العمري: العاطلين عن العمل قنابل موقوتة تسير على الأرض


العمري: العاطلين عن العمل قنابل موقوتة تسير على الأرض



ناقش برنامج “الثامنة” مع داود الشريان، ملف “حافز” وهل كشف برنامج حافز عن الرقم الحقيقي لنسبة الباحثين عن العمل في السعودية، و لماذا يحتاج المتقدمون لأكثر من 90 يوماً ،للتثبت من أهليتهم للحصول على الإعانة،وهل صحيح أن “حافز” أصبح أحد عوامل تعزيز البطالة أم بات سبباً للتقليل منها،وذلك بحضور مدير صندوق تنمية البشرية إبراهيم المعيقل،وعضو جمعية الاقتصاد السعودية عبدالحميد العمري،والمستشار الاقتصادي الدكتور محمد الجديد، وصاحب فكرة السواعد الوطنية سعود مسفر.

الإعلامي داود الشريان،سأل عن مساهمة برنامج حافز بالكشف عن نسبة البطالة في السعودية وتحديد المناطق والجنس أم لا، حيث جاءت الإجابة من إبراهيم المعيقل بالقول:”واحدة من أهم الركائز للبرنامج الحصول على معلومة دقيقة حول نسبة البطالة ، الآن بدأت تتكشف لنا بطريقة جيدة ولأول مرة، وهناك أرقام عامة يجب أن نعرفها وهي أن عدد من تقدم للبرنامج ودخل على الموقع الإليكتروني مليونين شخص، وعدد من تم اعتمادهم وفقاً للمعايير وتم قبولهم للإعانة المالية 1160000 شخص، وصرفنا نهاية الشهر الماضي وخلال خمسة أشهر أكثر من 8 مليارات ونصف، وهذا البرنامج يأتي بدعم قوي من خادم الحرمين الشريفين ووزارة المالية”.

وأضاف:” من الـ 1160000 شخص 85% نساء ، وأعلاها منطقة الرياض بنسبة 91% ، وتختلف النسبة من منطقة إلى أخرى، وأكثر من الثلثين من المتقدمين نساء سواء الذين تم قبولهم أو لم يقبلوا، وهذه النسب أدت للتوقف والتفكير ومواجهة هذا الموضوع يتطلب سياسة وإستراتيجية مختلفة، ووجدنا أيضاً أن المؤهلات العلمية لدرجة البكالوريوس 37% نساء مقابل 6% رجال ، وأكثر السيدات يطالبن بالعمل معلمات وأكثرهن في مدارس حكومية،وبالمجمل الرجال والنساء يطالبون بالعمل في القطاع الحكومي،وعلى العموم الأمر الملكي طلب من وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية خدمة الباحثين عن العمل سواء بالقطاع العام أو الخاص”.

من جانبه قال عبدالحميد العمري:”ليس هناك شك أن الجهود التي بذلتها الدولة واضحة للعيان، ولكن القرارات الغير مبنية على حاجة سوق العمل تحد من ذلك،هناك في السعودية 7 ملايين عامل أجنبي، و86% منهم يحملون شهادات دون المتوسطة، وأجورهم متدنية وهي وظائف لا يقبل بها السعودي ، وهذا يعني أن 500 ألف – 600 ألف من الوظائف المتاحة هي من تناسب السعوديين “.

وأضاف:” حملت الثانوية في القطاع الخاص من السعوديين اقل من مليون شخص، وهذا حسب بيانات وزارة العمل في عام 2010م،وبرنامج نطاقات جاء ليحشر حامل الثانوية ضمن السلة التي لا يرغب بها السعودي، وأما يقبل أو إذا رفض الوظيفة تسحب منه إعانة حافز، في اعتقادي أن القطاع الخاص هو الذي شجع على البطالة في المملكة، ومعدل البطالة الآن 25% ، ولا يوجد بلد في العالم تعيش في وضع مالي جيد مثل السعودية ولديها هذه النسبة، وهناك 7 مليون أجنبي في نشاطات السرية أو الأسود، والأخطر أن هذه القراءة للآسف لم تقرأها وزارة العمل ولا صندوق تنمية الموارد البشرية”.

