بعد قمة "التوبة": أين ذهب الملك عبد الله وأين ذهب القذافي؟


بعد قمة "التوبة": أين ذهب الملك عبد الله وأين ذهب القذافي؟



إخبارية عرعر"متابعات"سلطان القحطاني:
أتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بغية ترتيب إجتماع على هامش أعمال قمة العشرين التي تحتضنها لندن يوم غد الخميس، إذ إن هذا اللقاء كان من أهم الأسباب التي حمّست الملك الى الحضور الى القمة بعد فترة من التفكير حسب مصدر دبلوماسي مطلع .

وعلى المقلب الآخر من الصورة يجاهد الزعيم الليبي معمر القذافي في الحفاظ على صورته كـ "ملك لملوك افريقيا" رغم أن وجوده على رئاسة الإتحاد الأفريقي يثير بلبلة وإنزعاجا في القارة لا سيما وأن بعض نظرائه لم ينظروا بعين الرضى الى انتخابه على رأس الإتحاد الأفريقي حسب مصدر تحدث مع فرانس برس في وقت سابق من هذا العام.

والمقارنة بين الخبرين سهلة جداً؛ فهناك ملك شرق أوسطي يمثل أقوى إقتصاد في منطقته سوف يجتمع مع 19 زعيماً يحركون ما مجمله ستون في المائة من حركة الإقتصاد العالمي، وهنالك ملك آخر يبدو مظطرباً خلال كل قمة رئاسية يحضرها مثيراً حنق المحيطين به لأنهم لا يتنبأون بما يمكن أن يفعله مع ضيوفهم أو معهم.

وهذا ما حدث بالفعل خلال القمة العربية الأخيرة التي أحتضنتها الدوحة وسميت داخل الصالونات السياسية بـ "قمة التوبة" بعد أن أعلنت قطر توبتها عن دعوة إيران التي كانت ستفجر المؤتمر وتسهم في غياب أغلب الحكام العرب، إذ أنه وبالرغم من أن هنالك ترتيب مسبق لعقد مصالحة سعودية ليبية تحت رعاية أمير قطر إلا أنه فاجأ حلفاءه بكسر الإتفاق وبدأ بالتهجم على الملك عبد الله.

وكان القذافي قد طلب قبيل الدخول إلى قاعة الإجتماعات إلقاء كلمة لكن طلبه قوبل بالرفض.

وربما قلة يعلمون أن القطريين، في سياق جهودهم لإسكات ضيفهم المزعج، قطعوا المايكروفونات داخل القاعة حين بدأ القذافي في الخروج عن النص لدرجة أن كثيرين ومنهم الوفد السعودي لم يسمعوا أي كلمة مما قاله العقيد الليبي سوى أسم الملك عبد الله وختام الكلمة التي اعلن فيها انه يعتبر ان المشكلة انتهت.

ومضى السعوديون نحو المصالحة كما كان مخططاً لها دون أن يعرفوا أي كلمة مما قاله القذافي حتى أنهم حين طلبوا تفريغاُ مكتوباً لكلمته جاءهم بها رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم لكنها مبتورة تخلو من الفقرة الأولى التي كادت ستفجر القمة وحين علم الملك عبد الله عنها لاحقاً قال : "الآن دفنا الماضي".

ورفض مصدر قطري في الدوحة تحدثت معه عبرالهاتف الخوض في تفاصيل أوسع مشيراً إلى أن القصة ستظهر كاملة في المستقبل وهي حافلة بالمواقف والطرائف وخصوصاً ما دار في جلسة المصالحة التي حضرتها حرم أمير قطر الشيخة موزة المسند.

وتبدو القراءة الغربية لهذا الحدث مختلفة جداً. يقول دبلوماسي بريطاني سبق له العمل في السعودية لأكثر من سبعة أعوام وهو الآن في سفارة بلاده في الدوحة :" أعتقد أن القمم العربية لم تعد ذات جدوى بالنسبة للسعوديين .. لقد تجاوزوها بمراحل لأن حضورهم العالمي أصبح أقوى وعليهم أن لا يضيعوا وقتهم في حضور المباريات الصغيرة".

ويضيف ساخراً خلال حديثه معه:" إنك لو خيرت ان تجلس على طاولة واحدة مع اوباما او القذافي فمن ستختار؟ .. أو لو خيرت بين جلسة مع براون أو مع البشير المطارد فمع أيهم ستناقش وضع الإقتصاد العالمي؟ .. بالتأكيد إنك لن تضيع وقتك مع القوى الصغرى في منطقة تتحول مؤتمراتها إلى سيرك".

وحاول بيان القمة العربية الأخيرة أن يروج لقصة رفضتها المملكة من قبل وهي أن السعودية أختيرت ممثلة للدول العربية في قمة العشرين. وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق إذ أن "السعودية أختيرت لأنها السعودية" حسب بيانات أصدرتها القمة، وتم أختيارها على أساس أنها صاحبة الإقتصاد الأقوى في منطقة الشرق الأوسط.

وكان صحافيون حضروا لتغطية المؤتمر قالوا حين مرور موكب الرئيس الجنوب أفريقي مخترقاً ضاحية "نايتس بريدج" اللندنية الراقية إن هذا هو بالفعل "ملك ملوك أفريقيا" وإلا لما كانت بلاده هي الدولة الوحيدة التي تمثل القارة السوداء في قمة بهذا المستوى.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com