وزارة البيئة


وزارة البيئة



[COLOR=#0321B6][CENTER]وزارة البيئة..[/CENTER][/COLOR]

بلادنا الجميلة نخطئ – أحيانا- في حقها، نحطم الأشياء الجميلة فيها بدون أن ندري بل وأحيانا ندري.. ولكن ليس هناك رقيب يمنع هذا التعدي على جمال البيئة وحيويتها بالنسبة إلى حياتنا اليومية..

البيئة والمحافظة عليها وسن القوانين التشريعية التي تمنع التعدي عليها وعلى صحة المجتمع، وتنوير القاطنين على هذا التراب الطاهر من البحر الى البحر بالقوانين المنظمة لإنشاء المصانع وتخطيط المدن وشكل المنتجات وطبيعتها وتحديد المستخدمين أحيانا للمواد والمأكولات في كل نواحي الحياة اليومية، حتى ألوان المباني واختلافها في كل مدينة وما يناسبها من ألوان كل هذا وأكثر بحاجة إلى وزارة البيئة..

تمر على الشواطئ البحرية فتجد بعضها ملوثة بالزيوت نتيجة قرب المصانع منها او على حافتها فتتساءل هل البلدية ام وزارة الصناعة أم ما هي الجهة المسئولة .. وبأطراف المدن تجد غبار الكسارات يكاد يصيب السكان جميعهم بالربو فتتساءل من هي الجهة التي يناط بها صحة البيئة، هل هي وزارة الصحة ام البلدية ام المواصفات والمقاييس..

وأنت تقود سيارتك على طريق شق حديثا ترى روعة التصميم وجمال التنفيذ لكن تلتفت يمينا وشمالا فترى ما لا يسر العين من حفريات وتخريب للأرض وحفر خطرة على المسافر والمواشي التي ترعى حول الطريق، وترفع ناظرك للجبال المحيطة فترى الطبقة الرعوية والغطاء النباتي قد سلخ من ظهر الجبل بطريقه يتألم منها محب الطبيعة وتدل على أن المقاول يريد أن يأخذ من الجبل ما يردم به الطريق دون أن يضع في الحسبان أن هذا الغطاء النباتي الذي أزيل يحتاج إلى عشرات السنين ليعود كما كان، فتتساءل من الجهة التي يمكن أن يناط بها هذا التقصير او هذا العمل للمحافظة على الغطاء النباتي ومنع الحفريات على جوانب الطرق السريعة والداخلية بشكل فوضوي وغير محسوب عواقبه ومؤثراته على الطبيعة والبيئة..

ثم تمر على مداخل المدن فأول ما يقابلك في أكثر جهات مدننا الغالية مرمى النفايات وأبخرة الحرق المتصاعدة من هذه المواقع فضلا عن فرش الطرق القريبة بأغلفة البلاستيك أو التي تعلقها الرياح على أعالي الأشجار لتخبرنا ماذا صنعت أيدينا بالطبيعة..
أما إذا وجهت مقود سيارتك إلى أحدى المدن الصناعية فترى الغيوم السوداء المتبخرة من آلات المصانع وهي غالبا ما تؤشر للقادم أن هنا مدينة صناعية قبل اللافتات الإرشادية، وقد أحصى لي احد الأخوة 6 أشخاص من زملاء العمل في هذه المدينة أصابهم العقم الدائم فضلا عن ربو الأطفال الذي لا يكاد ينجو منه طفل من القاطنين مع أسرهم حولها..

أما الغابات وعلى ندرتها فلها الصبر والاحتساب مما يصيبها من التقطيع والإزالة سواء لتخطيط مخططات ام لعمل مشاريع دون مراعاة ندرتها وقلة تواجدها في بلادنا الغالية.. كذلك تخطيط الأودية والقضاء على المراعي والأشجار..

وفي داخل المدن كان قرار منع الرصاص في البنزين خطوة ملموسة في الحفاظ على أجواء المدينة من التلوث الذي كان يصيب مباني المدن بالسواد المرئي ولكن بقي عادم السيارات التي تجوب الشوارع خاصة سيارات الديزل والسيارات القديمة التي تظهر عادما ( كمرشات البلدية) بحاجة الى جهة تستوقف هؤلاء وتحاسبهم على إضرارهم بالآخرين وكذلك بعض الأصوات المزعجة من هذه العربات..

وتستمر عدم الإفادة من المخلفات الصناعية والمواد الحافظة للأغذية كالزجاج والبلاستك وعلب الألمنيوم في أدنى مستوى بإعادة الاستخدام بالنسبة لغيرنا من الدول وهو ما يخفف أضرارها بإعادة استخدامها..

وقد نجحنا في إعادة سبك الحديد المستهلك واستخدام زيوت المحركات المنتهية صلاحيتها من السيارات بعد ما استفاد الآخرون من إعادة تصديرها سنين عديدة تنبهنا مؤخرا لإعادة تدويرها مع بعض المحاولات في الكرتون ولكننا بدأنا..

إن الإطارات المنتشرة في كثير نواحي بلادنا تؤرقنا في نقلها او في إحراقها او حتى في تركها متناثرة على أطراف الشوارع والمدن ان يوجد لها الحلول المناسبة ومع الأيام تتكاثر لاستهلاك السيارات مزيد من الإطارات، وتحتاج هي وأمثال هذه المشكلة لجهات يناط بها معالجتها والحفاظ على بيئة جميلة.

ورغم اعتراض بعض أعضاء مجلس الشورى على اقتراح سابق بإنشاء وزارة للبيئة وان هذا يصب في قناة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة و يعتبر مكافأة على جهود لم تبذل الا أن:
1- الهيئة العامة للدواء والغذاء.
2- الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة.
3- الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
4- الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.
كل هذه الهيئات تصب في خدماتها لحماية البيئة رغم جهودها المشكورة والمنظورة الا أن وجود هذه الهيئات تحت غطاء وزاري يقدم لها الدعم المادي والمحاسبة العملية وتكثيف الجهود وتوحيدها..

أن شواطئنا ومدننا وغاباتنا ومأكولاتنا وصحتنا – قبل ذلك – بحاجة إلى حمايتها بإنشاء وزارة للبيئة تحافظ على البيئة وتضع الشروط البيئية المناسبة، والمراقبة على التنفيذ، وحسن الاستخدام ..وأيضا لا نريد كثير من الروتين في ترخيص المنشئات .. والله يحمي بلادنا من كل سؤ..

[COLOR=#0418BA]ســـعـــد بن عــمــر
[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com