أكد الكاتب والأكاديمي السعودي الدكتور نعيمان عثمان أن القيادات الصحفية هي من أسباب البؤس الذي تعاني منه الصحافة، مشيرا إلى أنهم “أرادوا أن يصلوا إلى المجد من خلال قربهم من السلطة”، وجاء ذلك أثناء حوار عثمان مع الإعلامي تركي الدخيل، ضمن برنامج “إضاءات” على قناة “العربية” والذي سيبث في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت السعودية غدا الخميس، ويعاد في الساعة الخامسة مساء الأحد القادم 18 فبراير/شباط.
وقال إن بعض السياسيين ممن يحبون التظاهر بـ”الثقافة” يستفيدون من تلك القيادات الصحفية، واصفاً العلاقة بين الطرفين بأنها “تبادل مصالح”.
وأشار نعيمان إلى التذبذب بمستوى الجرأة في ترجمة مقالات المفكر الأمريكي من أصل فلسطيني إدوارد سعيد، وقال إن “الترجمة في الصحف تخضع لمعايير رقابية واضحة”.
وفي حديثه عن كتابه “بؤس الصحافة ومجد الصحافيين”، قال إنه لايزال مستغرباً من عدم تناول الصحفيين له بالنقد أو بالرفض.
وأضاف: “صحافتنا أكثرها صحافة رأي، وبعض الكتاب لا يبدون أي رأي في مقالاتهم”، مؤكداً أن “بعض الصحافيين يقبضون مبالغ من حكومات عربية لبث أخبار غير ضرورية عن هذا النظام أو ذاك”.
وقال نعيمان إن مفهوم الليبرالية لا يزال موضع درس وتحليل ونقد حتى في الولايات المتحدة، موضحاً أن هناك فروقاً في معنى الليبرالية في الولايات المتحدة عنه في بريطانيا، واصفاً الحالة النقدية لها في السعودية بـ”الـسطحية”، وتابع: “لقد هُمِّشتْ الجوانب الفلسفية للمفهوم ولم تعط الاهتمام الكافي، وتم تناول المفاهيم الكبيرة باستسهال من دون إدراك لمعاني المصطلحات والمفاهيم الدقيقة والتي تتطلب اطلاعاً وقراءة وحواراً”.
ولدى سؤال الدخيل له عن كتابه “القبليّة، عجز الأكاديمي ومراوغة المثقف”، انتقد عثمان توجه بعض السلطات نحو تشجيع إحياء التقاليد التاريخية، والاهتمام بالأنساب، أو المهرجانات الشعبية، وقال إن “بعض المثقفين ينشرون الوهم في المجتمع”، وانتقد في هذا السياق الأكاديمي السعودي عبدالله الغذامي، وقال إنه يمارس “التمويه”.
وأعرب عثمان عن أسفه لعجز بعض الأكاديميين عن دراسة القبليّة بشكلٍ علمي، وأرجع السبب إلى أنهم يريدون تثبيت ما هو قائم في المجتمع.
