التعليم الالكتروني


التعليم الالكتروني


[SIZE=4][ALIGN=CENTER]التعليم الالكتروني[/ALIGN]

إن التعليم مثل غيره من الخدمات تبحث عن نسخة الكترونية له في ظل مجتمع الكتروني يتميز بخدمات الكترونية من تجارة الكترونية وحكومة الكترونية… الخ، ولان نظام التعليم يبحث دائما عن أدوات وطرق تعلم جديدة؛ لكي يتبناها داخل نظامه؛ لتحسين عملية التعلم، فقد وجد ان إحدى تلك الأدوات الأكثر تقدما هي التعليم الإلكتروني، الذي انتشر كأداة حديثة ومهمة من خلال انتشار الإنترنت بسنوات التسعينات. وحاليا يوجد العديد من المراكز التعليمية (في الجامعات والمؤسسات الكبيرة) التي تعتمد عليه كوسيلة تعليم مرنه، وكذلك كوسيلة تعليم عن بعد.

وهناك من يسأل: هل التعليم الالكتروني يسعى للحلول محل التعليم التقليدي؟ رأينا انه لا يسعى للحلول محل التعليم التقليدي، بل لدعم عملية التعلم بوسائل جديدة وتسهيلها بحيث تتصف بالمرونة بالمكان والزمان. انه يسعى لإيجاد بيئة تعليمية تدمج فيها مجموعة من الأدوات بطريقة مؤثرة وفعالة.

 تعريف التعليم الالكتروني:
المفاهيم الجديدة في فضاء الانترنت، تتفق بشيء تقريبا هو أنها ليس لها تعريف محدد، فمصطلح التعليم الالكتروني لا اتفاق على تعريف محدد له، فهناك من وسع نطاق التعريف بحيث شمل أي تعليم يتم عبر وسائل الكترونية (راديو، TV، شبكات، أشرطة، CD´s …الخ ومنهم من حصره بالشبكات. ومن وجهة نظري، يمكننا إن نعتبر التعليم الالكتروني عموما كمظلة تغطي كل أنشطة التعلم –تقريبا- في أي وقت وبأي مكان، على جهاز كمبيوتر موصول عموما بشبكة.

ان التعليم الالكتروني يدعم وجهه نظر” التعليم المرتكز على الطلبة” كمحور العملية التعليمية، حيث يوجد عده أدوات متاحة لهم مثل: البريد الالكتروني، نوافذ، مصادر الكترونية، منديات حوارية، غرف الدردشة، ملتيميديا،…الخ، في حين ان التعليم التقليدي يرتكز على المحاضر والمدرب.

 متطلبات وتوقعات بخصوص التعليم الالكتروني:
لكي ينجح التعليم الالكتروني فانه يحتاج لمتطلبات وشروط ضرورية، ومنها:
متطلبات تقنية مثل: بنية تحتية تكنولوجية، سعة نطاق عالية، خادم قوي و برمجيات خاصة مثل برمجيات إدارة التعليم (LMS). وبعضها تنظيمي وإداري، من أبنية وأنظمة وإدارة عصرية.
متطلبات بشرية، من خبراء يتحكمون بكل النظام، وتدريب خاص للمحاضرين وللطلبة المشمولين بالنظام.

ان الواقع الحالي وتوقعات المستقبل تشير بوضوح أن الانترنت تنتشر بقوة حيث يوجد: أكثر من 600 مليون مستخدم لها وأكثر من 300 مليون استضافة. وموازيا لذلك فان التعليم الالكتروني ينمو يوميا وباضطراد، حيث ان 60% من المؤسسات في العالم استعملت بعض أساليبه خلال2003/04.

