المبتعثين وشبح العطالة


المبتعثين وشبح العطالة



[COLOR=#050500][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]

[CENTER]المبتعثون وشبح العطالة :[/CENTER]

إكمال الدراسة في الخارج كان ولازال حلم لكثير من الشباب من الصعب تحقيقه ولكن الملك عبدالله حفظه الله جعل الحلم واقع والصعب سهل.
أنا اعتبر واحد من كثير من الشباب والفتيات الذين يتغربون عن بلادهم في فترة من فتراتهم العمرية، والغالبية العظمى يكون هدفهم الأساسي هو إكمال تعليمهم في الدراسة والحصول على الدرجات العلمية. فبعد مرور ثلاث سنوات تقريبا أنهيت مرحلة الماجستير وبدء الطموح في الحصول على درجة الدكتوراه، ولكن للأسف مخططي يشابه مخطط الكثير من المبتعثين ألا وهو العودة إلى أرض الوطن أولاً والحصول على وظيفة ومن ثم الإبتعاث عن طريق المرجع.
كان السبب وراء اتخاذ اغلب الدارسين هذا القرار هو أن وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري صرح أن التعاقد مع أعضاء هيئة التدريس الأجانب في الجامعات السعودية مؤقت وسيتم الإستغناء عنهم مع عودة المبتعثين، ومع مشارفة الإنتهاء من الدراسة كنا نتوقع أن تحتضننا جامعتنا وتستقبلنا بالورود كما وعد العنقري وليس ذلك لشيء سوى أننا تغربنا سنين في طلب العلم وثابرنا واجتهدنا في الدراسة في جامعات تصنيفها العالمي يفوق الجامعات السعودية بمراتب كثيرة ولأننا قادرين على أن نرتقي بجامعتنا بما تعلمناه وإكتسبناه من تلك الجامعات المتطورة، ولكن الصدمة كانت أن الشروط التي تطمح لها الجامعات لا تنطبق علينا ولا على غالبية المبتعثين!!

ومن يشاهد الشروط التعجيزية التي وضعتها جامعاتنا سيتوهم للوهلة الأولى أنها تعتلي القمة في التصنيف العالمي وسيتوهم أن مخرجاتها تعتبر النخبة من بين مخرجات جامعات العالم وتكاد تضاهي جامعات أكسفورد وهارفارد وغيرها ولكن من يتعرف عليهم عن قرب سيعلم أن الجامعات تلعب معنا لعبة “أتحداك تتوظف”.

لا يخفى على الجميع أن السبب الوحيد في تكدس العاطلين من ذوي الشهادات العليا وقلة الأماكن الأكاديمية الشاغرة والوظائف التي تليق بهم هو عشوائية الوزارة في منح البعثات، فعندما تبتعث الوزارة مئة وعشرون ألف طالب وطالبة دون التفكير في مصيرهم بعد العودة فلا يوجد هناك حل آخر سوى وضع الشروط التعجيزية وإختلاق الأعذار للهروب من الواقع وعدم تحمل المسؤولية تجاههم. سوف أذكر لكم بعض الأعذار الواهنة التي أتاحت للجامعات الفرصة لرفض الكثير من المبتعثين :

منهم من رفض لأن تقديره جيد في البكالوريوس وتجاهلوا تفوقه في الماجستير والدكتوراه, منهم من رفض لأن تخصص البكالوريوس يختلف عن الماجستير على الرغم من أن الوزارة هي من وافقت على التخصص, ومنهم من رفض لأنه متخرج من جامعة عربية وتناسوا أن ما يزيد على النصف من أعضاء هيئة التدريس هم من الدول العربية الشقيقة، ومنهم من رفض لأنه خريج كلية معلمين ومنهم من رفض لعدم وجود احتياج ومنهم من رفض لأنه لا توجد مسابقة وظيفية ومنهم من رفض لأنه موظف غير رسمي، ولعل الأدهى والأمر لدرجة تكاد أن تكون طرفة هو أن يرفض المتقدم لأنه مدخن، نعم هذا صحيح تعددت الأسباب والرفض واحد.

رسالة إلى كل مبتعث :
من المهم أن تنجح وتحصل على أعلى الدرجات من أرقى الجامعات ولكن الأهم أن يقدر الآخرون هذا النجاح.
وقبل الختام، أعتقد أن مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي تصنف من النخبة، وهم قادرين على الإرتقاء بالوطن متى ما أتيحت لهم الفرصة فلا تكونوا عائق أمامهم وأمام ما خطط له مولاي خادم الحرمين الشريفين.

فاصلة الختام،،
عندما تمتلك المؤهلات العلمية وشهادة من أرقى جامعات الدول المتطورة ويختلقون لك الأعذار ليحرموك شرف خدمة وطنك, وعندما يثق الوطن بالأجنبي أكثر من ثقته فيك حينها ستشعر بالغربة وأنت في أحضان الوطن وهذه هي والله الغربة الحقيقية.

[/B][/SIZE][/FONT][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com