المزماريون!


المزماريون!



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#030300]
[CENTER]المزماريون![/CENTER]

[JUSTIFY]المزمار آلة موسيقية شعبية تقليدية قديمة ، وهي آلة تعتمد على النفخ الذي يتولد منه الصوت من خلال ميسم الفم ، ويتحكم بنغمة الصوت الصادر عن طريق فتح وإغلاق تقوب في جسم الآلة ، وهذه الآلة قد تعد من أعواد القصب أو الخشب أو من مواد أخرى كالمعادن.

وللمزمار أنواع ومسميات عدة كالفالون والناي والأبوا والكلارينيت والبراعة والفاجوت ، ولكل نوع شكل وتصميم معين وقدرة على عزف النغمات المختلفة والمتنوعة ، أن المتابع للذي يدور في ساحتنا يلحظ بلا أدنى شك ولا غبش محاولة بعض الأفراد أخذ دور ووظيفة نافخ المزمار من خلال أطروحاته ووضعه الاجتماعي لمجرد خلط الأوراق واللعب على طريقة الكاوبوي الأمريكي ، مسدس بمواجهه مسدس ، وطلقة ضد طلقة ، وكلمة ضد كلمة ، ونظرة ضد نظرة ، في كثير من المرات يطوقني حبل الاستغراب عند رؤيتي للتشنج الساخن وللكلام الصاخب وللحركات البهلوانية التي يمارسها ويتفوه بها هؤلاء الثلة من الناس الذين يجيدون تماما اللعب على الحبال والتلون والتبدل وتغيير الجلود.

إنني أستغرب كثيرا تشنجات الكلام المندلع من هؤلاء الناس الذين يشبهون خارطة الجمر وانبعاث الرماد الكثيف ، وأستغرب أكثر هذا الهوس المذاب بحب الذات العالي ومحاولة إعطاء الذات أهمية قصوى أكبر من حجمها ، ومحاولة التعبئة العملاقة في التضليل الممنهج المحكم الذي يمارسونه بشناعة تامة في التمجيد والتغني للذات وإحراق الآخرين بصفاقة تامة وإلصاق التهم والعيوب جزافا.

أن فداحة الرؤية الشحيحة التي يمنحها لعيوننا ومسامعنا هؤلاء المزماريون تكمن من خلال الثقوب الصغيرة التي بالكاد يرون من خلالها الحقيقة المرة والواقع البشع لذواتهم ، لقد ذابت الألوان كلها عندهم ، حتى أنهم حاولوا أن يبتلعونا بأكملنا ويطوونا تحت أبط شعاراتهم المطاطة وكلامهم الأصفر وحناجرهم التي بدأت تصاب بالجفاف والحمى والكسل من أثر اجترار الكلام المزيف ، أن هؤلاء يتشابهون في القصد والمراد والمبتغى وأن اختلفت هيئاتهم ، ولكل له دور وميزة من أجل الحضور والشهرة والبقاء والمنفعة والتربح والتكسب على حساب الآخرين المسحوقين الذين يتوسدون الرمل ويلتحفون السماء.

أن هؤلاء المزماريون يخوضون سباقا ضاريا وتنافسا قويا لكي يبرهنوا على عمق حضورهم وكينونيتهم إلى درجة ينسون معها القضايا الإنسانية والحاجات الملحة ، وذلك بقيامهم بقلب كافة المعادلات والمفاهيم والحقائق ، ومحاولتهم طمس الواقع المشاهد ، أن المزماريون أبواق خراب وهدم ، وأصوات شؤم ودمار وبلاء ، أن الغش والتدليس والدس والخديعة و – التقية – التي يمارسونها ، كلها نابعة من أجل البقاء والحضور وامتلاك المشهد والمنفعة الشخصية.

لكن سينكشفون حتما ، وسيكونون مسمرين بقوة من هول الصدمة والواقع ، وسيرون أن حجم الكارثة التي مارسوها بعد انكشافها أكبر بكثير مما كانوا يتمنطقون ويزورون ويزيفون ويضللون ويعتقدون ، وأكبر كثيرا من كل النوافذ التي حاولوا إغلاقها بالأسمنت والحديد.

أن الشواهد والأمثلة لهؤلاء المزماريون كثيرة وعديدة ومتنوعة وما عليكم إذا أردتم أن تعرفوا بعضهم سوى زيادة التمعن والتفكر والتفقه لتشاهدوا كيف وضع هؤلاء البعض أنفسهم بغرور تام وبزهو يشبه زهو الطواويس بأنهم المخلصين والمدافعين والمنافحين والمحامين والمهددين والمتوعدين والرافعين والخافضين والناطقين الرسميين والمادحين والشامتين وأنهم الشيء كله ، والكلام كله ، والمنطق كله ، والحضور كله ، والبهاء كله ، وما عداهم (…..) أجلكم الله ، قال تعالى: ([COLOR=#038434] وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة[/COLOR]) وقال حسان بن ثابت: -[COLOR=#C50701] لا باس بالقوم من طول ومن غلظ …. جسم البغال وأحلام العصافير[/COLOR] – فاحترسوا بتمهل وعقل ولا تغركم الأشكال والهيئات والألفاظ وترتيب الكلام ، ولا يغركم رائحة الدهن والبخور. فوراء الأكمة ما وراءها. [/JUSTIFY]

[COLOR=#0033FF]رمضان جريدي العنزي[/COLOR]

[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com