معلقون على مقال “الموسى” في الوطن أمس يتهمونه بالتلون وعدم الثبات


معلقون على مقال “الموسى” في الوطن أمس يتهمونه بالتلون وعدم الثبات



استغرب عدد كبير من المعلقين على مقال كاتب “الوطن” علي الموسى المنشور يوم امس الاثنين 19/4/1433 إنتقاله اللامبرر من معسكر المدافعين عن جامعة الملك خالد في أعقاب مقاله الذي هاجم فيه د صالح الحمادي كاتب “الشرق” حين كتب عن فضائح الجامعة ومنحه لقب الجاهل فيها ؟ الى معسكر المتهمين لها بسوء البيئة وعدم حصول الطالبات على الحد الادنى من مطالب الحياة الانسانية ؟ مشيرين في تعليقاتهم التي اختارت “ازد” تعليقين منها للتدليل على هذا الاستغراب الذي كان سببه بحسبهم سرعة التلون الذي لم يعهدونه في الكاتب وأنه بحسب بعضهم قد سقط في أتون الحسابات الخاطئة التي لم تسعفه هذه المرة للوقوف الصادق في الطابور الصحيح ؟ وأنه كما جاء في تعليقات اخرى عجّ بها مقاله في “الوطن اون لاين” قد كشف أن هناك من الكتاب من يقدر على تغيير قناعاته في سويعات قليلة تبعا لبوصلة الجماهير والمصلحة.

[COLOR=#0015FF]المقال[/COLOR]:
[COLOR=#C92E05]بنات عسير .. نعم لهن حقوق ومطالبات مشروعة[/COLOR]
وكل كلمة في العنوان بعاليه، أنا أقصدها وأتحمل مسؤوليتها، ومن الأسى البالغ أن يكشف لنا تجمهر طالبات عسير نهاية الأسبوع الماضي عن مطالب تصل إلى الحد الأدنى من مطالب الحياة الإنسانية في الحصول على كرسي للجلوس وقت الاستراحة أو منفذ أمام كشك للمرطبات أو لفت الأنظار لمستوى النظافة. وفي المقابل أيضاً سأشجب، ولا حيلة عندي سوى الشجب، ردة الفعل على هذه المطالب، فبنات عسير أنقى وأشرف من أن يكنّ فرقة شيطانية صغيرة وشاردة حركت هذا التكتل الشبابي، مثلما هن أسمى وأرفع من الوصف الدنيء بأن بعض – المسترجلات – كنّ المحرك لوقود هذه الصفوف، فبنات عسير، تاريخ من أكثر من ثلاثة عقود من التعليم الجامعي، فمن هو البطل الهمام الذي سيعطيني جنحاً أخلاقياً لهؤلاء الشريفات.. ودعك من الشوارد، فالشاذ لا حكم له، حين نتحدث عن عشرات الآلاف من هؤلاء البنات طوال هذه المسيرة. والسؤال الأكبر: هل سيفتح هذا الجرح وضع المرأة في كل قاعات التعليم الجامعي الوطني بلا استثناء، وبكل الشجاعة المطلوبة التي تبرهن أن أوضاعهن في شتى الأمكنة والقاعات والجامعات نسخة كربونية قد تختلف عن بعضها في بعض الأصباغ ولكنها تشترك في الجوهر؟ المرأة الجامعية تعيش على فتات ما تبقى من الموائد الذكورية، وخذوا البرهان في السؤال الموجه إلى كل مسؤول في جامعاتنا المختلفة: كم هو نصيب المرأة من كل ريال يصرف في ميزانيات الجامعات عندما نقارنه بنصيب نظيرها الرجل؟ هذه كلها جامعات ذكورية، وآن لنا أن ننفض الغبار عن هذه المهزلة. آن لنا أن نقول وداعاً أبدياً للإدارة الذكورية لشؤون المرأة، طالما أن حجة المقصر في نهاية المشهد السينمائي المخجل أن الوصول إلى حقائق وضع كليات البنات صعب المنال، متذرعاً بتركيبة المجتمع وتقاليده. آن الأوان لأن تتحمل المرأة مسؤولية وضعها في كل القاعات والجامعات بميزانية مباشرة ومستقلة وبصلاحيات كاملة غير منقوصة، فمن العار، أن ندخلهن في الصباح إلى علب السردين ثم نكتشف أنهن أدنى من شراء كرسي للجلوس أو فتح كشك جديد يفك الزحمة. آن الأوان لأن نستيقظ على هذه الحقائق وأن نسحب الكراسي من تحت مكاتب الرجال، وعلى الأقل لتجد إحدى بناتنا كرسياً فارغاً لتجلس عليه.
هؤلاء البنات الشريفات يطالبن اليوم بالحد الأدنى من حفظ الكرامة بعد أن نسين ارتفاع السقف الأعلى المشروع، وحتى مع الحد الأدنى من المطالب يؤسفني أن بعض الرد الذكوري يواجه مطلب حفظ الكرامة بالشك في الكرامة.

