أحذروا .. مشاريع التأزيم وأصحابها!


أحذروا .. مشاريع التأزيم وأصحابها!



[CENTER][COLOR=#3104F2]أحذروا .. مشاريع التأزيم وأصحابها![/COLOR]

هناك أناس تخصصوا في تأزيم الأجواء الوطنية ، وإشغال البلاد ، وإلهاء العباد بقضايا جانبية وجزئيات جامدة وصغيرة بل قد تكون أقرب للعدمية والوجود والتفاهة ، إلا ما رسمه – إبليس – لهم في عقولهم ورصعه في وجدانهم وأصر عليهم وأستكبر بعبثية تامة ومقدرة عجيبة ، لقد تحدث هؤلاء كثيرا ، وتمنطقوا كثيرا ، وصدحوا خارج السرب كثيرا ، وتباكوا كثيرا ، وتحدثوا كثيرا ، بفضاضة وجلافة مأزومة عن أوضاعنا وأحوالنا ومتطلباتنا وحاجياتنا ومرادنا وآمالنا وطموحاتنا ، وما رسوا علينا كلاما هلاميا ، وحديثا بهلوانيا ، وقصصا سيركيه ، وحكايا خيالية ، وصبوا فوق رؤوسنا الحمم ، وطيرونا وأصابونا بالشؤم والصداع والوجع والألم والبشاعة ووضعوا تحت وسائدنا دبابيس وأبر ومسامير ، وأخافونا بالبعبع حين العتمة ، وبا السعلوة التي ستجيئنا ، وكأننا نعيش في أدغال إفريقيا أو في القرون الغابرة أو كأننا خارجين من الكهوف للتو عارين بلا ثياب ، أن هذا التأزيم الكلامي والهرطقة الفكرية ومشاريع العبث الذي يقومون به هؤلاء – المأزومين – و – المتحولين – بادراك أو من غير إدراك يحز في النفس ، ويدمي القلب ، ويسلب من العين النعاس ، لقد اقترنت مشاريعهم برغبات وأهداف وتطلعات غير واضحة وبها غبش ، وتنطوي على العديد من الإشكاليات المتباينة ، وربما بالسذاجة والخديعة ، ومحاولة كسب التصفيق والمدح والإشادة والقاعدة والجمهور ليس إلا ، أنهم يطرحون مشاريعهم الفوضوية والعبثية للداخل والخارج على إننا أمة متخلفة متوارية ومهمشة ولا تملك فعل الشيء ، وإننا في حالة إعاقة وتشرذم وبلا حضور وإننا عزلاء وغير متصالحين مع ذاتنا ومع المحيط بنا ومع العالم ولدينا جوانب عدوانية شرسة ونريد من يقومنا ويصلح شأننا ويهدينا الصراط المستقيم حتى لا نكون من الضالين ، أن شيوع التأزيم في مشاريع هؤلاء الفردية والجماعية والفئوية لها صفات المراوغات ودراما التحرك الباهت والمنعطفات والمنحنيات المختلفة ، بعيدا عن الحنكة والعقل والواقعية والمنطق والقيم المثلى ، لقد حاولوا أن ينتصروا لأهدافهم ومبتغاهم ومرادهم ، دون الأمة والوطن والمستقبل ، ودون أن يدركوا بأنهم قد تحولوا إلى مجرد نزاع غريزي على المنافع والفوائد والشهرة والمصلحة لا غير ، ومن هنا بانت شخصياتهم وانكشفت مفاهيمهم وعوراتهم ، واتضحت ثقافة الخديعة وأفعال العبث التي يحاولون فرضها والوصول إليها ، وبدؤوا يدفعون ضريبة الغبش الفكري وقصر النظر وعدم فهم طبيعة الأحداث الدراماتيكية التي يمر بها العالم ويخسرون بقية الأطراف المختلفة ، المحير أن بعض أصحاب هذه المشاريع المأزومة يتصفون بصفات روحية وأخلاقية ومعرفية وهذا ما يفسر استعداد بعض مريديهم ومحبيهم لتقبل ما يصدر منهم والسير على خطاهم دون تردد (عمياني) لأنهم يعتقدون بأنهم شخصيات أسطورية فذة وهائلة لا يشق لها غبار ولا ينافحها أحد ولا يقدر أحد على الاقتراب والدنو منها لأنها محروسة بأسوار عالية وقلاع صلبة ودفاعات قوية وتعاويذ ، وخلاصة القول ، أن الحقيقة سوف تنتصر على المبتذلين والمتحذلقين والمزورين للواقع أي كانت صفاتهم وهيئاتهم وأشكالهم وألوانهم ، بل سوف تنتصر على الزيف والكذب ذاته كظاهرة أو كثقافة ، كون وجود الحقيقة بذاتها يشير ويفضح طبيعة الكذب والغدر والابتذال ونسج الخيالات وحياكة البهتان وكل ما هو مشين وقاصر ومعيب ، أن الحقيقة دائما تصارع الزيف والبهتان وتصرعه بقوة عجيبة دون أن تخوض في الأوحال والمستنقعات ، أن على أصحاب المشاريع المأزومة أن يكونوا أكثر عقلانية لأنها ستكون مجدية لهم ونافعة ومفيدة ، وعليهم فهم الحقيقة والتاريخ والأفكار ، وليعلموا بأن التلون والزئبقة والبحث عن المصالح الشخصية مجرد أتربة في نهار ريح ، وهي دلائل الهزيمة والفضيحة وطبيعة المتبدلين والمتحولين ، وهي نقائض للجمال والعدالة ، ولن تستطيع هذه الأشياء التافهة والأفكار المعتوهة وأن اجتمعت كلها وتوحدت بث سيطرتها على معنى الحياة ومرتكزات العصر ومتطلبات الواقع مهما بلغت من حدة ومحاولة تزييف.

رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email][/CENTER]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com