خطر قادم من وراء البحار


خطر قادم من وراء البحار



[ALIGN=CENTER]خطر قادم من وراء البحار
قال تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم). حقيقة واضحة ثابتة لا تتغيّر بتغير الزمان والمكان , فهي نص محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فلا يمكن أن يتحول الذئب حملاً ، ولا السبع هراً ، فالفئات الحاقدة ، من اليهود والنصارى لا تفتؤا تمكر وتكيد لهذا الدين , بشتى الطرق والأساليب ، ولكن بحمد الله يرجعون بذيل الخيبة والخذلان ، والخسارة والحقران ، وهم لا يترددون بالنيل منّا بكل سبيل ، فلما ضعف تأثير السلاح , لأن أمتنا تحرص على الموت حرصهم على الحياة ، ولم يُجد نصب الرماح , لأن أمتنا تطلب العز ولو بفداء الأرواح ، انتهجوا أسلوباً آخر أكثر تأثيراً ،فاتّجهوا إلى الغزو الفكري ، وكرسوا جهودهم عليه، وباركته الكنيسة ، ووقفت معه الدول الغربية ، وبنيت لهذا الهدف المؤسسات ، وجند له الباحثين المتخصصين ، وجمعت له المخطوطات الإسلامية المسلوبة أيام الحروب ، فتعمقوا في تراث هذه الأمة علّهم أن يجدوا الثغرات للطعن في أصولها العقدية والفكرية ، والتاريخية ،والأخلاقية …الخ ، فلمّا أفلسوا دسّوا الافتراءات والأكاذيب ، والحقائق المغلوطة ، وصنعوا شبهات زائفة ، ونسبوا لدين الإسلام البدع والخرافات ، والقسوة والشدة ، والفسق والزندقة ، مما هو منه براء ، واتخذوا جميع الوسائل لتضليل الشعوب الإسلامية ، لخلق جيل مخدوع منهزم ، لا يعرف إلا الصورة المشوهة عن الإسلام ،
ما زالت الدراسات الإستشراقية تتوالى على التراث الإسلامي ، لإضعاف هذه الأمة وهزيمتها فكرياً، ومنذ مائة وخمسين عاماً وحتى الآن أصدر المستشرقون لتحقيق أملهم هذا أكثر من (60 ألف) كتاب عن الإسلام والمسلمين، وبلاد المسلمين كما تقول آخر الإحصائيات.
وهذا النشاط أحد وسائلهم . ومن وسائلهم أيضاً:
1- تأليف الكتب ، وقد ألفوا آلاف الكتب في الدس على الإسلام وتشويهه.
2- دور النشر الاستشراقية .
3- المجلات كمجلة (ينابيع الشرق) أول مجلة استشراقية متخصصة في (فينا) عام 1809م .
4- كرسي التدريس في الجامعة ، في كمبردج وفي أمريكا وفرنسا …الخ .
5- المؤتمرات كمؤتمر أسكفورد والذي استجاب لحضوره (900) عالم من (25) دولة.
6- الاشتراك في المجامع العلمية الرسمية في العالم الإسلامي .
7- إنشاء الجامعات كالجامعة الأمريكية في القاهرة ولبنان واستنبول … الخ .
8- المجال الاجتماعي والخدمات الإنسانية كإنشاء المستشفيات والملاجئ والمدارس … الخ .
9- تأليف الموسوعات الضخمة كموسوعة دائرة المعارف ، والموسوعة الأمريكية والبريطانية والفرنسية… الخ .
10- الغزو الإلكتروني عن طريق المواقع المضللة, والتي تظهر بصورة ناصح أمين.وهي كثيرة جداً.
11- الغزو الفضائي حيث أنشئوا القنوات الفضائية المثيرة للغرائز والمصدرة لفكرهم وقيمهم المنحرفة, وطعونهم الخطيرة.
تتسم بحوثهم كما يقول مصطفى السباعي في كتابه السنة ومكانتها في التشريع بالظواهر الآتية:
1- سوء الظن والفهم لكل ما يتصل بالإسلام في أهدافه ومقاصده.
2- سوء الظن برجال المسلمين وعلمائهم وعظمائهم.
3- تصوير المجتمع الإسلامي في مختلف العصور ، وخاصة في العصر الأول بمجتمع متفكك تقتل الأنانية رجاله وعظمائه.
4- تصوير الحضارة الإسلامية تصويراً دون الواقع بكثير ، تهويناً لشأنها ، واحتقاراً لآثارها .
5- الجهل بطبيعة المجتمع الإسلامي على حقيقته ، والحكم عليه من خلال ما يعرفه هؤلاء المستشرقون من أخلاق شعوبهم وعادات بلادهم .
6- إخضاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوائهم .
7- تحريفهم للنصوص في كثير من الأحيان تحريفاً مقصوداً وإساءتهم فهم العبارات حين لا يجدون مجالاً للتحريف .
وقد هب علماء هذه الأمة لمواجهة هذه الجهمة الفكرية، واستطاعوا بحمد الله أن يثروا المكتبة الإسلامية, ولكن السيل جارف والهجمة قوية , تحتاج لتضافر الجهود , وليس الخوف على الإسلام فهو محفوظ بحفظ الله , ولكن الخوف على أنفسنا من الضلال , والاستعباد الفكري, والحور بعد الكور , والشقاء بعد الهداية . نسأل الله السلامة والثبات على الحق .سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العالمين.

كتبه لـ “إخبارية عرعر”:
إبراهيم حصيان العنزي
جامعة الحدود الشمالية[/ALIGN]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com