لن نصمت ولن نجامل


لن نصمت ولن نجامل



القلم أمانة , والأمانة تقتضي ذكر الحقائق كما هي , ولذلك الكل منا محاسب أمام الله على كل حرف يكتبه تجاه أي مسئول كان بمنطقتنا بشكل عام , وبمدينتنا عرعر بشكل خاص , ولذلك النقد الإيجابي المصاغ بطريقة مهذبة , وبطريقة سهلة , وبأسلوب حضاري تفوح منه رائحة الوطنية , والذي يتضمن مطالب عامة تهم الجميع هو المطلب الأساسي نحو المضي قدما نحو الإصلاحات المطلوبة التي تحقق تطلعات المواطنين , وتساهم مساهمة كبيرة نحو معالجة السلبيات بأسرع وقت ممكن في ظل الزخم الإعلامي الكبير, والتسابق المحموم فيه نحو الإنفراد بالخبر , وكشف أقنعة الفساد , وتعرية السلبيات , ودعم مطالب المواطنين بكل قوة وبالأدلة الدامغة .

ولذلك نستغرب جميعا مدى الحساسية المفرطة التي أصابت بعض المسئولين لدينا ممن طالهم النقد , والمتعلق بسوء الخدمات في الإدارات التي يعملون بها , ومن خلال تسليط الضوء على السلبيات الموجودة الواضحة للجميع , وكأن النقد جريمة , وكأن قول كلمة الحق سلوك مشين في تصرفات تدل دلالة واضحة على عدم الثقة بالنفس , وعدم القدرة كذلك على تقبل آراء الآخرين وكأنهم منزهون عن الخطأ , وكأن إداراتهم تنال استحسان المواطنين , وليس لديهم سلبيات تذكر , وكـأنهم في مدينة فاضلة .

ولذلك لا أعلم ما هو المطلوب منا عمله في الجانب الإعلامي كي يتفهموا طبيعة النقد الممارس ضدهم بشكل إيجابي يتعلق بعملهم , وليس بنواحي أخرى تتعلق بأمور شخصية تتعلق بهم لأن بمجرد ترجل المسئول عن كرسيه الوثير سوف يتحول النقد بشكل طبيعي لمن سوف يستلم المهمة من بعده , ولذلك السؤال المطروح متى يدركوا أهمية الإعلام ,والذي يعتبر الشريك الاستراتيجي للمساهمة نحو دفع عجلة التنمية للأمام من خلال كشف مكامن الخلل , ووضع المسئول بصورة مباشرة أمام نواحي القصور في الإدارة التي يقف على هرمها , ولذلك شكاوى المواطنين , وتطلعاتهم , وآمالهم إذا لم يتبناها الإعلام الصادق, ويكون هو لسانهم فمن يقوم بهذا الدور الكبير.

فهل المطلوب منا ألتزام الصمت , أم المجاملة حتى لا يغضب منا المسئول , والذي وضع لخدمة الوطن , والمواطن ألا يعلم بأن الإعلام هو السند الحقيقي له , ولعمله لأنه يساعده على كشف سلبيات ما يقوم به من أعمال, ويرشده لنواحي القصور فيها , وينقل له معاناة, وطلبات المواطنين حتى تكون الصورة أمامه واضحة لا ضبابية فيها , ولذلك المسئول الناجح هو من يعمل وفق منهجية واضحة المعالم , ووفق أهداف محددة مسبقا كي يصل بعمله نحو المستوى المأمول منه كي ينال رضى الجميع.

فالصمت في بعض المواقف يعتبر حكمة , وفي مواقف أخرى مرتبطة بحقوق المواطنين , وتنمية المدينة يعتبر الصمت مذلة , ولذلك لن نصمت , ولن نجامل فيما يتعلق بمدينتنا عرعر , وسوف نكون (عود من ضمن حزمة ) للرقي بالمدينة من خلال كشف معاناة المواطنين فيها , وإبراز مطالبهم , وتبني قضاياهم , ومحاربة كل من يسعى في خرابها , ويساهم في إيقاف عجلة التطور فيها , ولذلك المسئول بنظرنا ليس (بعدو) كي نحاربه بل هو في المقام الأول ( مواطن ) مثلنا مثله ,ولذلك أدوارنا متشابهة في ( المضمون ) وهو تطوير الخدمات بالمدينة بشكل عام , و( مختلفة ) في الشكل من حيث (طبيعة المهام ) فالإعلام يرصد السلبيات , ويكشف نواحي القصور , ويكون صوتا للمواطن , وفي المقابل المسئول يعدل من سلبيات عمله , ويعالج نواحي القصور فيه , ويلبي مطالب المواطنين , وفي النهاية كلاهما يسعيان لتحقيق (هدف واحد)

وهو الرقي بالمدينة , وتحقيق مطالب مواطنيها , ولذلك الأمر سهل جدا تحقيقه على أرض الواقع , ولا يحتاج ( لمعجزة ) أو إلى ( حب خشوم ) .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com