مصدر سعودي: حرب إعلامية تستهدف إضعاف دور السعودية في المنطقة


مصدر سعودي: حرب إعلامية تستهدف إضعاف دور السعودية في المنطقة



شبكة عرعر الاخبارية(متابعات):
أكدت مصادر إعلامية سعودية مطلعة، أنّ الزيارة التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر بن سلطان إلى العاصمة الروسية موسكو، تأتي في سياق تنويع المملكة العربية السعودية لعلاقاتها الدولية، وأنّ الحديث عن صفقة للأسلحة تم إبرامها بين المملكة وروسيا يأتي ضمن حاجيات سعودية بحتة ومصلحة روسية أيضاً.

ونفى الكاتب والإعلامي السعودي الدكتور زهير الحارثي أن تكون الزيارة التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر بن سلطان إلى روسيا تأتي في سياق ما يسمى "سياسة الإغواء السعودية لروسيا من أجل أن تغير سياساتها تجاه إيران".

وقال الحارثي "الحديث عن أنّ زيارة الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر إلى روسيا وصفقة الأسلحة التي يروم إبرامها مع موسكو تأتي في سياق إغواء روسيا لتغيير سياستها في المنطقة؛ رؤية غير صائبة وتفتقد إلى العقل والمنطق، لأنّ روسيا ليست دولة يسهل إغواؤها، ثم إنّ أي صفقة للأسلحة تعتمد على أنظمة ومعاهدات معينة، والسعودية تشتري السلاح من دول عديدة، أما أن تغير الدور الروسي بمجرد شراء أسلحة فهذا فيه استخفاف بروسيا وبالعقل".

وأشار الحارثي إلى أنّ السعودية ترغب في دور روسي فعّال في المنطقة، ولكن ليس على حساب أحد، وقال "ربما تحتاج السعودية لأن تقوم روسيا بدور فعال في الشرق الأوسط، أما أن تتدخل في قراراتها السيادية وتحديد علاقاتها بالدول ومنها إيران فهذا من السذاجة بمكان، صحيح أنّ السياسة فن الممكن؛ لكن روسيا لها مصالحها والسعودية أيضاً لها مصالحها".

واتهم الحارثي ما أشار إليها على أنها "جهات إعلامية عربية تعمل مع الاستخبارات السورية والإيرانية" بالعمل لإضعاف الدور السعودي، وقال "تفسير زيارة الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر إلى روسيا بأنها إغواء لروسيا كي تغير سياستها تجاه إيران؛ هو جزء من محاولات تشكيك وتشويه للدور السعودي في المنطقة، بعد اختلال موازين القوى وسقوط العراق تحت الاحتلال وتراجع الدور المصري وتحالف سورية مع إيران".

وأضاف الإعلامي السعودي قائلاً "يريدون استهداف الدور السعودي لا سيما بعد الجهد الذي قامت به المملكة بين حركتي حماس وفتح وبين الفصائل الصومالية وفي لبنان، لأنّ إيران تريد ملء الفراغ العربي بدل السعودية، وهي تعمل لتشويه الدور السعودي من خلال الحديث عن ارتباطات مشبوهة، وهو دور للأسف تنخرط فيه أدوات تعمل مع المخابرات السورية والإيرانية، وهناك ماكينة إعلامية ضخمة تضخ لها أموال ضخمة تعمل لتشويه الدور السعودي بطريقة إعلامية رخيصة وواضحة، وهي أشبه بحرب إعلامية شرسة لإضعاف الدور السعودي".

وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية قد نقلت تقريرا عن صحيفة "كومرسانت" الروسية، تساءلت فيه عمّا إذا كان الاتفاق الاستراتيجي الذي وقّعته روسيا والسعودية الاثنين (14/7) مرتبط بشرط أن تقلّص روسيا تعاونها مع إيران.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن دوائر دبلوماسية أنّ الرياض نصحت موسكو بالإيقاف التدريجي لتعاونها مع طهران، وفي المقابل وعدت بعقود جذابة مع السعودية، مضيفةً، نقلاً عن مصادر في شركة تصنيع الأسلحة الروسية أنّ جوهر الأمر أنّ روسيا تلقت عرضاً بأن تكون شريكاً رئيساً في الشرق الأوسط. وذكّرت الصحيفة بأنّ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سبق أن تقدّم بمثل هذا الاقتراح، باسم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال لقاء في موسكو في شباط/فبراير الماضي. ثم قدّم الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، تفاصيل هذا الاقتراح عندما التقى قادة الكرملين خلال اليومين الماضيين.

وكان الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر، قد التقى الاثنين الماضي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس السابق فلاديمير بوتين، في موسكو، حيث وقّع اتفاقاً تاريخياً للتعاون العسكري.

وقال دبلوماسيون الأربعاء إن السعودية عملت على إبعاد روسيا عن إيران على مدى العام الماضي لكن من غير المحتمل أنها انتزعت وعدا من موسكو بأنها ستغير سياستها..

واذاع التلفزيون السعودي انباء عن التوصل الى صفقة هامة على صعيد التعاون العسكري بعد أشهر مما وصفه الدبلوماسيون في الرياض بالدبلوماسية الهادئة حيث قام الامير بندر بعدة زيارات للعاصمة الروسية بشكل غير معلن.

لكن متحدثا باسم الحكومة الروسية نفى أن يكون للصفقة صلة بايران ويقول دبلوماسيون انه من المبكر القول ما اذا كانت الرياض فازت بأية تنازلات.

وسعت العديد من الدول الغربية للفوز بعقود دفاعية وغيرها من الرياض خلال العامين الماضيين لكن القليل منها نجح في ذلك. وضمنت شركات بريطانية وأمريكية مجموعة من الصفقات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

وقال دبلوماسي في الرياض "التكهن (في وسائل الاعلام) هو أن هذا تحول رئيسي في الاستراتيجية (الروسية) لكن يصعب الحكم على مدى واقعيته."

وأضاف أن المملكة ربما أظهرت "درجة من عدم الارتياح" ازاء العلاقات الوثيقة بين روسيا وايران لكن من غير المحتمل ان تكون طلبت بشكل مباشر تغيير السياسة.

ويقول مراقبون ان قوى دولية واقليمية تشارك في مساومات شاقة وراء الكواليس بشأن برنامج ايران النووي من المحتمل أن تتضمن صفقات تشمل مبيعات اسلحة وتنافسا على النفوذ في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم.

وقال دبلوماسي رفيع ان أي تحول في الموقف الروسي سيتضح في مناقشات الامم المتحدة بشأن فرض عقوبات مستقبلية ضد ايران.

وأضاف "لا اتوقع أي تحول مفاجئ في الموقف الروسي لكن لننتظر ونرى. اذا فشلت جهود الوساطة الحالية سيكون الحديث الطبيعي عن مزيد من العقوبات. كيف سيكون تصرف الروس.. هل سيتخلون عن الصين ليدعموا العقوبات.. في هذه الحالة ستكون المشتريات السعودية قد نجحت."

وتشعر السعودية بالقلق تجاه طموحات ايران وتشارك الغرب مخاوفه من أن ايران تسعى لتطوير أسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي.

وتساعد روسيا ايران على بناء أول محطاتها للطاقة النووية وزار بوتين كلا من طهران والرياض العام الماضي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com