وشدد العمري على أن وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية “طقوا على صدورهم” في التصدي للبطالة ، وهذا خطأ فمسؤولية البطالة أن اقتصادنا لم يخلق فرص عمل لأنه لم يخلق فرص استثمار.

إلى ذلك قال الدكتور محمد الجديد:”حافز منذ البداية رفع شعار أنه سيقدم الرقم الصحيح للبطالة، وحافز سلط الضوء على مشكلة البطالة، حيث كان في السابق بعض المسئولين لا يضعونها ضمن أولوياتهم، وكل الخوف أن تحصر شروط حافز العاطلين في سن 20 – 35 ، وفي اعتقادي أن البطالة غير محصورة في هذه الشريحة”.

وتداخل سعود مسفر ليضيف:” هناك أعمار يشملها الضمان الاجتماعي وتنطبق عليهم شروط الضمان وهؤلاء مشكلتهم محلولة، ويجب مادون الضمان أن يدخل في حافز، ولا ننسى أن البطالة تشكل مشكلة أمنية حيث المخدرات وغيرها”.

ويختتم هذا الجزء برد من المعيقل قال من خلاله:”كل شخص تحدث بمنظور ضيق ونظر للبرنامج أو لجزء من البرنامج ويحكم عليه وهذا خطأ، أولاً نسبة البطالة ليست 25% بل 10% حسب إحصائيات مصلحة الاقتصاد والتخطيط،وثانياً لا أذكر أن وزارة العمل أو صندوق تنمية الموارد البشرية “طقوا صدورهم” لحل مشكلة البطالة، ودائماً نقول أن هذه المشكلة تحل بتكاتف الجميع ولا يمكن حلها بشكل منفرد، لذلك هناك برامج متعددة مع جميع الوزرات”.

إبراهيم المعيقل قالــ”حافز لايجبر المواطن على قبول أي وظيفة أو حرمانه من البرنامج في حال الرفض، بل يتم ذلك بعد رفضه لثلاث فرص وظيفة مناسبة، ومناسبة من حيث المكان والمؤهل والإمكانيات الجسدية ، ولكن يجب أن نعرف أن حافز ليس مكرمة ملكية، بل هو برنامج من برامج الدولة أقر ليكون إعانة للباحثين عن العمل”.

وأضاف:” ووفقاً للأرقام التي لا تكذب، فأن نسبة توطين الوظائف في شركات الاستثمار الأجنبي أعلى من الشركات الوطنية”.

وهنا يتحدث الجديد:” حافز أكمل عام كنظام وليس كصرف مكافأة ولدي ملاحظات عليه، فوزارة العمل أطلقت البرنامج دون ذكر أي مستهدفات مستقبلية منه،وإذا كانت نسبة البطالة مثلاً 10% أطلب من الصندوق توضيح كيف يعالج هذه النسبة؟، أيضاً لدي ملاحظة على كثرة الظهور الإعلامي لصندوق تنمية الموارد البشرية، فهذا الظهور بالرغم من أنه يحاول توضيح السياسات، إلاّ أنه أيضاً يرفع سقف السوق من الموارد البشرية، أيضاً يجب تخفيف حدة وتضخيم الانجاز ، فمثلاً من خلال كتيب الصندوق تجد عبارة أكبر مبادرة وطنية، وأكبر شراكة وطنية ، وأكبر قاعدة بيانات”.

وهنا يعود العمري للحديث مرة أخرى عن نسب البطالة بالقول:” نسبة البطالة الـ 10% موجودة في إحصائيات وزارة التخطيط وقبل أن يأتي برنامج حافز، ولكنني أؤكد أن القاطع الخاص هذا الأبن العاق للاقتصاد السعودي”.

