المصلحة الوطنية أولا


المصلحة الوطنية أولا



[CENTER]المصلحة الوطنية أولا![/CENTER]

يجب أن تعلو المصلحة الوطنية فوق كل الطموحات الشخصية والجمعية والفئوية، ويجب أن نجعلها مصلحة عليا فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى، ويجب أن ينطلق هذا الموقف باتجاه الفعل الصحيح وفق حسابات دقيقة بعيدًا عن مستنقع المنافع والأحقاد والرواسب الدنيئة والحسابات الذاتية والطموحات والمصالح، لأنها مواقف مستهجنة ومرفوضة بكل المعاير الشرعية والوطنية والأخلاقية.

إن محاولة إغفال المصلحة الوطنية العليا يفقد الشخصية صفة الوطنية ويغمسها في المصالح الأنانية الضيقة، إن على الجميع ترتيب الأولويات بما يضمن المصلحة الوطنية العليا ومستقبل الأجيال القادمة، وحفظاً للأمة وتقديساً للحد وللتراب ورفض كل المحاولات السلطوية للبعض لتقليص الفرص أمام فرض الوطنية والانتماء وفق ممارسات وأفعال وخطب بهلوانية بعيدة عن الذكاء والحكمة وبعد النظر.

إنني أشعر بوخز الضمير حين أسمع من أن البعض قد اخترق جدار المصلحة الوطنية العليا المقدس، وأخذ يمارس الوصاية والتسلط، وينتهك حرمة اللحمة والتلاحم والفسيفساء الواحدة العظيمة، ويشيع البلبلة والأخبار الكاذبة ويسرد القصص الوهمية والحكايا الهلامية ويتمنطق بلا وعي ولا إدراك ولا مخيلة، وبتجرد تام من المسئولية والحنكة والعقل.

لقد مللنا من الهرطقة الفكرية والتصريحات النارية والخطب الرنانة والتشدق الضيق الأعمى والشك اللامحدود التي لم تؤد كلها إلا إلى الاحتقان والتوتر بعيداً عن الحس الوطني والتطلع الحقيقي للنماء والتطور والاستطالة في كل المجالات.

إن على الجميع أن يترجموا عملياً إيمانهم العميق بالعمل لصالح الوطن وليس لصالح الكتل والجهات والتجمعات.

إن محاولة سرقة الوطنية وقرصنتها وتجييرها من لدن البعض وبطرق ملتوية ومختلفة تشوبها العتمة ويلونها الرماد يوفر الإحساس بالمرارة، وينذر بأخطار رهيبة لم تكن في الحسبان ولا ضمن الأجندة.

إن البهتان في القول والتسويف والمماطلة في الفعل يعد دليلاً واضحًا وإصرارًا عميقًا على تقديم المصلحة الشخصية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا.

إنها مفارقة كبرى يندى لها الجبين وتميل عندها كفة العدل والإنصاف، ناهيك عما تتركه من أثر سلبي في وجدان الناس.

إن مسلسل الضحك على الذقون من خلال أطروحات وأقاويل وخطب سقيمة واهية لاهية صفراء يعد ضربًا من ضروب المهزلة وعنصر هدم خطير. إن على هؤلاء أصحاب النزعات والمشاريع الذاتية والفئوية والأهداف الشخصية الضيقة والأفكار الصغيرة أن يدركوا طبيعة المرحلة، وطبيعة استحقاقاتها، ومتطلبات العصر، ويبادروا إلى علاج أوضاعهم بشيء من الحكمة والعقل والبصر والبصيرة، وأن ينزعوا الشر فيهم الذي بلغ مرحلة الاستثارة والطغيان، وأن يكفوا عن التملق، وكبح جماح تطلعاتهم المسعورة لامتلاك زمام الأمور على هواهم بكل طيش وحماقة وغلظة.

لقد وصلوا إلى حد اللامعقول وغير القابل للتصديق والتصفيق والتمجيد، ولا بد من مواجهتهم بفكر علمي ثقافي حر لتعريفهم بأخطائهم وتقصيراتهم وإخفاقاتهم بعيداً عن المجاملات الرخيصة والثناء الكاذب ومحاولة التسلل إلى قلوبهم عبر الأماديح الباطلة والمبالغات الخبيثة.

ويجب أن يقزم من نصبوا أنفسهم أوصياء على المجتمع ويفهموا بأننا أصبحنا أمة واعية ونسيجاً كبيراً من العلماء والمثقفين والأدباء والإعلاميين، وحتى جميع طبقات مجتمعنا الأخرى المختلفة والمتفاوتة أصبحت تعي وتدرك وتفرق بين القاعات الموحشة التي تملأ القلوب همًا وحزنًا وأسى وبين قاعات الإبداع والعطاء والاختراع وتفعيل الفكر والعقل والمنطق.

[COLOR=#0145E9] رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com