الثورة المجيدة


الثورة المجيدة



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#040400]

إنها الثورة السورية المجيدة

خلال كل الثورات العربية التي حدثت في العام الماضي لم تتكالب الظروف والوقائع والضغوط كما يحدث الآن على الشعب السوري المجيد .

فبدءا من تونس ومرورا بمصر واليمن وليبيا وجدت تلك الشعوب من يناصرها بكل علانية ووضوح وفي أحيان كثيرة كان التدخل السياسي قويا ومؤثرا كما في الحالة المصرية , أما في ليبيا فكان التدخل شاملا كل أنواعه السياسي والإعلامي والعسكري .

بعكس الثورة السورية التي اجتمعت ضدها كل أنواع المثبطات والعوائق فالنظام الحاكم وجد دعما لا متناهيا من روسيا وإيران وحزب اللات وإسرائيل وبعض الدول العربية في شتى المجالات المالية واللوجستية والسياسية والإعلامية وغيرها , وفي المقابل حصل الشعب السوري على بعض الدعم من بعض الدول العربية ولكن باستحياء كبير حتى أنه أصبح كعدمه .

وحتى تركيا التي علا صوتها في البداية يبدو أنها حيدت من جانب إيران التي استخدمت ورقة حزب العمال الكردستاني ضدها بشكل فعال .

وفي غياب دور مصري فعال عن الساحة العربية ولو مؤقتا يبقى الأمل معقودا على دول الخليج لتقود المرحلة الراهنة .

نعود للشعب السوري السني البطل الذي يقاتل وحده وهذا مايميز ثورته عن غيرها , فحتى لجنة المراقبين العرب اثبتت فشلها الذريع بعد وقوفها في صف القاتل ضد الضحية , إلا بعض أعضائها الذين أثبتوا أنهم يمتلكون ضمائر حية .

بشائر الأمل والنصر ما زالت تلوح في الأفق فالشعب السوري ثابت على مواقفه وعاقد العزم كما يبدو على الخروج من حياة المذلة إلى العزة والكرامة , وكذلك بوادر التدخل الدولي بدأت تتضح معالمها وعلى الشعب السوري القبول بها ولو مكرها فالجامعة العربية عاجزة عن مجاراة خبث النظام السوري ومكائدة , وأيضا لا بد من قبول التدخل الخارجي لموازنة الدعم الهائل الذي يحصل عليه النظام السوري.

وفي لقاء بأحد طلاب العلم دار حديث بيننا عن الثورة السورية وكان (رأيه) الذي نسبة للشرع أنها غير شرعية ولايقرها الدين حيث لم تتوفر لها مبررات النجاح والقدرة على تغيير الحاكم (بسهولة) .

لا إعتراض على أحكام الشرع إن ثبتت صحتها حسب الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة, ولكن لدي بعض التساؤلات التي تقبع في ذهن كل عربي مظلوم ومازال يعاني الظلم .

ماقيمة الحياة بدون كرامة وعزة ؟

وماقيمة حياتك عندما تحرم من ممارسة شعائرك الدينية على الطريقة الصحيحة , ويسمح لأصحاب البدع والخرافات وملل الكفر أن يحرفوا في دينك كما يشاؤون ؟

وماقيمة الحياة عندما يضيق عليك في رزقك وتصبح عبدا لمشاريع تخرجك من محيطك العربي والإسلامي ؟

فحياة المسلم لا تقتصرعلى المأكل والمشرب , بل هي كرامة وحرية وهي دفاع عن الشريعة والعقيدة النقيه وهذا ما يحدث في سوريا الأبية التي طال جور الزمن عليها حتى تطاول عليها المجرمون في غفلة من أهل السنة والجماعة .

وإذا كان بعضنا ينعم في بلادنا بالحرية والكرامة فعليه أن لا يمنعها عن غيره من الشعوب العربية التي هي أدرى بحالها منا .

إن نتائج الثورة السورية ستلقي بظلالها على كل المنطقة العربية وستحدث تغييرا شاملا يمتد إلى خارج المنطقة وسيكون أول المتضررين إيران وإسرائيل , وحتى يتم ذلك لابد للدول العربية السنية دعمها بكل السبل وعدم تكرار أخطاء الماضي حينما ترك الشعب السوري يقاتل لوحده حتى أخرج من المعادلة العربية عقودا طويلة فكانت النتائج وخيمة على الدول العربية السنية .

نايف العميم

[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com