الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. نريدها سلطة حاضرة!


الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. نريدها سلطة حاضرة!



[COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]تم إنشاء (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) وفق المرسوم الملكي السامي رقم أ-65 وتاريخ 13-04-1432هـ. وهي ترتبط مباشرة بالملك، وقد أعلن عن مقرها وأزيح الستار عن أرقام الاتصال والتواصل بها ومعها، وحضورها حتما سيكون فعالاً في المشهد الحياتي الاجتماعي في قابل الأيام،

ولن يكون ضئيلاً ولا محدوداً ونتائجه ستكون مرضية وتأثيره سيكون ذو فائدة له ضوء مشع يشبه الشمس وخيوط القمر، إننا بحاجة ماسة إلى الكثير من الأعمال المكثفة والمتواصلة والركض الدؤوب لهذه الهيئة من أجل تضييق الخناق على الفساد والمفسدين، فحضور الهيئة وتأثيرها في حماية الوطن والمجتمع يجب أن لا يكون أسيراً للنظريات أكثر منه إلى الواقع العملي، فضلاً على وجوب احتوائها إلى الأدوات والخطط والبرامج المناسبة التي تمكنها من اختراق الحواجز والجدران التي تحيط بها وتمكنها من النفاذ إلى داخل عمق الفساد وأربابه وخططه وإستراتيجياتة، إن العمق الذي يجب أن تستحوذ عليه هو تمكينها من امتلاك الإمكانيات المادية والإعلامية والذي يجب أن يتجاوز بكثير القدرات العادية والبسيطة حتى يمكنها من التأثير القوي والمباشر على بؤر الفساد وخفافيشه وطيوره ونسوره، إن الآلية التي يجب أن تتعامل بها الهيئة هو في كيفية حماية الوطن والمجتمع وجعله بأمان وذلك بالحلول وبقوة دون إمكانية حدوث خلل أو تمزق أو فقدان سيطرة، إننا لا نريد لهذه الهيئة أن تكون مشغولة فقط بقضايا التنظير والسرد الإعلامي أكثر من انشغالها بمعالجة المشكلات والهموم المطلوبة منها مع دور ظاهر للهيئة فيه جاذبية باعتبارها كياناً تنظيمياً يتوجب عليها إيجاد الحلول السريعة وغير الآنية للمشكلات والهموم النمطية التي تتوالد وتتناسخ عبر الأيام، إن نجاح دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد يكمن في الانخراط التام في تناول هموم ومعاناة الفساد وتبني قضاياه وكبح جماحه الجنوني وسد منافذه وأبوابه، إن من المؤكد أن عوامل إضافية أخرى عديدة قد تسهم أيضاً في عمل هذه الهيئة وأدائها إذا أطّر لها وطرحت وفق هيئة رقابية لها أبعاد تنظيمية إستراتيجية على المدى القريب والبعيد قد تسهم في إنتاج العديد من الأعمال الناجحة وتملأ الفراغ الكبير الذي نعاني منه الآن وتعمل على انحساره.

إن الدور الفعال الذي يجب أن تمارسه هذه الهيئة هو تكثيف دورها الأرضي والإعلامي وتثقيف الناس وعدم تغييب هيبتها ودورها وعليها رسم سياستها بما يتلاءم مع مصالح الوطن والمجتمع وبما رسمت له، إننا نريد لهذه الهيئة التميز الفريد في مجابهة الطفح الكبير في الفساد المتنوع والمتلون والمتشعب ومزاحمة الفساد وجيوشه وسطوته بعين الرقيب الحادة والساهرة، إن دور الهيئة في التأثير يجب أن يكون واضح المعالم ومكتمل الملامح ومعلن وهذا لا يتأتى إلا بالكثير من الأعمال والقفزات والركض المستمر النشيط والأدوات والوسائل والأساليب التي تمكن وجودها وحقيقتها وهيبتها حتى تثبت دورها الآتي والتي أنشئت من أجله وأهميتها البالغة التي يجب أن تكون عنوانا كبيرا للبياض، فضلاً عن ضرورة نزول الهيئة إلى الشارع بالشكل الذي يتناغم مع طبيعة عملها ويتماشى معه ولكن بشكل جديد ومتطور لأن في نزولها إلى الشارع معناه ارتباط مع الجمهور المتضرر والتعبير عن قضاياه بشكل جاد لأن التعبير عن قضاياه يمثل استحقاقاً مطلوباً وليس ترفاً، إن إيجاد مكانة مميزة لهيئة مكافحة الفساد في مشهدنا الحياتي الآن ما زال بحاجة إلى الكثير من الأدوات والوسائل الإعلامية والمادية بالإضافة إلى جهد إدارة وأفراد الهيئة أنفسهم وإمكانياتهم المادية والمعنوية والفكرية والثقافية، إن العلاقة بين الهيئة والمجتمع يجب أن لا تحكمها الكثير من الرواسب والعقد والبيروقراطية، ويجب بناء الثقة والدنو والاقتراب من المجتمع والاتصال والالتصاق به بعيداً عن الترفع الذي لا يسبب إلا الفشل.

[COLOR=#0015FF]رمضان جريدي العنزي[/COLOR]

[/B][/SIZE][/FONT][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com