[COLOR=#080800][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]

مشهدٌ حقيقي , من مشاهد الحيـاة , يتكرر , أمامي وأمامكم , شاهدته و شاهدتموه جميعاً , لصرّافين آليين , لأحد البنوك , يجتمعان , بغرفة واحده , كلاهما , يدران بالمال الوفيـر , على ( طابورين ) , وقفوا الكثير من الناس فيهما ( واصطفوا ), أمامهما , رغبة بسحب وأخذ المال منهما , هذا المال الذي يساعدهم على قضاء وشراء حوائجهم , وفجأه بأحد هذان الصرافين (السخيين) يتوقف عن در وإخراج هذا المال , لنفاذه منه , ليصبح فارغ ٌ(عاطل عن العمل) وليس في مخزونه وجعبته أي (ريـال ) يُــذكر , وفجـأة أخرى , رأيت , الواقفين في طابور الإنتظار امامه, يبتعدون عنه ويتركونه , وكذلك القادمين إليه إبتعدوا عنه , عندما رأوه عاطل (خالي الوفاض ) وحولوا طابورهم وإتجاههم إلى الصراف الآخر الممتلئ بالنقود , ونظرت إلى الصراف (العاطل عن العمل ) وهمست , وقلت لإحد الواقفين بجانبي (الذي ليس فيه خير وليس فيه فائده يتركونه ويبتعدون عنه الناس هكذا (وأشرت بيدي إليه) مثل هذا الصرّاف الذي إبتعد عنه وتركه جميع الناس ).

فعلا ً , أمري وأمر هؤلاء الناس غريب؟؟؟!!!

لماذا تنكروا له , بعد أن كان يعطيهم ويمدهم لسنوات عديده بالمال والخير الكثير؟!

لماذا لايقفون بجانبه حتى يستعيد عافيته وقواه , بسيولته (النقديه ) ليعبأ ويرجع لهم من جديد , كما عهدوه عنه , مُحملا ً لهم بالمال الوفير ؟! .

مع أنني رأيت في مشهد , وموقع آخر مشابه لهذا الحال (الذي يرثى له ) بعضا من الناس ممن هم من (الأوفـيــاء ) يقفون و ينتظرون أمام الباب (المغلق) لغرفة (عمليــات) ماكينة الصرّاف , ينتظرون ويترقبون (بكل لهفـــة وإشتيــاق ) أن يفتح هذا الباب المغلق , بعد أن يتم تعبأته بالنقود , لكي يتسابقون على إحتضان هذا الصرّاف وهو بكامل عافيته وسيولته ونقديته ليسحبوا منه هذا المال ويضعونه في ( جيوبهم ) ويذهبون ويتركونه وهو واقف شامخ .

حتى وإن كان ( التشبيه الذي أوردتـُه) في غير محله , فــ هذه المره , المعنى في ( بطن كيبورد الكاتب ) وليس في ( بطن ) الشاعر مثل مايقال , فإنني , أتمنى أن لايكون حـال , راعي النخّوه ,وذائـع الصيت , والرجل الكريم , سواءاً , أكان كريم لعامة وخاصة الناس , أو كان أب حنون (صرّاف) صرفَ بسخـاء على أبناءه الصغار حتى كبروا ومن ثمَ ابتعدوا عنه وتنكروا له ؟! أو كان أخ كبير(صرّافٌ) صرفَ و أرخصّ الغالي والنفيس من أجل أن يرى اخوانه وأخواته يفوزون بأعلى الشهادات والمناصب ولكنهم للأسف الشديد( فازو لأنفسهم ) و (خذلوه )؟!

, أرجع وأقول , أتمنى أن لايكون حال أحد , هؤلاء ( النخبه والصفوه ) , كحال ذلك الصرّاف ( الأول ), الذي تنكر له, وابتعد عنه أكثر الناس إن لم يكن جميعهم , ولا أنسى أن أنصف (القله القليله) لبعض الأوفيــــاء , الذين وقفوا أمام باب غرفة عمليات الصرّاف (الآخر) الذين ساعدوه , حتى وقف شامخ معافى .

فاصلة , للشاعر سليمان بن ناصر (يرحمه الله)

وإن كان ما أنتَ مصافيني على الشده *** وقت الرخـا (واجدن) ربعي وصدقاني

(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك)

عطيــه الحــازمي

[/B][/SIZE][/FONT][/COLOR]