ويضيف المعيقل:” قبل عامين وحينما قررت وزارة العمل أن تتخلى عن استخدام قاعدة البيانات، قررنا التعامل في الأرقام من خلال التأمينات الاجتماعية بالنسبة للمواطن ووزارة الداخلية بالنسبة للوافد”.

ويختتم المعيقل هذا الجزء بالقول:” خرجت وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية من البيروقراطية، ولا يمكن أن ننجح منفردين، وستكون هناك بوابة الإليكترونية لكل قرار نتخذه فقل أن يتم أقرار هذا القرار يتم نشره عبر البوابة الإليكترونية للرأي العام للتعليق عليه ونقده ومن ثم أقراره “.

المعيقل الدولة قدمت مبالغ طائلة وفتحت المجال 12 شهر، وهناك برامج بعد 12 شهر،وأضاف:” ولكننا نواجه مشكلة أن هناك نسبة كبيرة من المتقدمين لحافز لا يرغبون في العمل، وعدم الرد على اتصالاتنا وإذا رد وأعطي موعد للتدريب أو المقابلة لا يحضر، وبعض أولياء أمور النساء حينما نتصل يقول لا أرغب أن تتوظف بنتي ولكن أعطونا مبلغ الـ 2000 ريال المكرمة من الملك، لذلك ذهبنا لإيجاد بعض الضوابط التي تحمي البرنامج من المتلاعبين وتمكن المستفيدين فعلاً فقط”.

وتلقى البرنامج مداخلة من “أم عبدالله” قالت:” السعودية المتزوجة من أجنبي ، لماذا لا يشمل أبنائها وبناتها برنامج حافز؟”.

وهنا يعلق المعيقل:”البرنامج يراعي الجوانب الإنسانية ،وأبناء وبنات السعوديات المتزوجات من أجانب لهم حق في البرنامج، ولكن لدينا معاناة ومشكلة في تحديد هواياتهم، وهناك أتفاق مع وزارة الداخلية لمنحنا قاعدة بيانات، وتم تسجيلهم في البرنامج والصرف لهم سيكون من 3 – 4 أشهر بعد التحقق من الأحوال المدنية”.

من جانبه يقول العمري:” العاطلين عن العمل قنابل موقوتة تسير على الأرض ، لذلك يجب الفرض على القطاع الخاص الذي لا يحقق نسبة السعودة رسوم سعودة ،وبالتأكيد حينما يدفع صاحب العمل للعاطل وهو جالس في بيته سيدفع له ليشغله “.

ويعلق سعود عن نقطة التدريب بالقول:” لماذا التدريب يأتي من جهات مستقلة، لماذا لا يتم توظيف العاطل في الشركة وهي من تقوم بتدريبه، لأن التدريب المستقل ربما لا يلبي احتياجات تلك الشركات”.

ويعود العمري ليوضح:” التشدد الذي تطبقه وزارة العمل على شروط حافز للمستفيدين، لو مورس هذا التشدد على القطاع الخاص لقضوا على البطالة”.

يضيف الجديد بالقول:” لم أسمع حتى الآن أي حديث عن مستقبل برنامج حافز، أيضاً الشق الاستثماري لصندوق تنمية الموارد البشرية غير موجود، بالرغم من أن النظام يسمح له باستثمار الأموال”.

ويوضح المعيقل:” برنامج حافز أمر ملكي ولن ينتهي وسيستمر، والدعم موجود، وهذا لا يعني أن الأموال لدينا بل نأخذ من وزارة المالية كل شهر بشهر ، وهناك برنامج للتأمين ضد التعطل المؤقت عن العمل”.

وفي سؤال أخير من الشريان للعمري حول حل قضية البطالة هل تتم في قرارات أم برامج وقال:” يحتاج إلى تغيير قاعدة الاقتصاد السعودي، وهذا أمر لا تقدر عليه وزارة العمل ولا صندوق تنمية الموارد البشرية”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com