خدوش في مثلث الوحدة الوطنية


خدوش في مثلث الوحدة الوطنية



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]

كلما دار الحديث عن اليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية لابد أن يتشعب الحديث حتى يصل إلى النفط وتحديدا تلك العبارة الشعبية الشهيرة (من نحن بدون النفط؟) وكأن هذه البلاد لا يوجد بين جوانبها غير تلك المادة السوداء .

ويصل الأمر بالبعض إلى تصوير النفط كسبب لوجود هذه البلاد , متناسين عمدا أو جهلا وجود دولتين سابقتين (الدولتان السعودية الأولى والثانية) اللتان لم يكن للنفط فيهما أي دور .

وحتى الدولة السعودية الثالثة لم يكن النفط سبب قيامها (حيث تم اكتشاف النفط بعد 36 عاما من فتح المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز الرياض )

ولكن لنتجول قليلا في أرجاء هذه الأرض لعلنا نشاهد شيئا غير النفط .

أول ما سنشاهده هو تطبيق الشريعة الإسلامية بعقيدتها السليمة , وهذه نعمة قد لا يدركها بعض من أبناء بلدي , لأنهم لم يزوروا تلك البلاد (الإسلامية ) التي تنتشر فيها الأضرحة والطرق الشركية المتعددة والبدع بأنواعها وبتأييد من حكوماتها.

كما سنشاهد القيادة الشعبية الأصيلة التي حملت هم رسالة التوحيد منذ العام (1157هـ) حتى يومنا هذا , تلك القيادة التي تحنوا على شعبها وتعمل جاهدة في تطهير هذه الأرض المباركة من الشرك وكل ما ينافي عقيدة التوحيد , وتم لها ذلك بحمد الله .

ونشاهد أيضا شعبا كريما طيب الأعراق مؤمنا بعقيدته ومن أجلها ييذل الغالي من دمه وقوته وأبناءه .

شعب يسارع في البذل والعطاء بسخاء لمساعدة إخوانه المسلمين في كل مكان .

شعب بايع قيادته بالولاء والطاعة ووضع نصب عينيه على خدماتها الجليلة للدين في كل أرجاء المعمورة .

(عقيدة نقيه , قيادة شرعية حكيمة , شعب مؤمن ) هذا هو مثلث الوحدة الوطنية لبلادنا.

وهي الأسس التي بنيت عليها هذة البلاد .

ولا مكان للنفط في هذا المثلث .

فما فائدة النفط بدون قيادة رشيدة تستثمر عوائده في تنمية الوطن ؟

كثير من الدول لديها نفط ولكن ينقصها القيادة الحكيمة فكانت النتائج الفقر وضعف الاقتصاد والحروب المدمرة وتشرد أبناءها خارج أوطانهم .

النفط في كل الدول هو مصدر للثروة والطاقة والاقتصاد وأحيانا للتأثير السياسي , ويتوهم كل من يقلل من قيمته , لكن أن ينظر إليه كمصدر لنشوء وحدتنا الوطنية فهذه نظرة يخالفها التاريخ والواقع .

في هذا اليوم الوطني يجب ان نتذكر ان النفط جاء بعد توحد الشعب مع قيادته لتطبيق الشريعة السمحة , وأنه وسيلة لعمليات التنمية والبناء والعمار .

وفي هذه اللوحة الفنية المتمازجة والمتناسقة نشاهد بعض الخدوش التي تشوه جمالها وتباعد بين عناصرها الثلاثة ولابد من علاج هذه الخدوش قبل أن تكبر وتغطي كامل اللوحة .

أول الخدوش الإرهاب والتطرف الديني الذي يشوه سماحة الإسلام وعظمته .

ومنها توجه فئة إلى علمنة المجتمع وتغريبه بكل قوة ووسيلة تقع تحت ايديهم .

وكليهما تمثل تحديا سافرا لمجتمع مسلم اتخذ الوسطية شعارا وطريقة حياة .

ومنها تسلط التجار وتحكمهم بالأسعار ورفعها بشكل مستمر وجنوني أفقد المواطن أي أمل في التوفير أو العيش المريح .

ومنها زيادة الفساد المالي والإداري وانضمام طبقات لهذا الفساد كان مؤملا منها محاربته والقضاء عليه .

ومنها عدم التوازن في مشاريع التنمية بين المناطق وترك الأمر حسب علاقات أهالي كل منطقة وقوة مسؤوليها ونفوذهم في هذه الوزارة أو تلك .

ومنها عدم الاهتمام بجودة المشاريع والسماح للشركات المنفذة بتنفيذ بنية تحتية رديئة بمبالغ خيالية .

اليوم الوطني بلاشك هو يوم فرح وحبور ويوم استذكار لما كنا فيه وما اصبحنا عليه ويوم حمد وشكر لله على نعمه الكثيرة , وايضا يوم لمحاسبة المقصر والمجرم والمفسد لمقدرات هذا الوطن والعابث بخيراته .

فالخدوش البسيطة على الزجاج قد تتحول إلى كسور مميتة .

وما توفيقي إلا بالله

[COLOR=#0359C5] نايف العميم[/COLOR]

[/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com