[COLOR=#0005FF]وكان الموسى قد كتب قبل المقال أعلاه وفي بحر الاسبوع الماضي مقالا دافع فيه عن الجامعة قال فيه[/COLOR]:

[COLOR=#DA2F0A]للحمادي: بل الفضيحة أن تكتب ما تجهل[/COLOR]
ليومين متتاليين، كتب الزميل الصديق، صالح الحمادي، في الزميلة الشرق، ما عنونه بفضائح من عسير، وحول الجامعة بالتحديد في سرد بعض الملاحظات التي تكشف جهلاً واضحاً، وهذا يحدث عندما – يعير – الكاتب قلمه لأفكار غيره، ثم يتحول إلى جهاز تسجيل يملي عليه الآخرون تصفية حساباتهم المختلفة. وكان بودي لو أن الزميل العزيز انصرف في الكتابة فيما يتقن وفيما برع فيه بالأصل، لأن – الفضيحة – الأساس هو أن ينثر هذا التضليل الذي يؤلب الرأي العام عطفاً على تطويع جائر للحقائق، وهذا لا يحدث إلا عندما يقتحم الكاتب منطقة من – الرأي – أبعد ما تكون عن – الملعب – الذي ألفه وائتلف معه. يقول “أبورائد” إن طلاب الجامعة لا يستطيعون التفريق بين – عمال الصيانة – (لأن عدد البنجالية الأساتذة أصبح يفوق عدد البنجالية العمال). ولأخي صالح، أقول، إن لغة الإنشاء الباطل لا يدحضها إلا الرقم والإحصاء، فعدد منسوبي الجامعة ومن في حكمهم من أعضاء هيئة التدريس فقط هذا المساء هو بالضبط (1902) لا يشكل الإخوة من بنجلاديش منهم سوى (2.79%)، وهي نسبة، وبالإحصاء أيضاً، تقل عن نسبة تواجدهم في أربع جامعات سعودية، بينها الملك سعود والملك فهد، وإذا ما ثبت لديك أو لدى مصادرك المعروفة أي انحراف بكسر عشري من هذه الأرقام فأنا على استعداد للاستقالة حتى لا أبقى مصدراً لتضليل القراء أو تزويدهم بأرقام ومعلومات كاذبة. ثم إن الأهم أن الكادحين من أبناء هذه الشعوب الذين نستهزئ بهم لم يشتروا – الدكترة – من جامعات الشقق المفروشة، ولم يأخذوها – بالكاش – ليترززوا بها في المجالس مثلما يفعل البعض هنا، للأسف الفاضح، ولك أن تعلم أنهم الخيار الأول في هذا العقد من الزمن في المنافسة في – وادي السيلكون – الأميركي، وأن عدد – البنجال – الذين تتندر بهم يفوق اليوم ضعف أعداد العرب أساتذة في الجامعات الأميركية، وبيني وبينك البراهين والإحصاءات والأدلة. ولك أن تعلم أنهم اليوم أساتذة في مستشفى الملك فيصل التخصصي مثلما هم بالجملة في دهاليز ماي كلينك ومثلما هم أيضاً في شوارعنا عمال نظافة، ولم يكن عيباً مثلما يكون من – العيب – أن يظن كاتب في صحيفة وطنية أن الشعوب صورة نمطية واحدة.
الفضيحة أخي صالح أن تكتب ما تجهل، وقد ضحكت كثيراً وأنت تكتب عن تقرير الأستاذة الأميركية الذي رفعته لإدارة الجامعة لأن الذين – أملوا – عليك جمل التقرير لم يصدقوك في جملة سليمة مما كتبت يداك، والكتابة أخي ليست حصة في الإملاء مثلما هي أيضاً ليست محاضرة في التعبير، بل هي الأمانة والموضوعية والتحقق. وأنا من هذا المكان أدعوك لأن تبحث حراً مستقلاً عن كل ما شئت من الأرقام والإحصاءات والحقائق، وإذا ما اعتذروا في الجامعة عن تزويدك بأي حقيقة تبحث عنها فأنا على استعداد تام لقبول قرارك الشخصي في حقي وفي مستقبلي مع الجامعة ومع الكتابة. كل هذا كي لا نضلل الجمهور وكي لا نقوده إلى تزوير الأرقام والحقائق وهكذا هو الكاتب الشجاع، وغداً سأكمل معك كي أبرهن لك أنك حتماً تكتب ما تجهل. غداً مع فضيحة جديدة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com