سعوديون يتابعون مشاهد القصاص


سعوديون يتابعون مشاهد القصاص



إخبارية عرعر"متابعات":
تتفاوت قدرة الأشخاص على تحمل رؤية مناظر تنفيذ القصاص في الجناة، فالبعض منهم يحرصون على حضوره، ويخبرون بعضهم عند معرفتهم موعد التنفيذ، ويعتبر المنظر بالنسبة لهم طبيعياً. فيما لا يستطيع بعضهم الآخر التحمل، وينتج عن ذلك أحيانا حالات إغماء. نظراً لرقة قلوب البعض والتي لا تتحمل رؤية هذه اللحظة الصعبة.

يقول محمد الجهني (موظف حكومي) إنه يحرص على مشاهدة تنفيذ حكم القصاص لما فيه من العبرة، مشيراً إلى أنه كلما سمع عن تنفيذ حكم قصاص يتجه للمكان المخصص لذلك بصحبة زملائه الذين لديهم قدرة على تحمل رؤية منظر القصاص. حيث يأخذون مكاناً قريباً حتى لرؤية السياف، وهو ينفذ شرع الله ويضرب عنق الجاني.

أما عبدالله العرفي (خريج مرحلة ثانوية) فقال إنه يكره منظر الدم، ويبتعد عن رؤية مشاهد الإعدام والقصاص، ولم يشاهد في حياته سوى مقطع فيديو لإعدام رئيس العراق السابق صدام حسين، وذلك عن طريق أجهزة الجوال.

ويشير مدير متوسطة ابن سيناء بينبع الصناعية عبدالله مسعد الجهني إلى أنه لا يحرص على حضور القصاص، مؤكداً أن السيف يبقي رادعاً لكل من تسول له نفسه أن يرتكب جريمة ما.

وأضاف أن أكثر المواقف تأثيرا في ساحات القصاص من كان السيف يلوح حوله لتنفيذ حكم القصاص، فيتم العفو عنة في آخر لحظه، ويشير إلى أن بعض طلابه يأتون إليه ويستفسرون عن القصاص بعد سماعهم بخبر تنفيذه بالمحافظة، مؤكداً أنه يوضح لهم مع مدرس الدراسات الإسلامية الأحكام الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن ذلك يأتي في مصلحة المحكوم عليه، وأنه تخفيف عليه من العقاب يوم القيامة، وأيضاً لمصلحة المجتمع لينعم بالأمن والأمان. بعد شرح الآية الكريمة "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".

فيما يقول عمر العروي (موظف حكومي) إنه حضر أكثر من 20 تنفيذاً لأحكام قصاص بالمدينة المنورة، وإنه اعتاد على ذلك، فجميع من حضر قصاصهم كما ذكر كانوا خارجين عن القانون، ويريدون زعزعة الأمن، ومنهم مروجون للمخدرات.

ويضيف أنه أول مرة شاهد فيها تنفيذ قصاص كان قبل 15 سنة، وتأثر أول يوم. لكن بعد ذلك أصبح الأمر بالنسبة له عادياً، فمجرد أن ينتهي السيّاف من التنفيذ يذهب إلى أقرب مكان، ويتناول الإفطار مع الأصدقاء.

وذكر عمر أنه يتلقي بعض الأحيان رسائل على الجوال من صديق له عندما يسمع عن تنفيذ حكم يحثه على الحضور ومشاهدته.

أما مروه عبدالله (موظفة بالقطاع الخاص) فأكدت أن المرأة بطبيعتها ليست لديها القدرة التي يمتلكها الرجل لتحمل رؤية منظر القصاص، وقطع رقبة الجاني بالسيف، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن يراودها مجرد التفكير في رؤية ذلك المنظر.

وأضافت مروه أنها لم تشاهد في حياتها منظر القصاص سوى في مشاهد المسلسلات التلفزيونية. إلا أن أخاها قبل أيام حضر تنفيذ حكم القصاص بجان، ووصف لها كيفية القصاص، وتجمهر الناس وحال الجاني قبل تنفيذ الحكم فيه، وأنه سجد قبل أن يقص السياف رأسه، ومن ثم نفذ الحكم به، وهو ما جعلها لا تنام تلك الليلة بسبب كثرة التفكير وتخيل الموقف.

ناديه أختر (ربة منزل) تسكن بمنزل يطل على مكان تنفيذ القصاص أكدت أنها تشاهد حالات القصاص من خلال شرفة المنزل، وشاهدت ست حالات قصاص اثنتين منها جماعية لأكثر من جان، وأنها في المرة الأولى لم تستطع تحمل المنظر، فسقطت مغشياً عليها من شدة الخوف. إلا أنها اعتادت بعد ذلك على الأمر تدريجياً.

أبو محمد (موظف متقاعد) أكد أنه لا يحضر تنفيذ القصاص خوفاً من عدم قدرته على تحمل المنظر. إلا أنه في إحدى المرات كان حريصاً على رؤيته عندما نفذ في ثلاثة جناة قتلوا صديقهم غيلة أثناء نومه بمنزله من أجل سلبه مبالغ مالية، وبعد أن قبض عليهم كان على حد قوله ينتظر بفارغ الصبر تنفيذ شرع الله بهؤلاء الذين أجرموا، وحرموا الأطفال من أبيهم. حتى أتى ذلك اليوم، وكانت الأصوات تهتف بالتكبير بعد قراءة البيان، وتنفيذ الحد بالجناة لجريمتهم البشعة.

من جانبه قال رئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية في الرياض الأستاذ في المعهد العالي للقضاء عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد النجيمي إن تنفيذ القصاص في المحكوم عليهم يقصد به الردع والزجر، وليس من أهداف الإسلام القتل، وإن هذا تنفيذ لحد من حدود الله عز وجل، مشيراً إلى أن تنفيذ الحد يكون معلناً ويحضره الناس، مستشهداً على ذلك بآية حد الزنا من سورة النور بقوله تعالى " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ".

وأضاف الدكتور النجيمي أن تلك الآية تدعو إلى الحضور، وأن حضور صاحب الدم لتنفيذ القصاص في بعض الأحيان يعطي الاحتمال في العفو في أية لحظة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com