[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#030300][CENTER]صديقي العجوز شايش!

شايش ..
ياصديقي العجوز القديم
ايها الجالس في اقصى المدينة وحيدا
يمسح التواريخ التي خذلته
يا صديقي الحزين في الزمان السحيق
يا الجميل ، المدهش ، العنيد
يا محاصرا من كل الكائنات
يا منكسرا يلوح للذاهبين الوداع
يا من تبعثر عمرة زهرة ، زهرة
وتكسرت جهاته على الجهات
يا صاحب الثقوب العديدة
والثوب العتيق الوحيد
يا صاحب البياض
يا مغردا مع شيخوخة العمر
ياشبيه حقل الحنطة
وشجرة التفاح
سأطلب من الحمام أن يطير إليك
محملا بالياسمين وبالندى
سأركض إليك
في راحتي أدعية لك وتراتيل نقية
وعكازة
وعلبة دواء
فلا تجزع لأن الرجال الأشداء مثلك لن يسقطوا مثل الثلج
أو يندفوا مثل القطن
أو يرتب عليهم الألم على مهل
أو يجزعون
أو تصفعهم بنية الحياة بساعديها الكبيرين
فلتشتعل شمعة ، ولتنتثر كالمطر ،
كن كما كنت
الست أنت
مما كان يخشى بريد الممل
ويحكي الحكايا
ولك طقوسك
ومن راحتيك يخاف الحسام
كن كما كنت
مثل النسر كنت
تفرد جناحيك
وتبكر في إرتداء الجو بحثا عن طرائد
فلا تحبو وأنت السريع
وأذكي جذوة النار
وأجمع أعواد السدر
وأتكء للقطاء ولا تجعلها تسترح
وسير الخطو وئيدة
ورد النشيد على النشيد
وأضف لعمرك شيئا جديد
أزح الغيمة السوداء
أنهض ، جهز الدلال بعد الدلال
أجعل لونها لون الخضاب
وتذكر شكل (الخشف) حين يروم (القليب)
وكيف هي الدلو ، والحبل الطويل
وكيف هي جميلة التي كانت
عود خيزران
عيناها كفيضتان
حاجباها كهلالان
أنفها رأس سبحة
فمها صغير
وشعرها ناعم مخضب بالحناء
فلا تبتئس وتأمل الحياة باشتهاء

رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]

[/CENTER][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]