أهمية الدعوة إلى الله


أهمية الدعوة إلى الله



[B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]

الدعوة إلى الله جزء لا ينفصل عن حياة الإنسان المسلم ؛ إذ جعلها الله تعالى من أجل القربات وأعظم الأعمال وأحسن الأقوال ، يقول سبحانه (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) .

ومما لا شك فيه أن الموفق من وفقه الله سبحانه لخدمة دينه والدعوة إليه والصبر على مشاقّ الدعوة وتبعاتها ، كيف لا وهو يمارس مهنة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟! يبصر الناس أمور دينهم ، ويدعوهم إلى التوحيد والفضيلة ، وينهاهم عن الشرك والرذيلة ، ينشر السنة ، ويقمع البدعة ، بالحكمة والموعظة الحسنة،

(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) .

والدعوة إلى الله وخدمة الدين العظيم يستطيعه كل أحد ، الغني والفقير ، الصغير والكبير ، الذكر والأنثى ، العربي والأعجمي ، كلٌ على حدٍ سواء ، وكلٌ بحسبه ، شريطة أن تكون دعوته مبنية على هدى من الله ورسوله .

يقول سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في حكم الدعوة إلى الله :

(أما حكمها فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب الدعوة إلى الله عز وجل وأنها من الفرائض والأدلة في ذلك كثير ، منها قوله سبحانه “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” ومنها قوله تعالى “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”) 1/334

وقال رحمه الله : (والدعوة إلى الله على حالين : أحدهما فرض عين والثانية فرض كفاية ، فهي فرض عين عند عدم وجود من يقوم باللازم ، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كنت في بلد ليس فيها من يدعو إلى الله ، أما إذا وجد من يقوم بالدعوة ويبلغ الناس ويرشدهم فإنها تكون في حق الباقين العارفين بالشرع سنة لا فرضاً …) 3/121

وتكمن أهمية الدعوة إلى الله في أنها السبيل الوحيد للخلاص والنجاة من سخط الله وعذابه للأمم الفاسقة ، يقول سبحانه : (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ، فلما نسوا ما ذُكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) .

كما تكمن أهمية الدعوة وتتأكد في هذا العصر للانفتاح الذي يشهده العالم في جميع المجالات وخاصة المجال الاتصالاتي والإعلامي ، فكثرة القنوات الإعلامية من صحف مقروءة والكترونية وتقنية الجيل الثالث والاتصال بالشبكة العنكبوتية وانتشار القنوات الفضائية جعلت للغزو الغربي سوقا راجت فيه سلعته ، وانتشرت فيه بضاعته . هذا الانفتاح جعل الدعاة يهبون لنصرة الدين والدعوة إلى دين الله من خلال المواقع الالكترونية والكتابة في الصحف المقروءة والمشاركة في برامج دعوية من خلال القنوات الفضائية وهو جهد يشكرون عليه إلا أننا نتطلع أكثر وأكثر في مزاحمة أهل البدع والضلال والفساد.

قبل أن أختتم مقالي هذا أود أن أبين أن دين الله ليس حكرا لأحد من الناس ، أو فئة من البشر ، وإنما هو دين الجميع ، ينال العز والشرف من خدمه وبذل نفسه وجهده وماله لأجله ، وسينال الخذلان والوبال والهلاك من تقاعس عن خدمة الدين أو دعا إلى الفساد والضلال .

( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) .

[COLOR=#060D8D] يحيى بن محمد بن سالم الزلباني
كلية الدعوة والإعلام
رئيس المجلس البلدي بمدينة طريف

[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com