أسوأ إنسان !


أسوأ إنسان !



بعض الناس يستحقون لقب أسوأ إنسان في العالم ، بل أجزم أنهم سوف يفوزون بالمركز الأول بلا منازع فيما لو أقيمت مسابقة بهذا الخصوص ، وسيسجلون في موسوعة جينس لتسجيل الأرقام القياسية في اختيار هذا الإنسان الأكثر سوءا ورداءة وبهت.

أن هناك أناسا يملكون نوازع الشر ، وشهوات الاعتداء ، وموبقات المضايقة ، أن لقب أسوأ إنسان يستحقه كل إنسان يمارس مع الآخرين عملية المضايقة والتدليس والقهر والتكبر والخيلاء والفوقية والجفوة ، وينشر الفوضى والعبث والضجيج والهجر والضجر والكسر واللامبالاة ، ويتسبب في جفاء الأرواح والأجساد ، ويضر بالناس.

أن الإنسان السيئ لا يشبه الأشجار العالية ، ولا تشكيلات الورد الملونة ، ولا بساط العشب الأخضر ، ولا الحديقة الغناء ، ولا الساحات الجميلة ، ولا نص الدهشة ، ولا الماء ، ولا يشبه اليقين ، ولا البياض ، ولا السندس الغجري ، ولا الطير الملون ، وليس كالشجرة المثمرة في كل الفصول.

أن الإنسان السيئ مثل منظر جسد مفصول الرأس ، ومثل مشهد بالغ البشاعة ، ومثل تابوت رجس ونحس ، لا هو نهر عذب ، ولا أثر للسلام علية ، متجهم ، متعالي ، حانق ، تتناسل فيه الفواجع مثل تناسل البوم والغربان ، معتم رغم شروق الشمس علية ، أنه شمعة هامدة ، ترتيله ليس من وراء قلبه ، وصلاته باردة ، غير مهموم بالحياة ، ولا يهمه سعادة ونشوة ورخاء ومتعة الآخرين.

أنه يشكل رقما فلكيا في سواد قلبه وعقله وتفكيره وتخطيطه ، يعيش حلة البؤس ، ويصطلي بنيران الوحدة ، وبالكابوس الثقيل الجاثم على صدره وحلقة ولسانه ، فنجانه ليس له مذاق ، وليله يعربد فيه الشتاء ، لا يعلم الكلام الرزين ، ولغته ليست فاتنة ، نشاز ، كثير الصخب ، فيه خلل ، له ثرثرة وليس له وضوح ، لا يعرف زهرة الناردين ، ولا النحل ، ولا النرجس ، ولا العطر ، ولا السحاب ، ولا حفلة المطر ، ولا سنابل القمح ، ولا عيون الأصدقاء ، ولا الرمان والورد ، ولا الحمام ، ولا حبات البندق ، ولا الصباحات الندية.

أنه ميت لأنه مبتلى بالعدم الذي يلحقه بالموتى ، وانه حي بمنى استمرار عمليات الشهيق والزفير عنده ، لكن دون أن ينعم بالطيبات من الفعل والقول ، وحين يدور الأمر بين ميتة مريحة له أو حياة شقية ، فلا شك أن الميتة المريحة هي الأجدى له والأحسن.

[COLOR=#032491]رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]

[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com