قبح الله الأنانيون!


قبح الله الأنانيون!



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#040400]
قال لي بحزن وهو يبكي:

[JUSTIFY]البارحة لم أنم ، غفوت على وسادتي ، حلمي كان أضغاث ، ولذتي في الحلم لم تكن ، فجأة فقت بفزع كبير ، جال نظري في الزوايا المظلمة للغرفة ، أنين زوجتي المريضة وصياح أطفالي الصغار أفزعني ، عدت بذكرتي لمضاجعة الذي كان والآتي من بعيد ، كان مجرد حزم أشياء شاهدة لأحداث ماتت في السدم البعيدة ، استهلكني حينها الحزن الشديد ، استثمرني فعلقني كأضحية العيد سلخ جلدي ونزع من جسدي قطع لحم طرية.. طبخني في محافل أنانية البعض وتركني معلقا ، ودمي يسيل ، طرقت بابي سنين العوز واليأس والفقر والفاقة ، الأيادي الشحيحة التي كانت تمتد إلي في الظلام لم تعد، انزاحت ونضبت حتى استيقظت في البراكين ، هزت كياني ، وأسدلت الستائر على مسرح حياتي الهزيلة , بيتي عاد فارغا ، الكل انزاح عني بعيدا ، الوجوه تشرق بابتسامات السخرية وأنا المتهم الوحيد وسط شوارع الأنانية والتوحد ، وجهي الحنطي المترف غفت عنه النظارة ، أحلامي هزلت وصارت ضعيفة ، عظامي صارت منخورة وهشة ، أتمسك بأوهام واهنة، هل هو المجتمع أم أنا أم كلانا ، الآخرون المضطجعين على أرائك ينجدها المال الوفير يبتسمون بعمق وأنا الضعيف السقيم وحال أطفالي تلعب بنا الحياة كيفماء تشاء ، منبوذ أنا ، وسادتي متربة لا اثر فيها لشعيرات جدائل الحبيبة ، ولا ضوع لروائح العطر والشوق ولا لذة الوصال ، حزين أنا متهور ، موجع أنا بين أناس فروا بعيدا عن الإنسانية والتلاحم والألفة حتى صرت وحيدا في الحطام ، دفعت الثمن كثيرا ، يالله حنانك ، لم أعد أهتم بنفسي ، خوفي صار على الصغار ، لقد تمرغوا في الأوحال ، لعبهم تكسرت ، تناثرت في الفضاء ، وأسمالهم القديمة غدت بالية ، لقد نضبت مياهي في حقول جسدي فضاع الزرع والبستان ، وصارت الأرض جدباء، والرمال هائمة ، والرياح غادرة ، وغيري كثيرون ، قبح الله الأنانيون.
[/JUSTIFY]

رمضان جريدي العنزي
[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com