في دماء هؤلاء لا يتنفس الحراك الجميل!


في دماء هؤلاء لا يتنفس الحراك الجميل!



[COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY][CENTER]في دماء هؤلاء لا يتنفس الحراك الجميل!
[/CENTER]
للعمل الجميل والحراك المميز خلفيات وبناء وتواشيح وموضوعية ، وله انعطافات رائعة وبصمات خاصة وركض وقفز ومتابعة وألق وتألق ، اعتمادا على مؤثرات دفع نشطة يستخلص من ثناياها الأدوات الفاعلة فيوظف العمل ويستحدث الإبداع والابتكار ، سعيا ووصولا لإنتاج عمل ومحفزات تزيد المتعة وتهدف للمضمون وتمنح للوطن الوشاح الكبير ، وتجعله عاليا ومميزا وبه بهاء ، لقد تشكل لدي في الآونة الأخيرة طابعا يشير إلى تكتيت قاصر في حاضنة بعض المسؤولين الذين يعيشون حركة وهم وتوهم كبيرين ويملكون نزوعا وتصرفا واعتقادا وإصرارا على الجزم بأنهم ولدوا وفق تواريخ وتوازنات خاصة.

وهم التأثير كله والتأثر ، وإنهم أصاحب ظهور مميز وحدس كبير يعرفون كيف يتعاملون مع المتغيرات والمستجدات المحلية بثقة عالية ومميزة ، وأنهم شخصيات مالكة ومتحكمة وعالية الفكر والمنطق يستطيعون بها أن يسيروا الآخرين ويوجهونهم حيث يشاؤون ، معتقدين بأنهم أصبحوا مرجعا وثائقيا ومعرفيا يضمون في صدرهم وبين أكتافهم جغرافية الأرض وتاريخ الكون والبشرية ، وإنهم العارفين بالمناخ والتضاريس والفعل والحركة والزمان والمكان ، ولهم تميز بالمأكل والمشرب والملبس والدوافع والانفعالات واللهجة والحس والشعور ، وأنهم هم الفاعلين والقابلين والرافضين والمخططين والمسيرين ، ومكتشفي الكواكب والمجرات والأجرام ، والعارفين بالرواية والقصيدة والنشيد والبيئة ، وأنهم المبدعين الذين يعطون للأشياء هيمنه وتوازن ومسار.

ويستطيعون جر المعاني وجزها وتفصيلها كيفما يشاؤون ويريدون ، ولهم القدرة العجيبة على الفعل ، ولهم مخيلة يستطيعون بها فرز الأشخاص والأحداث وإصدار القرارات والتعاميم وفق بناء قصصي وتركيبة حوار وهلام خاطرة ونثر كلام ، ولهم الأدب كله والإبداع كله والإنشاء والكرسي الدوار ، وأنهم وحدهم الناهضين بالأشياء والموجودات الحسية والغيبية ، أن الدخول في عوالم هؤلاء البعض ممن أعطوا أمانة المسؤولية ولم يحفظوها والتجول في دروبهم ومنعطفاتهم ودهاليزهم يرسينا على معرفة أن هؤلاء انبثقوا من فراغ وعدم وليس من مخيلة غريبة وفريدة.

وجاءوا من رحم الخرافة والأسطورة وطقوس العرافين وضاربي الرمل والودع ، وألقوا بأنفسهم في خضم وجود مرمز مليء بأحاجي وألغاز ليست لها حلول ، حتى أنهم شكلوا من أنفسهم هيكلية للسرد التخيلي والمادة الخرافية التي بنوا على أساسها حياتهم وصورهم وكياناتهم ، مثل أسطورة (جلجامش) الخرافية وبناؤها السردي الذي أرتكز على أبجديات – التهويل والتضخيم – ، أن تمخضات هؤلاء “العملية” تشبه الجبل العملاق الذي تمخض طويلا ومن ثم ولد فأر صغيرا ، لكن لديهم رغبة عارمة في الرقود على صور خيالات تتنامى في مخيلتهم وتتناسل على آمال عراض يرسمونها هم بأنفسهم ويعتنون بها بدقة متناهية على أمل الاستمتاع بها في الليالي التالية حينما يؤولون ويرسون على جزئية الحكاية الغامضة المضببة.

أن الجواب الباهت والعذر الواهي جاهزة لديهم تنقلها ألسنتهم عبر أحاديثهم وحروفهم الركيكة التي تشبه الأسفنجة القديمة ، أنهم يملكون حيزا كبيرا للإضافة والحذف واللصق في ساعة يريدون ويرون ، راسمين التفاصيل ومثيرين للفضول ، محاولين أن يدخلوا الآخرين لكينونة التصديق ، أنهم يخلقون الحكاية ويأتون بالشخوص ويحركون الأحداث وفق رؤاهم الرمادية التي يؤمنون بها ، أن أتساع كلامهم وتصويباتهم حتمتها الحاجة لديهم إلى تبؤ المنبر للدفاع عن فرضيات وتقاطعات وأهداف وغايات يلتقون بها مع آخرين معنيين من نفس الصنف والهوى والغاية والحلم ، حتى لو تم الخروج عن المنطق والمألوف والمحظور والخطر ، وسيكون الآخرين – كل الآخرين – في رأيهم على خطأ وهم على صواب ، أنها مشكلة الزهو العالي وتراجيديا الكلام وكوميديا اللغة والحديث.

