وجدت في كتب اللغة ذكرا لها ولا لمشتقاتها وأقرب ما وجدته هو ما ذكره ابن منظور في لسان العرب (لجن الورق يلجنه لجنا خبطه وخلطه ) ولعل تعريف ابن منظور هو أقرب التعريفات اللغوية للجاننا الحالية فكأن ابن منظور إستقرأ حالنا العربية فكتب ما رآه موافقا لها وها نحن اليوم إذا أردنا إماتة حق عقدنا له لجنة تستمر إلي وفاة صاحب الحق وإذا أردنا إعطاء الشرعية لقرار مخالف عقدنا له لجنة تقره وتلبسه ثوب النظام ولو أردنا تعيين شخص معين لوظيفة معينة عقدنا لجنة لتعيينه ورفض باقي المتقدمين وذلك لكي يضع رئيس اللجنة إصبعه في عين من تسول له نفسه الطعن في مشروعية القرار لأن اللجنة أقرت تعيينه فمن غير المعقول أن تجتمع لجنة عربية سعودية علي باطل انطلاقا من المذهب الصوفي – ما تراه أيها المريد غير الواقع والحقيقة – وهنا يحضرني أن تلميذا أو مريدا بمعني أصح لأحد مشايخ الصوفية رأى شيخه يشرب جرار الخمر حتى سكر فلما استنكر مريده ما يراه قال الشيخ :أنت أحمق فما تراه ليس خمرا وإنما سفينة في البحر كادت تغرق فشربت ما فيها من ماء حتى لا تغرق ولكن لضعف يقينك رأيتها أنت خمرا . فلله أعجب من هذا الشيخ المنقذ عن طريق الأقمار الصناعية كيف فاته أن يعقد لجنة للنظر فيما صدر منه وإعلان مشروعية فعله بناءا علي عدم غرق السفينة!
ما تحدثت عنه سابقا ليس المقصود به السياسة فأنا لا أتقن السياسة كما أني لا أحبها لأنني جاهل بها بدرجة دكتوراه والحمد لله والمرء عدو ما جهل رغم أنني أبدي رأيي أحيانا لأبي محمد في سعر الشعير وإنما كنت أتكلم عن لجان الإدارات الحكومية مثل إدارة التعليم ومديرية الصحة وغيرها من الإدارات التي تعقد لجان لا يكون نتاجها إلا تمرير قرارات خاطئة ولو سألت شخص غير متعلم عن القضية التي عقد لها اللجان لأعطاك الحل بكل سهولة بلا لجنة وبلا سنة تمر تصرف فيها خسائر مالية للجنة وهمية.
من أين أتتنا اللجان ؟ ليست من ديننا ولو قلت لي الله عز وجل يقول (وأمرهم شوري بينهم) لقلت لك شوري وهنا فرق فالشورى يتشاورون بينهم وكل يعرض رأيه ولكن الصلاحية في يد شخص واحد ليقر أفضل الآراء بينما اللجنة لكل شخص فيها صلاحية ولن يتوافق الجميع إلا من مبدأ (شد لي وأقطع لك) وهو مبدأ يُلقن لأطفال اللجان منذ صغر سنهم أما عادتنا فاللجان قطعا ليست من عاداتنا وأكبر دليل علي ذلك المسلسلات الأردنية البدوية عرب الشيخ مفضي حيث أنهم يتحاكمون لشخص واحد قاضي – ويا قاضي يا قاضينا يا اللي بالحق ترضيني !!!!.
قد يتساءل البعض ما هي القرارات التي صدرت من لجان وهي خاطئة ؟! وهو سؤال ينم عن خبث طوية ولكني أقول هذا باب لو بقيت أن أكتب فيه فلن أنتهي وأنا أريد أن اصمت .
العيــــــــــــوق
