فضائيات تشوه جمال المرأة وتحولها إلى سلعة


فضائيات تشوه جمال المرأة وتحولها إلى سلعة



الجمال مطلب وغاية للنفس البشرية ، والنفس تتوف شوقاً لرؤية كل ما هو جميل ، وحسن من مخلوقات الطبيعة .
والجمال ليس له موطن أو مكان ، وليس محصوراً في جمال المرأة والمكان ، فهو يشمل الحديث والمحاورة وفي كل أمور الدنيا .
وتميزت بعض الفضائيات العربية في نقل أحداث ووقائع حفلات ملكات الجمال الذي تقام سنوياً، واستثمر بعض الأثرياء أمواله في بث هذه السموم البشرية في فضاء الكون ، وأخذ ينهل منها كل من أراد أن يمتع بصره في جسد المرأة وهي عارية إلا من بعض ما تستر به أجزاءه الحساسة ، حتى صارت المرأة سلعة رخيصة تتداول الفضائيات ترويج جسدها وتصدره إلى مختلف محطات العالم الفضائية اعتقاداً منهم أنه هذا هو الجمال الذي ترغبه النفس البشرية متناسين أنهم يصدرون الدعارة لا الجمال . هذا الوضع المأساوي جعل كثيرا من البشر يجلس ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز لمشاهدة المتردية والنطيحة من النساء . من يتحمل وزر هؤلاء الفتيات اللائي غرر بهن ، وفتن بجمالهن حتى وافقن على استعراض أجسادهن أمام عدسات المصورين ، ونظرات المحكمين من الرجال الذين نزعت من ضمائرهم قواعد الشريعة الإسلامية .
كنا في وقت سابق لا نسمع مثل هذه الحفلات إلا في الدول الأوروبية التي تمنح الحرية لنسائها ومجتمعها بشكل عام في ممارسة كل ما يحلو لهم بالحرية المطلقة على عكس الدول العربية التي تطبق قانون الحرية المقننة المغلفة بالشريعة الدينية .
وقرأت رواية أن هناك عجوزاً يفيض وجهها بشرا وجمالاً سئلت أي مواد التجميل تستعملين فقالت: استخدم لشفتي الحق ، ولصوتي الذكر ، ولعيني غض البصر ، وليدي الإحسان ، ولقوامي الاستقامة ، ولقلبي حب الله ، ولعقلي الحكمة ، ولنفسي الطاعة ، ولهواي الإيمان ، أين أنت أيتها المرأة من هذا الجمال الحقيقي الذي عادة ما يوجد في النفس المؤمنة ذات الثقة العالية التي تتذوق طعم الحياة بحلاوة الإيمان والقناعة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com