 أساليب التعليم الالكتروني:
المتزامن Synchronous: المحاضر والطلبة يتواجدون بنفس الوقت ويتواصلون مباشرة ولكن ليس بالضرورة بالتواجد الفيزيائي بنفس المكان.
غير المتزامن Asynchronous: ليس ضروري أن يتواجد المحاضر والطلبة بنفس الوقت أو نفس المكان، مثل استخدام الإميلات ومنتديات النقاش… الخ.
كلا أسلوبي التعليم الإلكتروني، له حسناته وسيئاته، ورأينا أن الجامعات أكثر احتياجا للأسلوب غير المتزامن أكثر من الأسلوب المتزامن لأسباب كثيرة من أهمها:
§ جدول مواعيد الطلبة مختلفة.
§ التكنولوجيا المطلوبة للأسلوب المتزامن باهظة.
§ اغلب الطلبة لا يمتلكون انترنت سريعة.
 مزايا ومحددات التعليم الالكتروني:
توجد فوائد ونواقص لكلا أسلوبي التعليم الالكتروني مقارنة بالتقليدي. مثل:
4.1 الفوائـــد والمزايا:
 المرونة والملائمة:
1. سهولة وسرعة الوصول بأي وقت وأي مكان.
2. إمكانية اختيار مكونات من مساقات اون لاين تتزايد كمياتها باستمرار.
3. تغذية راجعة فورية عند استخدام واجبات وامتحانات وتمارين اون لاين.
4. سهولة وسرعة مراجعة، تحديث و تحرير وتوزيع المكونات التعليمية.
5. الغير متزامن يسمح للدارس ان يدرس حسب قدرته (بسرعة أو ببطيء).
6. يقدم تسهيلات وأساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل.
7. يسهل متابعة الطلبة ولو كانوا كثر.
8. سهولة وصول الآلاف لنفس المصدر نفس الوقت بخلاف المصادر الورقية.
 الــوقــــت:
1. توفير الوقت.
2. تنظيم الوقت بحيث يجدول دروسه حسب عمله وعائلته.
3. أسرع لأنه يتيح للطالب القفز عن مواد ونشاطات يعرفها.
 الــمال: حيث يخفض…
1. تكلفة السفر والتنقل والمعيشة.
2. تكلفة الإنتاج والتوزيع للمواد التعليمية.
3. تكلفة المكاتب والمحاضرين.
4. تكلفة ضياع وقت العاملين.
 الاتصالات والتفاعل:
1. إمكانية الاتصال والتفاعل بين الطلبة والمحاضر عبر دروس اون لاين.
2. إمكانية الدراسة بأي مكان يتوفر فيه كمبيوتر وانترنت.
3. التفاعل بين المحاضر والطالب أفضل في حالة صفوف مكتظة.
 المحددات والنواقص:
يعاني التعليم الالكتروني من بعض المحددات، والتي هي حوافز للدراسة والبحث لحلها:
1. تحتاج بنية تحتية تكنولوجية قد لا تتوفر ببعض الأماكن.
2. السعة المحدودة قد تعيق عملية التعليم لا سيما في التحميل والتعامل مع الملتيميديا.
3. تكلفة البداية عالية.
4. بعض الطلبة قد يشعر بالضياع أو الإرباك بشان الأنشطة التعليمية.
5. بعض الطلبة قد يشعر بالعزلة عن اقرأنه وأستاذه.
6. بعض المساقات يصعب توزيعها بالنت والبعض الأخر يحتاج لتواصل شخصي.
7. الطالب يحتاج لمعرفة مهارات الحاسوب.
 أنظمة إدارة التعليم:
هي برمجيات تؤتمت إدارة نشاطات التعليم والتعليم، من حيث المساقات، التفاعل، التدريبات والتمارين… الخ، وتعتبر احد أهم حلول التعليم الالكتروني في الجامعات. وعموما توجد مفاهيم قريبة من بعضها مع بعض الاختلافات ومنها:
– أنظمة إدارة المساقات Course Management System- CMS)،
– أنظمة إدارة التعليم Learning Management System – LMS)،
– أنظمة إدارة محتويات التعليم (Learning Content Management System – LCMS)،
– منصات التعليم الكتروني (eLearning Platform).
– بوابة تعليمية ( (Portal of Education.
هذه المفاهيم تشمل أعمال أنظمة إدارة التعليم (CMS/LMS/LCMS) وقد يضاف لها أعمال أخرى، ومن أهم أعمال أنظمة إدارة التعليم:
• إدارة المساقات والفصول والبرامج.
• إدارة تسجيل واتصال المستعملين.
• متابعة دخول الطلبة ونشاطاتهم ونتائج امتحاناتهم وتمارينهم.
• تقارير متنوعة للإدارة.
• أدوات تأليف المحتوى.
• أدوات إضافة وإدارة الأنشطة والمصادر.
• أدوات اتصال وتواصل مثل منتديات، دردشة، اقتراعات…الخ.
وغيرها الكثير…
في الوقت الحاضر، هناك كمية كبيرة من أنظمة إدارة التعليم، حيث يوجد 200 حزمة برمجية تقريبا، منها برمجيات تجارية (مملوكة) أو برمجيات مفتوحة المصدر (OSS – Open Source Software).
وباختصار شديد، فان OSS هي برمجية تسمح بـ استعمال، مشاركة، تعديل وتوزيع الكود الخاص بها. وهكذا فان برمجيات التعليم المفتوحة المصدر هي مجال واعد، صاعد وملائم ومفضل للتعليم الجامعي.
6 مستقبل التعليم الالكتروني بالجامعات:
اغلب الجامعات العصرية تتبنى نوعا ما من أدوات التعليم الالكتروني، والدور التقليدي للجامعات سوف يتغير قطعا، وبرامج التعليم المعمول بها سوف تكون أكثر انفتاحا بحيث تتبنى برامج مفتوحة وبرامج افتراضية لبعض المساقات، والتعليم الالكتروني مستقبلا سيدمج لجميع أنواع الجامعات والبرامج التي تطرحها، وسيستعمل بشكل طبيعي، ولن يعود التعليم الإلكتروني شيئاً خاصاً ومنفصلا عن نظام التعلم والتعليم القائم، بل سيكون جزءاً طبيعياً ومتكاملاً معه، بحيث لا يعاد الإشارة له كشيء منفصل.
لقد أصبح التعليم الإلكتروني في الوقت الحاضر، شيئاً أساسياً، حيث إن إضافة التعليم الإلكتروني أكسب نظام التعلم أهمية إستراتيجية في مجتمعنا، خصوصا في الجامعات على صعيدين:
– المؤسسة. تغيير بعض أنماط التعليم التقليدي إلى مزيد من الاستعانة بتكنولوجيا التعليم المتاحة.
– الطلبة: تسهيل عملية تعلم الطلاب (متابعة، اتصال، تفاعل، الخ…).

وأننا حقا، لا نستطيع تصور جامعة مستقبلية دون تعليم الكتروني!

[COLOR=blue]دكتور
راضي فوزي حنفي
كلية التربية – جامعة الحدود الشمالية

[/COLOR][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com