اعترف الدكتور عبد الله الغذامي أستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود، بأن الكثير من المحاضرات تم إيقافها بسببه، كونه هو المحاضر فيها، مضيفـًا بأنه استضيف مرتين فقط لجامعة واحدة طيلة أربعين عامـًا، لما يتسبب به من مشكلات، لا يستطيع منظمو المحاضرات التعامل معها.
جاء ذلك خلال محاضرة للغذامي بعنوان (الوسطية وما بعد العولمة)، نظمتها كلية الآداب بجامعة الملك سعود اليوم الاثنين، ضمن برنامجها الثقافي (تواصل)، أدارها الدكتور عبد العزيز عطية الزهراني، حيث حياه الغذامي على (شجاعته) وذلك لاستضافته سنويـًا على مدى ثلاث سنوات.
وتحدث الغذامي في المحاضرة، التي لاقت إقبالا كثيفـًا من طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، عن مفهوم العولمة، حيث بيّن خلال المحاضرة فلسفة الوسطية بصورتها الجديدة المختلفة عما متداول به، مؤكدًا أن الأمة في مكان وسط بين التشدد والتفريط، وأنها العدل، مستشهدًا بقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).
وتابع الدكتور عبد الله الغذامي أن العدالة منبع الوسط، وأن ليس بإمكان الإنسان أن يقول عن نفسه بأنه ليس وسطياً، لأن الجميع يدعي الوسطية وينادي بها، ولكن هناك من يناقض ما ينادي به، من خلال تصنيف الناس وإكراههم على بعض الأفعال.
وأشار الغذامي لقول الإمام ابن تيمية “إن الله يقيم الدولة العادلة، وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة…”، وتحدث عن غياب العدل والمساواة والحرية التي قال بها جون رولز في نظرته للعدل، مشددًا على أن الوسطية قيمة وليست صفة يتصف بها البعض.
وتفاعل الحضور مع محاضرة الغذامي بشكل لافت، حيث قالت إحدى الحاضرات في جامعة عليشة “إنها لم تكن تنوي الحضور، ليس انتقاصـًا للغذامي، ولكن بسبب أن عنوان المحاضرة استهلك كثيرًا في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات، إلا أن الغذامي حالة خاصة”، مضيفة أن الغذامي بنظرته للوسطية شبهها بالصندوق، أمامه الحراس، وقبله الكثير من العقبات.
يذكر أن المحاضرة نقلت من خلال الدائرة التلفزيونية الخاصة بجامعة الملك سعود وأقسامها للنساء في عليشة وفي الملز، كما أنها نقلت مباشرة في موقع الجامعة الالكتروني، حققت نسبة متابعة عالية تعدت الألف مشاهد.
