يفتح مجلس الشورى السعودي غداً الأحد ملف أداء وزارة الصحة، والذي يعتبر الملف الأكثر إثارة للجدل في السعودية، وذلك خلال مناقشة من المتوقع أن تكون ساخنة مع وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وعدد من مسؤولي الوزارة.
ويعوّل كثير من المواطنين وأعضاء المجلس على أن يكون اللقاء المرتقب فرصة للإجابة عن تساؤلاتهم وجدلهم المتكرر حول أداء الوزارة، من خلال مناقشة الأداء مع الوزير الذي استدعاه المجلس عبر خطاب رفعه رئيس مجلس الشورى في وقت سابق إلى خادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الوزراء، يطلب فيه حضور الوزير وعدد من نوابه لمناقشتهم حول مواضيع تتعلق باختصاصاتهم.
ويكشف عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العناد لـ”العربية.نت” أن المجلس سيناقش غداً مع الوزير أداء وزارته التي يعتبرها الأكثر أهمية وتأثيرا على المجتمع، مؤكداً أن الأعضاء سيواجهون الوزير بأسئلة المواطنين التي أرسلوها لهم عبر موقع المجلس على شبكة الإنترنت.
ويقول: “سنناقش في جلسة الغد أداء وزارة الصحة من خلال تقريريها السنوي، وسيطرح الأعضاء أسئلتهم على الوزير خلال جلسة مفتوحة، يحق فيها لكل عضو طرح أسئلة على الوزير ويناقشه”.. ويتابع: “سنطرح الكثير من الأسئلة، وكما أن موقع المجلس يستقبل أسئلة المواطنين وسنطرحها على الوزير للإجابة عنها ومعرفة مرئياته بخصوصها”.
ويشدد الدكتور العناد على أن وزارة الصحة من أهم الوزارات التي تؤثر على المواطنين في حياتهم الخاصة، ويضيف: “وزارة الصحة من أهم الوزارات ولكن أداءها في الفترة الماضية لم يكن مثالياً، لهذا سنحاول أن نبحث عن الأسباب ونسمع من الوزير”.
وتابع حديثه: “نحن نؤمن بأنه يجب أن يكون أداء وزارة الصحة أفضل بكثير مما هو عليه ولا نعرف السبب.. خاصة أنها من الوزارات المهمة جدا للمواطنين”.
ومن خلال المناقشة سيعتمد المجلس عدة توصيات حول أداء الوزارة، يقول الدكتور العناد: “بعد المناقشة ستعد اللجنة المتخصصة توصياتها، وهي ستكون مبنية على إجابات الوزير ونوابه عن أسئلتنا”.
وكشفت مصادر لـ”العربية.نت” أن لجنة الشؤون الصحية بالمجلس ستطرح على الوزير قرابة أربعة أسئلة فقط على أن تترك الفرصة بعد ذلك لرئيس المجلس والأعضاء لمناقشة الوزير.
وستدور أسئلة اللجنة حول تعثر تعيين خريجي المعاهد الصحية وملف التأمين الطبي وتردي الخدمات الصحية بشكل عام، إضافة إلى خطة الوزارة في تشغيل المدن الطبية الجديدة.
العزوف عن العمل في المناطق النائية:
ومن المواضيع التي سيتعرض لها النقاش مع الوزير، العزوف عن العمل في المناطق والقرى الصغيرة والنائية واستقالة كثير من العاملين في تلك المناطق.
إضافة إلى برامج الصحة الأخيرة، مثل “إدارة الأسرة” و”الإحالة” ونقص الاستشاريين، ومشروع الحزام الصحي، الذي بدأه الوزير السابق الدكتور حمد المانع، الذي يهدف لإنشاء مستشفى تخصصي في كل منطقة.
كما سيتطرق المجلس لمشاكل محدودية عدد الأسرَّة في الكثير من المستشفيات وطول فترة المواعيد ونقص الأدوية، والأخطاء الطبية، إضافة إلى قلة الكوادر الطبية، ومطالبات المواطنين بإنشاء مستشفيات كبرى في العديد من المناطق.
ومن جهة أخرى نقلت صحيفة “الرياض” أن رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في الشورى، سليمان الزايدي، استبق حضور الوزير ونقل عبر مداخلته له تحت قبة المجلس قصة وفاة ريان الحناكي ذي الأربعة أعوام في يوم الاثنين العاشر من شهر جمادى الأولى الماضي، إثر حادث دهس، ورفض عدد من المستشفيات والمراكز الصحية علاجه لحالته الخطيرة، ولم يرحموا توسلات والدته من مستشفى إلى آخر ومن مركز لغيره، على أمل أن تجد الإسعافات اللازمة لتدارك حالته الصحية، بعد أن تعذر مركز بعدم وجود طبيب وآخر لصعوبة الحالة وثالث بحجة عدم وجود قسم للطوارئ حتى توفي في النهاية.
وفي التفاصيل المؤلمة لموت (ريان) حسب ما روى الزايدي: “إن الطفل ذا الأربع سنوات تعرض لحادث الدهس أمام منزل والده ومعه والدته، التي حملت على الفور ابنها مع سائق العائلة وتوجهوا لأقرب المراكز الصحية الخاصة إلا أنه رفض استقباله، بحجة أن المركز لا يستقبل مثل هذه الحالات، ونصح أحد الموظفين العاملين بالمركز أهل الطفل بالتوجه لمستشفى حكومي وتجاهل إسعافه، ضاربين بالأنظمة ولوائح وزارة الصحة عرض الحائط”.
وتابع الزايدي: “توجهت الأم المكلومة، وهي تحمل طفلها المغمى عليه والدماء تنزف منه، إلى مركز صحي آخر، وعلى الفور قابلهم الطبيب وقال: لا نستطيع استقباله, إلى أن فارق الطفل الدنيا بين يدي والدته”.. وسيكون هناك العديد من القصص المأساوية على غرار قصة ريان في انتظار وزير الصحة خلال المناقشة التي يتوقع أن تكون ساخنة”.
وفي مناقشات سابقة لأداء الوزارة تمت العام الماضي انتقد أعضاء المجلس الخدمات الصحية والعلاجية، معتبرين أن: “وزارة الصحة لا تستحق الدعم المادي والبشري عطفاً على إنجازاتها المخيبة للآمال والتطلعات”، ويتوقع أن تسير مناقشة الغد على النهج ذاته.