أن هؤلاء الذين يحاولون دائما تكريس أنفسهم على أنهم الموجهين والمعلمين والخبراء ولهم تصورهم الفريد واستشفافهم النادر ، متخذين طابعا تراجيديا يتجاوزن به كل الأعراف الخطابية والكلامية حد الإدماء ، متخذين معالجة مبنية على أساس الحبكة ولم الخيوط الدرامية التي تبدأ باستهلال القصة وتركها طيلة المسار السردي منفرطة وهلامية وتدخل في اشتباك معقد تصاحبه وتسايره الحيرة المربكة ورسم الاحتمالات المفرطة ، لقد مارس هؤلاء البعض من المسؤولين منذ أمد هذا الفعل في الحرق والاشتعال وحاولوا وضع بصماتهم على ذلك ليقدموها للناس بما يشبه النار والفتيل والدهن والحجر والبراكين الحامية ، لغايات ذاتية محضة بعيدا عن هموم الوطن والناس وتطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم المشروعة ، أن هؤلاء – النرجسيون – بحب الذات قد أغمضوا عيونهم بقوة إصرارا وعنوة ومكيدة ، باحثين لأنفسهم في متون الأحداث عن موقع وتموضع وحضور وعن أقواس مفتوحة في الليالي البهيمة كالفاتح المجنون من تحت رماد البهتان ، أن هؤلاء يشبهون فرسان الخشب ، ويسبحون في بحيرة آسنة ومالحة وليست صافية ، ليس لهم ضوء ولا بهاء ولا ألق شمس في حصار غيوم.

رغم فلسفاتهم الناقصة ، وهرطقاتهم التي تشبه ثغاء الشياة ودلال (المراييع) ورغيهم بزبد ، وحضورهم الباهت ، وسعارهم المريض ، وأصواتهم المبحوحة ، وخطواتهم التي بها عوج ، وحركاتهم التي تشبه الطير الذبيح ، أن هؤلاء البعض من المسؤولين الكسالى والغير فاعلين ولا مبالين والذين في اذانهم صمغ وفي عيونهم غمص ، وليس لهم تنبؤ ولا فراسة ولا قراءة ولا حدس ، يشبهون بامتياز الجالس على ربوة تحيطها بحيرة ماء بيدهم زهرة ويمنحون الكلام ولا شيء غير الكلام ، في نفوسهم متسع للتقهقر والنكوص والهدم وليس للنمو والبناء والعطاء ، العمل الأبيض لا يطوق أفعالهم ، ومصلحة الوطن العليا لا تستوطن قلوبهم ، وفي دمائهم لا يتنفس الحراك الجميل.

[COLOR=#1A00FF]رمضان جريدي العنزي[/COLOR]
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]

[frame=”11 100″]
[B]” [COLOR=#F10444]إخبارية عرعر[/COLOR] ” [COLOR=#22048E]تحيط الزملاء الكتاب علما بأنها تقدرهم كـ أشخاص وإعلاميين وكتاب ، يسعون من خلال أقلامهم إيصال فكرتهم للمجتمع والمسؤول.

ونظرا لبعض الاعتبارات فإن” إخبارية عرعر ” توضح أن الزملاء المحررين واجهوا العديد من الإحراجات بسبب الكتابة في مواقع أخرى ، وهذا من حق الكُتاب أن يكتبوا أينما شاؤوا، ولكن من باب ( الخصوصية ) وإتباعا لسياسة النشر المسموح بها في الصحيفة ، فإن الصحيفة ترغب آملة من جميع الكٌتار عذر الإخوة في التحرير بعدم إدراج أي مقال نشر أو ثبت نشره في مكان آخر، فيحق الهم حذفه.

ويشمل جميع المقالات المنشورة والغير منشورة للكاتب ، حتى وأن تم نشر مقالاً مختلف في مكان آخر فلن ينشر له أي مقال بحسب سياسة الخصوصية المتبعة في إخبارية عرعر، وبذلك خصوصية ( الأسم ) أي أنه لاينشر بأسمه في صحيفة أخرى إلا الصحف الورقية فيستثنى كتابها كونها ورقية.

” إخبارية عرعر ” تعتذر وتأمل فهم توجهها وتعذر كل من لايود النشر بها أو ينشر في مكان آخر ، وسيتم التعامل بهذه الخصوصية اعتبارا من تاريخه.[/COLOR][/B]
[/frame]

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com