سعوديات بأسماء أم العيال وبنت العم والآدمية وتقاليد تغيب الاسم الحقيقي


سعوديات بأسماء أم العيال وبنت العم والآدمية وتقاليد تغيب الاسم الحقيقي



إخبارية عرعر"ناصر الجربوع":
دفعت العادات والتقاليد التي تشكل حيزا كبيرا من المنظومة الثقافية التي يحملها السعوديين إحدى الصحافيات السعوديات إلى إخفاء اسمها الحقيقي كشرط أساس لقبول زوجها فكرة انخراطها في هذا العمل.

وتقول فاطمة محمد في استطلاع أجرته صحيفة الحياة السعودية أن هذه المسألة أزلية وتراكمية، وعلى رغم دخولنا الألفية الثالثة، والانفتاح على الدنيا بكبسة زر، إلا أن في مجتمعنا من لا يزال يخشى ذكر اسم المرأة علناً، وكأنه عورة يجب عدم الاقتراب منها.

وتضيف الصحافية السعودية أن هذا الأمر يدعو إلى الاستغراب حقاً، بل إلى البحث العلمي الدقيق في هذه الظاهرة، التي لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم.

وتبين فاطمة أن زوجها رفض أن تكتب اسمها الحقيقي في موادها الصحافية، وكان شرطه الوحيد ألا يظهر حتى لا أُعرف به، فيُغضب أسرته ومجتمعه، "احترمت شرطه، على رغم مناقشاتي المتواصلة له حول هذا القرار، ودائماً ما يؤكد أننا حبيسان مجتمعنا ومعتقداته، ويجب أن نتأقلم معها".

وترى أن الأمر امتداد لنظرة جاهلية، ولكن بأسلوب مختلف، ولا أدري هل الأمر يقصد منه أن تتحول المرأة إلى نكرة لا وجود لها، بل ويقتصر وجودها على العائلة والجيران فقط، فيما الرجل يعتد باسمه".

وحتى وقت قريب كان ذكر اسم المرأة في المجتمع السعودي، يُعد معيباً، وقد يندرج تحت بند التابو الاجتماعي (المقدس)، الذي لا يمكن الاقتراب منه بأي شكل من الأشكال، بل يعده البعض مساساً بالأعراض.

ولم يتم الإفراج عن أسماء النساء، بل تم الاستعارة بمسميات تشير إلى عموم النساء، ومنها أم العيال، أو المرأة، أو بنت العم، وحتى الآدمية، والأهل، ومسميات أخرى عدة، باتت أكثر تداولاً من الأسماء الحقيقية.

ويرى صالح السالم أن تحول اسم الأم أو الزوجة أو الأخت إلى أكثر من دلالته المعروفة، واستخدامه المنفرد كان يعد من الشتائم التي لا يمكن أن تقال إلا في المشاجرات الحادة، فإن قال شخص يا ابن فلانة، أو يا أخ فلانة، فيكون الرد قوياً، لأنه وصل إلى ما لا يجب أن يصل إليه، وشهدنا مشاجرات قوية بسبب ذكر اسم امرأة.

ويشير السالم إلى أن الاسم الأنثوي يمثل عند السعوديين أكثر من دلالته المعروفة عند جميع البشر، فلدينا يمثل شبحاً مخيفاً لا يمكن وصفه، والغريب أننا نعيش حالة مغايرة تماماً عما كان يعيشه السابقون، ولا أدري هل هم أكثر تحضراً منا، لأنهم لم يجدوا حرجاً من ذكر اسم المرأة، أم أن هذا المرض لم يصلنا إلا متأخراً.

ويذكر السالم أسماء نسائية تاريخية كان يُتفاخر بها دينياً وأدبياً وثقافياً واجتماعياً، ما يوحي بأن المشكلة ليس مشكلة عصر، بل مشكلة إنسان، ولو طفنا العالم بأسره فلن نجد مثل هذه الظاهرة، لذا أدعو الباحثين الاجتماعيين إلى تقصي هذه الظاهرة، ومحاولة إيجاد مخارج لها.

وتخالف عبير سامي آراء من سبقوها، وترى أن الظاهرة في تقلص، وإن كانت على خجل، فأصبح نشر أسماء الطالبات الناجحات في الصحف أو المعلمات المنقولات أو نتائج المتقدمات لجامعات على سبيل المثال، أمراً عادياً، لكن بالمجمل تقتصر السيدات على ذكر الاسم الأول واسم الأب فقط، ربما خوفاً من غضب العائلة الكبيرة.

وتشير إلى أن القنوات الفضائية أسهمت في هدم مثل هذه الظاهرة، ولعلها تتعمد إجراء الحوارات والمقابلات مع النساء، وإظهار الاسم متبوعاً باسم الأب، لإظهار هذا الوضع غير المألوف في مجتمعنا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com