قصر النظر ومشاريع الدولة


قصر النظر ومشاريع الدولة



يلاحظ أي مواطن في المملكة وليس في عرعر فقط ! قصر نظر من يعدون المشاريع وخاصة التي تتعلق بالبنية التحتية.
ولو أخذنا عرعر مثلا وبالتحديد وزارة المياه ومشاريعها المتتابعة والتي تنفق عليها مئات الملايين من الريالات.
كم مرة تم تجديد خطوط المياه الرئيسية والموصلة إلى المنازل خلال الثلاثين سنة الماضية.

أنا أقول لكم : أكثر من 4 مرات.
تصوروا الأموال المنفقة على تلك المشاريع , فهي كبيرة جدا وهي أموال شبه مهدرة لان المشاريع وقتية وكل منها يبدأ من الصفر ولا أي مسؤول عن تلك المشاريع حاول أن يبني على المشاريع التي قبله.

وكأن الناس في هذه المدينة حاجتهم وقتية لتلك المشاريع وكأنهم أصحاب ابل رعاة يرحلون عن تلك الأرض متى حل الموسم , وليس مواطنين دائمين ومقيمين بها وكأن الأرض هي الأخرى ترحل من مكانها ولا تحفظ مافي بطنها وكل ذلك يعود إلى معدين المشاريع وانفرادهم بالقرار الشخصي.
وحالهم يقول للشخص الذي يأتي بعدهم تركت لك فرصة التجديد والهدم والعمل من نقطة الصفر فهيا.

وعندنا مثال آخر حي يرزق كحياة خطوط المياه التي تُبدل كل فترة من زمن , لقد أحاطت المدينة بمحطة الصرف الصحي من كل جانب وهذا يعود إلى قصر نظر المنفذين الذين يفتقدون إلى الرؤى المستقبلية والزمنية لتوسع المدينة , فهذه المحطة كأنها لم تُنشئ لأجل مدينة عرعر بل لحي أو حيين من المدينة.
وكما تلاحظون لم يؤخذ بالحسبان توسع المدينة وامتداد عمرانها وأصبحت تلك المحطة القزمة لا تخدم ربع سكان المدينة بل طاقتها الاستيعابية اقل من ذلك بكثير وكل ذلك يعود للرأي الشخصي لمعد المشروع واستبعاد رأي المواطن وتطلعاته.

فالمشاريع بالدول المتقدمة توضع لخدمة مئات السنين وخاصة التحتية ويحاسب عليها القائمين والمنفذين حتى بعد موتهم , وتكون موحدة وغير مجزئة كما يحدث عندنا , فالشارع عندنا تجد به عشرات المشاريع فمنها من هو ميت ومنها من هو حي فالمياه تمد مشروعها وغداً تجدده والكهرباء كذلك والهاتف وغيرهم من ممن يقدمون الخدمة للبنية التحتية.

فما يضرهم لو اجتمعت تلك الدوائر الخدمية بمشروع واحد موحد شامل على تغطية احتياجات المدينة , فالذي تنفقه إحدى تلك الدوائر يوازي مشروع كامل لخدمة المدينة من تصريف صحي ومياه صالحة للشرب وكهرباء وهاتف وكل ذلك يعود إلى سبب عدم التنسيق بين مقدمي الخدمة.
فكل واحد منهم يعمل بمنأى عن الآخر وكأن مشروعه غير مرتبط بخدمة المواطنين وعلى مذهب المثل : (الطاسة ضايعة بينهم) , لأنه يعود إلى الرأي الشخصي لمدير الدائرة الخدمية وليس لمن يقدم لهم الخدمة , ودائماً التفرد بالقرار الشخصي يكون سيئ مهما بلغ درجة الإتقان.
فمتى نرى مشاريع متكاملة موحدة ؟ من قِبل الدوائر الحكومية وانصهارها في مشروع واحد متكامل ! هذا لن يحدث , لان التنسيق من القيادات العليا مفقود.

المجلس البلدي
لماذا سُمي مجلس بلدي ؟! لأنه يشرف على جميع الخدمات المقدمة للمدينة ويختص بتوفير تلك الخدمات والتخطيط لها , أما مجلسنا الحالي فهو يختص فقط بـ سفلتة شارع وعمود كهرباء ! هذا بعد إذن رئيس الدائرة.

أما الخدمات الأخرى فهي لا تخصه ولا يمكن له الاقتراب منها كمشاريع الصرف الصحي والمياه والكهرباء , بعيدةً عنه كل البعد.
في الدول المتقدمة المجلس البلدي هو كل شيء بالنسبة للمدينة أما عندنا فهو جزء لا يكاد أن يُرى لتداخل اختصاصاته مع مجلس المنطقة مثلاً ومع صلاحيات رؤساء الدوائر الحكومية.

د/صغير :
اشد على يمينك وأوافقك على اغلب ما تطرقت له وخاصة عن بيتنا الكبير.
حفظ الله بلادنا من شر الأشرار وطرح في المسؤولين الخير ورزقهم بُعد النظر وحب الوطن مقتدين بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله , وعسى يومك ياوطن دائماً سعيد.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com