“روضة خريم”.. عروس الربيع والشتاء في السعودية


“روضة خريم”.. عروس الربيع والشتاء في السعودية



تعد روضة خريم واحدة من أفضل المتنزهات الربيعية لسكان العاصمة السعودية الرياض وخاصة أنها متاحة للجميع، و إلى ذلك تخطت شهرتها السياحية إلى ارتباطها بالسياسة من خلال مرات عدة استقبل فيها العاهل السعودي ضيوفه فيها وعقدت فيها عدد من المباحثات، ومن ذلك أنه تم فيها استضافة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.

و”روضة خريم” من المتنزهات الكبيرة في شرق شمال الرياض يقصدها أهل العاصمة خصوصا في فصلي الربيع والشتاء والإجازات لقربها وجمال طبيعتها إلى درجة لم يعد زوارها مقتصرين على أهالي منطقة الرياض بل أصبحت مقصدا لأهالي المناطق الأخرى في السعودية.

وتبعد “روضة خريم” عن مدينة الرياض تقريباً 100 كلم وهي شمال شرق الرياض وتتبع لمحافظة (رماح) حيث تتزين أثناء فصل الربيع بالخضرة والأجواء الربيعية الآسرة، وتتميز بجمالها واتساعها على الطرف الجنوبي الغربي من صحراء الدهناء ذات الطبيعة الرملية وتصب في أودية متعددة أشهرها وادي غيلانه والخويشين ووثيلان والثمامة وتحوي أشجار السدر والطلح المعمرة إلى نباتات موسمية تنمو في الربيع مثل النفل والخزامى التي تعبق المكان برائحة زكية تجذب الزوار.

ويبعد طرفها الشمالي عن رماح أقل من 15 كم بينما طرفها الجنوبي المسور يبعد عن طريق الدمام الرياض حوالي 30 كيلومترا عبر طريق ترابي، وأقرب الطرق المعبدة لها هو طريق رماح – الرياض الذي يتقاطع مع طريق الرياض – الدمام.

وتضم “روضة خريم” محمية الصيد الـ 17 في المملكة التي افتتحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز صيف 2005 وكان حدثا مهما انضمامها إلى منظومة المحميات المعلنة بإشراف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في توقيت يعد مناسباً لإطلاق الأحياء الفطرية فيها.

ومنذ ذلك الوقت نالت اهتماما كبيراً من الدولة شمل التنمية وتعزيز قيمتها كوجهة سياحية مميزة فأشرف فريق عمل من وزارة النقل والهيئة العليا للسياحة على تركيب أولى لوحات الطرق الإرشادية للمواقع السياحية في الروضة ضمن مشروع يرمي إلى إرشاد السياح والمسافرين براً إلى المواقع الطبيعية والترفيهية والأثرية.

أما الفئات التي ترتادها فهم على حد سواء من المواطنين والمقيمين من سكان العاصمة والمحافظات والقرى القريبة ووضعت عند مدخلها بوابة لتنظيم الدخول وهي محميـة بأعمدة حديــد لمنع دخول السـيارات إليها حفاظاً على الغطاء النباتي وينطلق الــزوار إلى الروضة من الطريق الدائري الشمالي من جهة الشرق والمعروف باسم “طريق الدمام السريع” ليأخذوا الطريق المتجهة إلى رماح.

ذكرها في التاريخ:
وتاريخيا ذكرت “روضة خريم” في قصائد شعراء مشهورين منهم جرير بن عطية الخطفي التميمي في قصيدته التي يمدح فيها عبدالملك بن مروان عندما ألحت عليه زوجته أم حزرة بضرورة زيارة الخليفة ومدحه وأخذ عطاياه فأشار الشاعر إلى رماح قائلاً :

يكلفني فؤادي من هواه ظعائن يجتزعن على رماح

ظعائن لم يدن مع النصارى ولم يأكلن من سمك القراح

ويشار أيضا إلى أنها كانت تسمى في صدر الإسلام وإلى منتصف القرن الثامن تقريبا بذات الرئال أي: (فراخ النعام) ثم سميت بعد ذلك بروضة الزيدي.

سر تسميتها:
وفيما تتعدد أسباب التسمية فهناك من يقول إنها سميت بروضة خريم نسبة للشيخ/تركي بن مثبت الخريم المسعري الدوسري وعرف عنه الشجاعه وقد أراد أن ينزل بــ “روضة خريم” بدون أخذ الإذن من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء كنوع من القوة واللامبالاة فأغارت عليه قبيلة سبيع الغلباء حيث كان ينزل وقتلوه وعرف مكان مقتله باسمه إلى اليوم حيث يوجد قبره.

وقيل أيضا سميت روضة خريم بهذا الاسم: لأنها إذا امتلأت تخرم العريق رميلان إلى المحوى الشرقي. وقيل ثالثا إنها سميت بهذا الاسم لأنها تخرم العرق إذا زاد عليها السيل وتملأ المحوى الشرقي وسميت بروضة الزيدي على بئر ماء في عالية نجد من وديات سبيع نقلت قبيلة سبيع الغلباء اسمه معهم وسمت به الروضة وأكبر آبار رماح وأهمها الزيدي وقد سمي على الزيدي في وديان سبيع العلوية ونقل الاسم حتى أطلق عليه المثل عند عموم بوادي نجد.

هذا فيما تأتي مقولة أخرى أن تسميتها جاءت من تسمية خريم من نقا خريم الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي للروضة، وهي عبارة عن مجموعة من الفياض (التنظم وخريم والخويش) تسمى مجتمعة روضة خريم، وقد يضاف لها مربخ رملان، وهي ذات شكل طولي يميل نحو الشمال الغربي، حيث يبلغ طولها (أي طول الغطاء النباتي) أكثر من 20 كيلومترا بينما يبلغ متوسط عرضها 1.5 كيلو متر، ويصل إلى أكثر من 4 كيلو متر في فيضة الخويش، “والجزء الغربي منها يشمل منطقة منخفضة نسبيا تصب وتتجمع فيها مياه أمطار المناطق المجاورة المرتفعة، والسيول الواردة من وادي الغيلانه ووادي الخويش ووادي وثيلان، بينما تحيط الكثبان الرملية بالجزء الشرقي منها.

تنوع نباتي مذهل:

وتزدهر الروضة ربيعا بالأعشاب وأنواع مشهورة من الزهور يعرفها أهل المنطقة مثل: قيصوم، وسليح، وقرنا، وقريص وصفار وقحويان، وخزامى، وحماض.، وتمتاز عن بقية المناطق المجاورة لها بوفرة الغطاء النباتي فيها وكثافته وتنوعه، حيث يقدر عدد أنواع النباتات الفطرية فيها بنحو 132 نوعاً، وتنمو فيها نباتات محمية من أهمها الارطى والسدر والسلم والطلح والعشر والعوسج والثمام والرمث والشبرم والشيح والقيصوم والخبيز والرشاد والقطينة والمكر والنصى والحميض والحنوة والحوى والحوذان والربلة، وهي في أجزاء منها مسيجة ومحمية من الرعي على مدار العام وهي منطقة خاضعة لمشروع – صيانة أشجار روضة خريم – تحت إشراف وزارة الزراعة ومنطقة أخرى غير مسيجة تسمح فقط بدخول الحيوانات للرعي موسميا”.

وفي مثل هذه الأيام تعتبر الروضة مقصدا للكثير من عشاق البر، حيث تختلف مدد الإقامة فيها وإن اتفقت على روعة الجو والبساط الأرضي والأجواء الربيعية.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com