اغلاق الفتنة بفتنة‎


اغلاق الفتنة بفتنة‎



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][CENTER]

كان ولد مسرف بالتمادي على الخطئية عاق منشق وكان الأب (لحوحا) في نصحه بكل الطرق تعب الأب وأوكل أمره لله
وفجأة..دون سابق انذار :
أصبح الأبن من روّاد الذكر بارا بأبيه ..مطيعا لربّه يحفظ القرآن ويقيم الأركان كل نشاطاته
يقضيها بالتعبّد بمسجده القريب
ولكـــن..!!
للأسف..الأب كانت نظرته ونظريّته يحكمها المحيط يقول بلغته البسيطة
((والله يارجال اني قبل منغث من هالولد وابيه يتسنّع من عرض هالناس وهالحين يومن صار مطوّع والله اني صرت أخاف
أكثر من أول..أذله يكفّر هالعالم او يجيبلي لي سالفة مفجرِِ.. روحــه..))

ياااه..!!
هل وصلنا لمرحلة..ان نطمئن لخرّيج ((البار)) أكثر من خرّيج المسجد؟!!

:
يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه :
(فيما معناه)
((اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا ..له بالأيمان))
صدق النبي الكريم
هل نشهد الآن له بالإيمان ام نؤجّل الشهادة لإشعار آخر
إنها ((عنكبة وثورة الأفكار))
:
لم يكن الاسلام حاجبا عن التفكيــر والتفكّر
ولايوجد ..((مشرّع إلاهي )) يمنع التفكيـــر انما قيام الدول يستدعي قاعدة (دينيّة) يرتكز عليها لأن أغلبيّة الناس
يقفون طائعين أمام أمر شرعي فكل الدول قامت على اساس عقدي ومنها الاسلام ثم تحوّل هذا الفكر
بتغيّر أغراض القائمين عليه..
ولابد ان تخدم هذه القاعدة قوانين تسنّها السلطة السياسية العليا ولايهم ان تكون هذه القاعدة (خاطئة)
بقدر مايهم التقيّد بها ووحدة الصف هي المؤشّر للصواب وتطبيق الأصلح وليس الأصح.!!
فكيف ..كانت (فرعنة ) هذا الفكر ؟!
تسليما بالأمر..
(اعتقد أننا على صواب وأجزم أنهم على باطل))

للمجتمع..ونحن منه اشعال (عود الثقاب) لهذه النار فقد نرفع أيدينا أثناء (التغذية) لهذا الفكر
ولكن..لنشأته…ذنب.ارتكبناه بطريقة أو بإخرى وهذا الذنب..لازالت ثماره
نقطفها ..(ناضجة) في امور قد تكون ايضا بعيدة عن الأرهاب
:
وذنبنا..لايبرر..مايفعلون.!
:
فترة من الزمن كنا نخضع لتيّارات دينيّة مرتبطة بالسلطة اتخذت من مسألة (اغلاق الفتنة)
مصدرا للأجتهاد….فكان التحريم له النصيب الأكبر من أمورنا وكل ذلك
في سبيل ((اغلاق الفتنة))
لم تكن هذه السياسة..لتصمد أمام التعّيّرات السريعة كان لابد من عمليّة اختراق لهذه السياسة
بدأت..بإنتهاء..اعلام تلك المرحلة واسناد ماصنعوه لعصرهم وليس عصرنا
وأن (الفتوى) قد تتغيّر بتغيّر البيئة أو الزمن إنما لم يكن هذا التبرير مقبولا لسرعة التغير وتقارب المرحلتين
فكان اغلاق الفتنة جلب فتنة أكبر
:
كان من افرازات هذا (الكبت) مانراه اليوم من خروج آراء متطرفة
وانخفاض تأثير السلطة الدينة لاهتزاز الثقة من قبل المتلقي لأنه قد امسى بالقريب على شيء تكمن مصداقيته
في استحالة تغييره
لقد اصبح المتلقي يعيش بين تيّارين مختلفين تيّار قديم متشدد وتيّار جديد متفتّح
والمصيبة ان زمن التغيّر قصير جدا لايكفي لتبديل قناعاته
ستجد هذا الارتباك واضحا للشخص بقدر اتساع تبدّل الآراء ومقدار التغيّر
لماذا تغيّرت بعض المفاهيم والفتاوي بشكل ملحوظ وهل هذا التغيّر للصحيح أم للأصح ؟!
أين كانت هذه الآراء ان كانت تحمل الصواب ؟!
أم أن توظيف هذه الآراء قبل زمن مضرا بالمجتمع ولابد من التدرّج بتسريبها ؟!
ان مانعيشه من فجوة بين القاعدة الدينية من جهة والدولة من جهة اخرى والمتلقي من جهة هو أشبه بالطفرة الجينية
قد تحمد عواقبها وقد تكون فيها بداية النهاية ..!!

:

تساؤلات:
هل تراثنا الديني المولود مع الدولة ..سيكون جديرا بأخماد هذه الثورة .؟!
هل تلجأ..الدولة لاحتواء مايحدث بتغيير خطوط سياستها العريضة خوفا من أن يكون التغيّر بغير ارادتها
وكيف تكون ملامح هذا التغيّر.. ؟!
هل محاربة هذا الفكر ..بالشدّة سيؤدي الى تعزيز هذا الفكر ..في اطار احتلال وثورة ؟!
هل (زعزعة ) الثقل الديني بفقد الثقة من المتلقي سيكون مبررا جيّد لتخلي الدولة عنه ويصبح محصورا على الفرد لا الجماعة ؟!
وان فقد الثقة بالمرجع الديني سيصب في مصلحة السلطة العليا ؟!
أو بمعنى آآخر هل سيتم تطبيق العلمانية مضمونا لا شكلا وسيسوّقها ثورة الفكــر؟!
:
التغيير ..قادم لامحالة ..
فأين يكمن هذا التغير هل في السلطة الدينيّة ام السياسية ؟!
هل يمكن تضييق المرجع الديني ..(بالتوحّد) حول ..(فكر ) ليس مهما صحته بقدر الاجتماع عليه ؟!
هل هذه المرحلة هي مجرّد زوبعة وتنتهي وان مايحدث هو أمر طبيعي متوقع وان هذا الموضوع كان من باب
تفخيم الأمور..؟!
هل سنلجأ..لتقسيم المذهب لمذاهب والدخول في متاهات ستكون هذه المتاهات طريق العودة للسلطة..؟!

أخيــرا
اسقاط قناعات بقناعات جديدة هي حرب
ولابد للحرب من ضحايا ..

[/CENTER][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com