حين خسر الأشقياء الغزالة!


حين خسر الأشقياء الغزالة!



[B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][COLOR=#030300][COLOR=#0300FF][CENTER]حين خسر الأشقياء الغزالة!
[/CENTER][/COLOR]

[JUSTIFY]البارحة قوضني الليل وراح ينأي بي نحو الخيالات البعيدة ، شغلني وقتا ، تمشى طويلا بين بؤبؤ عيني والبياض وفواصل الجسد.

حيث (الفيضة) الخضراء والقبرة والعشب المبلل بالندى ومنازل البادية والفجر الوليد ، والشمس البتول تخطو رويدا ، والريح الخفيفة تهمس للعشب والعشب يرقص ولا يستريح ، والغيم الشفيف مثلى خجلى متشبث بالأفق ولا يزول ، هو الهودج فوق البعير على الرمل يسير ، والأفق المسفوح والمرعى كبير ، وقصيد الصحب حين يجيء القصيد ، يطرب على وقعة الوليد ، ويضيف للعمر يوم جديد ، وجذوة النار التي من غضا وبقايا (قشع) في الموقد الشتوي ، وحكايات الكلام الكثيرة والشعر والدلة والفنجان والشاي المعتق ، والعشب الطويل ، والسدر الكثيف ، والحجارة الكبيرة والحصى ، وقطيع الخراف ، ورائحة خبز الصاج الحار والسمن تصير اللعاب يسيل ، والغزالة وحدها مرت بالقرب سريعة ، كانت حاذره ، والأشقياء تلمظوا باشتهاء وخططوا كيف يكون الكمين.

انبطحوا تحت عباءة العشب وصاروا يزحفون كي يسدوا الدرب في وجه الغزالة ، هي لم ترهم ، لكنها علمت بحدس ، لملمت أطرافها ، ثم فرت مثل برق ، وخسر الأشقياء الغزالة ، الأشقياء نكصوا يستعرضون الخسارة ، تراشقوا بالكلام وراحوا يبدون الجسارة ، حينها بدى صوت ذيب ، تكوموا فوق الرمل بلا حراك ، سربلهم الخوف ، وتوجسوا الممات ، هم وحدهم بلا سلاح ، والذئب خطير ، يعرف من يخاف منه ومن لا يخاف ، لا سيما الرعاة ، الذئب يلهث ، وهم يتساءلون أيعقل أن يفترسهم الذئب؟

قال أحدهم: يعقل ، لأن الكلاب هناك باسطة يديها بالوسيط عن الخيام البعيدة ، آه لو مر كلب من هنا ونبح ، ضرب الذئب الأرض بذيله ، وتقدم مسافة ، فاستغشوا الأشقياء ثيابهم حتى بانت عوراتهم ، توقف الذئب عن هز ذيله ، تسمر قليلا ، ثم عاد أدراجة بوجل ، لكنهم فوجئوا بناقة تبرك بثقل على الأرض حولهم ، حتى أصبح من حولهم سكون ، أندهشوا ، ترقبوا بخوف لحظة ، وقلوبهم تضرب كالرعد ، تساءلوا: ما هذه الناقة؟ فتأكدوا بعدها بأنها هي التي حالت بينهم والذئب حينما حاول الذئب أن يحولهم إلى وليمة له وللنمل والذباب ، شعروا برغبة شديدة لقضاء حوائجهم لكن لا سواتر فالمدى مكشوف والذئب مازال “مقعي” هناك ، والبئر معطلة ، والقصر ليس مشيد ، والناقة تتهيأ للرحيل.

[COLOR=#0A00FF]رمضان جريدي العنزي
[/COLOR] [/JUSTIFY]

[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com