الذين يشبهون ..اللهاية


الذين يشبهون ..اللهاية



[B][SIZE=4][COLOR=blue][ALIGN=CENTER]الذين يشبهون (اللهاية)![/ALIGN][/COLOR]

للــ (اللهاية) أو (المصاصة) البلاستيكية أو (سكاتة) الطفل ، دور هام ومهم ، حين يبكي الطفل تقوم الأم بوضعها في فمه ويبدأ بمصها وهو يظن أن في داخلها ثمة حليب سيخرج منها ، ولأن الطفل لا يدرك الأشياء المحسوسة بعد.

ولأن المص غريزة طبيعية عنده ، يبقى مستمرا بالعملية على أمل أن يخرج الحليب لكن بعبث ودون جدوى ، حتى يصل لمرحلة فقدان الأمل ومن ثم يغفو وينام ، وقد يساعد مص اللهاية على التخفيف من الألم عندما يعاني الطفل من المغص ، أن بعض الأطفال (المبسترين) أي المولودين قبل الأوان قد تساعدهم اللهاية أيضا على سرعة الانتقال من الأنبوب إلى الرضاعة بالزجاجة فيتمكنون من الرضاعة بصورة أفضل ، لكن للهاية عيوب عديدة من أهمها أنها تمنع الأطفال من (الثرثرة) وهي خطوه هامة على طريق (تعلم الكلام).

كما أنها لا تشجع الأطفال الدارجين على إجراء الحوار وهو ما يحتاجونه كي تتطور لديهم المهارات اللغوية ، ولعملية (الهز) أيضا على قدمي الأم مع بعض كلمات فلكلورية وطبطبة أهمية لا تقل عن أهمية (اللهاية) التي تصيب الطفل بدوخة يخلد بعدها هذا الطفل المسكين إلى نوم عميق ومميز ، لكن لعملية الهز أيضا سلبيات قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة وخطيرة مثل حدوث استسقاء موضعي وتمزقا في الأوعية الدموية بالرأس مما يؤدي إلى وجود ورم دموي وبالتالي نزيف في شبكة العين حيث أن العصب يفقد الأوكسجين وبالتالي يتلف مما يؤدي إلى مشكلات عديدة عند الكبر .

أن الذين يستخدمون ويمارسون هاتين الوسيلتين (الإلهاء والهز) وعلى مختلف المستويات والأعمار ، ويرتضون بهذه الوسيلتين ويستهونهما وينعمون فرحا بهما ، يتميزون بازدواجية واضحة ، وتناقض ملفت ، ونظر قاصر لا يتعدى حدود القدم ، ولديهم فراغ كبير ، وعبث مجنون ، وضجيج صاخب ، وهوس مخيف ، وعندهم نقص نفسي وفكري وعقلي حاد ، أنهم مثل الذي يحاول القفز على مسلمات ليست له ولا يعرف طرقها ولا ممراتها ، أن هؤلاء الذين يشبهون اللهاية وعملية الهز يحتاجون إلى إصلاحات جذرية تثقيفا وإعدادا وتأهيلا نفسيا وفكريا وعقليا مع تحديد الأطر والنسق الكفيلة وذلك بإعطائهم الفرص الكافية والكفيلة في التعلم والتدريب وكسب الخبرة والمهنية في فنون العلاقات العامة والخاصة الفردية منها والاجتماعية والإنسانية حتى لا يستطيعون بعدها خداع الناس والضحك عليهم بأطروحات وكتابات إنشائية وهمية واهية تشبه الرخويات البحرية والأسفنج .

أن على هؤلاء الذين يشبهون اللهاية وعملية الهز أن يعوا جيدا دروس الحياة الكثيرة ومن أهمها الوضوح وقياس الحق والصدق والبحث عن الحقيقة وطرحها مهما كانت ومهما كانت نتائجها ومردوداتها والبعد كل البعد عن الزيف والخداع والريبة وإيهام الآخرين والمجاملات الرخيصة والنفاق والجوهر الفارغ والعمل الغير المثمر والتكلف الزائد ، أن الصدق والصراحة والمباشرة والتلقائية في الأشياء كلها صغيرها وكبيرها ومجاهدة النفس والهوى تمنح التقدم والرقي والصعود وتبني أرضية صلبة في الأمور التي تحتاج إلى إيضاح ومعالجة ، وتفتح الأبواب مشرعة للإبداع والتفوق ، أن الحقيقة المرة والقاسية خير ألف مرة من الزيف الخادع وأفضل ألف مرة من العيش في ظل البهتان الكبير والوصولية الفجة والتملق القبيح والتزلف الذي لا يؤدي إلا للضعف والهوان وغضب الناس.

[COLOR=blue]رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email][/COLOR][/SIZE][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com