صوتي بين مطرقة القبلية وسندان الوعي
بداية نحمد الله على الوعي اللا محدود لدى أهالي منطقتنا الشمالية ، فكثير منا مدرك للكم الهائل من الوعي والتطوير الذي تنعم به هذه المنطقة التي كانت بالأمس القريب منطقة صحراوية تكاد تخلو تماما من مناهل العلم والثقافة، وهذا دليل قطعي على همة شباب المنطقة ورقي طموحهم بلا شك ، كما هو رد بسيط على بعض الكتاب الذين يهاجمون أبناءها بين الحين واللحظة .
اقتربت الانتخابات واقترب معها الضجيج الغير محبب لدى أبناءها ، فعندما نرى أحقية التصويت بالمنطق والوعي فهو بما لا يدعو للتشكيك يجري لصالح الأكفأ من جميع الجوانب ، وللأسف ما يحصل في منطقتنا وكثير من المناطق يكون التصويت لابن القبيلة الذي يحمل أقوى المؤهلات ( الحمية القبلية ) فعندما تبدأ دائرة النقاش مع المتعلمين والمثقفين غالبا حول هذه القضية ( أحقية التصويت ) يأتي بعذر يحمل سمات التعقيد شيئا ما لعملية التثقيف لــ ( الصوت الانتخابي ) الذي تندد به أمانة المنطقة ويندد به ضمير المواطن قبل كل شيء ..
وهذا العذر سئمنا من سماعه كل حين وهو:
عدم التصويت للأكفأ لأن تلك القبيلة مثلا لا تصوت للأكفأ تصوت لابن قبيلتها
هل تلك القبيلة تزخر بالحمية لأبناءها ونحن لا ؟؟
لم نحن بالذات نصوت للأكفأ وجميع القبائل تصوت لأبناءها ؟ انتهى .
طبعا لن يكون هناك انصاف في التصويت العادل لمن يستحق إلا بنبذ هذه الأفكار الرجعية التي تحمل أقبح الصفات التي وصفها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنتنه ، فيجب علينا كمثقفين وعلى قدر كبير من الوعي التخلص من هذه الحمية التي قد تكون يوما ما عائقا لطموحنا ووعينا .
أتمنى أن يصوت الجميع لمن يستحق التصويت فعلا لا لمن تشفع له القبلية والحمية
لكي ترث أجيالنا القادمة الوعي ورقي الفكر لا الحمية القبلية ، وبالله التوفيق ..
جمال الصقري
