أخلاقنا بين حكم الشرع وإرادة المجتمع‎


أخلاقنا بين حكم الشرع وإرادة المجتمع‎



[B][SIZE=4]

ما قبل عهد الطفرة النفطية 1973م وبعدها تغيرت عادات وأخلاق كثيرة في مجتمعنا حتى اختلفت هذه العادات والأخلااق وانتقلت إلى النقيض التام في احيان كثيره هذا التناقض ينتشر مع الأسف كثيرا في مجتمعناحتى بات هذا التناقض صفة ملازمة للكثير من جوانب حياتنا فهل نحن شعب التناقض ؟

واستبدلنا عبارة أن (هذا حكم الشرع ) بعبارة (المجتمع يريد هذا) تناقضات كثيرة في مجتمعنا لا أملك لها تفسيرا منطقيا سوى اننا ابتعدنا عن ديننا ولكننا نرفض أن نعترف بهذه الحقيقة المرة .

تناقضات دينية واجتماعية في مجتمع يصف نفسه بالمجتمع المتدين والمحافظ على شريعة الإسلام هل هذه التناقضات ناتجة من ضعف التربية الدينية في المجتمع أم أنها تعبر عن حالة انفصام شاملة في العقل الجمعي للمجتمع , أم هي نتيجة للحملات الإعلامية والفكرية ضد مجتمعنا ؟

شخصيا لست من أصحاب النظرة التشاؤمية واعلم يقينا أن في مجتمعنا من الخير والتقى والنقاء الشيء الكثير .

ولكن هي ظواهر سلبية انتشرت بيننا بكثرة فأحببت أن أسلط الضوء عليها ليتمكن المجتمع من علاجها , فالتشخيص السليم هو اساس العلاج الصحيح .

ورغم أنني لست ضد الحرية الشخصية أو العائلية ولست ضد إظهار مشاعر الفرح والسرور في اوقاتها .

لكنني لست مؤيدا للتجاوزات التي لا ترى في حدود الشرع وتعاليمه شيئا يجب القلق بشأنه .

ففي الوقت الذي يأمر فيه ديننا بتيسير أمور الزواج وعدم البذخ في التكاليف ويشدد على الالتزام بالاحتشام في الملبس أثناء حفلات الزواج , نجد أننا رفعنا مهور الزواج ونأتي كل فترة بمطالب غريبة جديدة تثقل كاهل الشاب وتدفعه لتحميل نفسه من الديون مالا يطيق , أما حفلات الزواج نفسها فهي اقرب ما تكون لحفلات اليهود والنصارى حيث أصبحت تنتشر فيها آلات العزف والطرب والغناء وفي قسم النساء نجد انهن يرتدين ملابسا أقل ما توصف انها ملابس عاريه , وهذه كلها أفعال نعرف يقينا حكمها في شرعنا الحنيف ولكننا نتجاهله.

وفي حين يأمرنا ديننا بغض البصر نجد اننا أدخلنا في بيوتنا القنوات الفضائية الهابطة والأدهى من ذلك نسمح لأبنائنا بمشاهدتها بكل بساطة متناسين أن كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته , وبعض برامج الأطفال والرسوم المتحركة تحرف وتشوه عقيدتنا الدينية حيث تظهر فيها الشخصيات الكرتونية قادرة على انزال المطر واحداث البرق وهذا لا تخفى خطورته على كل ذي لب سليم .

وفي الوقت الذي يحثنا ديننا على التكافل الاجتماعي ومساعدة الضعفاء , نجد أننا نهدر اموالنا في مظاهر البذخ والتفاخر والرياء ونقف ألف مره ومره قبل أن نمد يد المساعدة لمن يحتاجها من الضعفاء .

وبينما يحثنا ديننا على التعاطف وصلة الرحم , نجد أننا نلتقي أصدقائنا بشكل يكاد يكون يوميا , والبعض لا يلتقي بأقاربه وممن لهم صلة رحم به إلا نادرا .

وفي الوقت الذي ينبغي على كل مسلم قول كلمة الحق والبعد عن الكذب نجد ان البعض يقوم بقلب الحقائق وتزويرها لمجرد أن يكون ذا حظوة عند أحد المسؤولين , بل ويتطوع للكذب والتزوير من تلقاء نفسه.

وبينما نقضي جل أوقاتنا في الاستراحات وخارج المنزل بعيدا عن أولادنا, نلقي باللوم على أبنائنا وبناتنا في حال وقعوا في أي خطأ , متناسين أننا لم نحقق لهم الأمن النفسي والتربوي والأدبي فهل يحق لنا لومهم أم يجب لوم أنفسنا أولا.

وكلنا يعلم موقف الدين والأخلاق من الغيبة والنميمة ورغم هذا فإننا نتلقف الإخبار والإشاعات عن الأخرين ونتناقلها بيننا بدون أي تثبت , بل نؤكدها كأنها حدثت أمام أعيننا ووصل الأمر ببعضنا للخوض في أعراض المسلمين بكل سهولة متناسيا انه كما تدين تدان .

والبعض منا يدعي أنه محافظ مادام في داخل حدود الوطن , فإذا سافر للخارج ظهر منه مالا تقبله أخلاقنا وأعرافنا , والأدهى أن البعض قد يصطحب عائلته إلى اماكن مشبوهة في الخارج معتقدا أن عمله هذا من ضروب الحضارة والتمدن وفي حقيقية الأمر ما هو إلا بعدا عن الدين والأخلاق والأعراف التي صدقنا بها وجبلنا عليها ولن نتخلى عنها .

كل هذه الظواهر وغيرها نقطة تحول إلى الأسوء في مجتمعنا وهي علامات على تغير سلبي قادم لامحالة إذا لم نتدارك أنفسنا ومجتمعنا بالتناصح والمحاسبة الجادة .

إن كل مجتمع فيه من الخير وفيه من الشر وتلك سنة الحياة , ومجتمعنا لن يخرج عن تلك القاعدة ونحن لسنا ملائكة , ويوجد بيننا صالحون وطالحون , والصالحون أكثر بإذن الله ,ولكن هذا لا يعني أن لا نقف مع أنفسنا وقفات جادة ونحدد أخطائنا ونقيس المسافة التي تجاوزنا فيه حدود الدين والأخلاق , فنحن في هذا الزمان أحوج ما نكون لمثل هذه الوقفات الجادة .

والحل من وجهة نظري هو العودة الحقيقية والفعلية لتعاليم الشرع على الجانب الشخصي والعائلي وتغليب الوازع الديني في كل أمورنا , وكذلك العودة إلى صفاء النفوس وسمو الأخلاق التي كانت سائدة في مجتمعنا حيث البساطة والعفوية وتمنى الخير للأخرين .

والله الموفق .

[ALIGN=CENTER]فإن أخطئت فمن نفسي و وإن أصبت فمن فضل الله علي .[/ALIGN]

كتبه :

[COLOR=blue]نايف بن مسدح العميم [/COLOR]

[/SIZE][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com