فضيلة الشيخ مطارد دخيل خلال خطبته “بعيد الأضحى” يجب على الجميع محاربة الفساد


فضيلة الشيخ مطارد دخيل خلال خطبته “بعيد الأضحى” يجب على الجميع محاربة الفساد



أوصى فضيلة الشيخ مطارد بن دخيل المسلمين بتقوى الله عزَّ وجل ، وقد تطرق فضيلته في خطبة عيد الأضحى المبارك لعدد من النقاط الهامة ، وحث المسلمين على شكر الله عزوجل على نعمته وأن النعمة تدوم بالحمد ، وتطرق إلى وجوب البيعة وإلى الإبلاغ عن الفساد وعن قضية الإنتحار وظاهرة التفحيط والسرعة.

[COLOR=#000DFF]الخطبة[/COLOR]:

الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الاولين والآخرين ، ناصر المؤمنين ، ومعز المتقين ، ,أشهد أن نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين :

فأشكروا الله على أن بلغكم هذا اليوم العظيم، والموسم الكريم ، يوم تشاركون فيه الحجاج بعض مناسكهم ، واعلموا أن الله شرع فيه لكم عبادات جليلة ، منها صلة الارحام ، والتوسعة على العيال ،ومنها التكبير عقب كل صلاة طوال أيام التشريق ومنها ذبح الأضاحي ، فتقربوا إلى ربكم بإراقة الدماء ، وطيبوا بها نفسا ً .
وأعلموا أن عيدكم هذا يوافق جمعة فمن حضر صلاة العيد فهو مخير بين حضور الجمعة أو أدائها ظهرا وحضور الجمعة أفضل .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد …

أيها المسلمون …
المؤمن مأمور شرعا بالسير في الأرض متأملاً متدبراً ، متعظاًَ متذكراً قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها)

فتأملوا أيها المؤمنون في شعوب مجاورة من دول شتى ؛ حروب مدمرة ، وكوارث مروعة ، قتل وتدمير ، وتفجير وتهجير ،مساجد مهدمة ، وتنمية معدمة ، شح في الغذاء ، وندرة في الدواء ومصائب لا تشكى إلا إلى الله .

وأما أنتم فترفلون في نعم وفيرة ، ومنن كثيرة ، أجلها نعمة التوحيد والإيمان، ونعمة الأمن والاطمئنان ، وبدلاً من أن يورثنا ذلك قناعة وشكراً ، وحمداً وذكراً ، إلا أن البعض لا تسمع منه إلا تبرماً وصياحاً ، وتذمراً ونياحاً ولا يملأ جوف ابن ادم إلا التراب .فالقناعة القناعة وإياكم وكفران النعم؛ فإن كفران لالنعم للنعم سلاب ، وللنقم جلاب : ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار .

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد …

أيها المؤمنون…
حافظوا على هذه النعم بالمحافظة على أسبابها من توحيد الله عز وجل ، والمحافظة على جماعة المسلمين ، وإياكم وشق عصا المؤمنين ، وأعلموا أن بيعتنا لقادة هذه البلاد بيعة شرعية وليست دنيوية مالية ؛ففي حديث عبادة بن الصامت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسرِ ، والمنشط والمكره، وعلى أثره علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهلهُ .

واحذروا من صفات المنافقين الذين يربطون دينهم بدنياهم فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
واحذروا دعاة الفتنة ، وقالة السوء ، الذين في كل صفحة يغردون ، وفي كل منتدى يثيرون ؛ للمظاهرات محرضون وللمسيرات داعون ، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين ولا أدري هل نسوا أم تناسوا ما قام به أولئك من قتل المستأمنين ، وترويع المؤمنين ، وانتهاك الحرمات ، وتدنيس المقدسات . فالحذر الحذر من ذلك كله.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد …

عباد الله….

إننا عندما نبين حكم البيعة الشرعية ، ونحث على الجماعة فليس ذلك ادعاء لعصمة هذه البلاد ، ولا وترخيصاً وتشريعاً للأخطاء والفساد ؛ فكيف لعبد أن يسوغ لشي حذر الله منه وحرمه ، وعظمه وجرمه ؛بل أمر الله بالنهي عن الفساد والتحذير منه قال تعالى فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون .وما إعلان هيئة مكافحة الفساد إلا استشعار من ولاة الأمر لانتشار الفساد.

نعم الفساد ضُرَِبت أطنابه ، وكثُر أصحابه ، وتعدد طلابه ، ولذا كان لزاما على الجميع المشاركة في محاربة الفساد وكشف عواره ، وفضح اسراره .
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو أنه قال:كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها.فماذا يقول من غل المليارات ، والأراضي والعقارات .ماذا يقول من استلم الرشاوى والأعطيات ، والهدايا والهبات . ماذا يقولون إذا قدموا على رب الأرض والسماوات.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «وأما استحلال السحت باسم الهدية وهو أظهر من أن يذكر كرشوة الحاكم والوالي وغيرهما فإن المرتشي ملعون هو والراشي لما في ذلك من المفسدة ومعلوم قطعاً أنهما لا يخرجان عن حقيقة الرشوة بمجرد اسم الهدية، وقد علمنا وعلم الله وملائكته ومن له اطلاع على الحيل أنها رشوة.
فأيها الأمراء ويا أيها الوزراء ويا أيها المديرون ويا مسؤولوا الصيانة والمناقصات ، والتوريد والتعهدات أسمعوا إلى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم من اقتطع شبرا من الأرض بغير حقه طوقه الله من سبع أرضين .

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد …
أيها المؤمنون …

قضية خطيرة ، وظاهرة مريرة لا غرابة أن نسمع عنها في ديار الكفار ،لكن العجب يتزايد عندما نسمع عنها في ديار المؤمنين الأبرار ألا وهي قضية الانتحار إن نفسك ليست ملكاً لك بل أنت مؤتمن عليها قال تعالى: ( ولا ‏تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ” من قتل نفسه ‏بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. واعلموا أن الحياة نعمة من الله فاستغلوها بطاعته وتقربوا من الله وتسلحوا بالأمل والصبر ، واعلموا أيها المؤمنون أن الواجب على المسؤولين البحث في هذه الظاهرة ومعالجة أسبابها ، ولا شك أن البعد عن الله ، والمخدرات ،والأمراض النفسية ، والأمراض الروحية ؛ وما يتعرض له الانسان من سحر أو مس من أعظم الأسباب الدافعة إلى الانتحار ، لكنني انبه على المزايدة على مثل هذه القضايا ، فما أن تحصل قضية فردية إلا فرح بها المرجفون بها وزايدوا عليها ، فاتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه .

أيها المؤمنون … ومما يلحق بالانتحار ما يمارسه بعض الشباب من التفحيط ، وقيادة السيارات بسرعة جنونية ، غير مبالين بأرواحهم ، وأرواح الاخرين ، إضافة إلى ما نشاهده من قطع للإشارات المرورية مما سبب في إزهاق كثير من الأرواح ، إن قطع الإشارة المرورية ، والاستهتار بأنظمة السير جريمة ينبغي أن تنزل بمرتكبها أقسى العقوبة ، فاتقوا الله وأعلموا أن أرواحكم أمانة .

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : أيتها النساء إن من نعم الله عز وجل أن سخر غيركن لخدمتكن ، فلا يكاد يخلو بيت من خادمة ، ولكن للأسف أن البعض لا يراعي الله في هؤلاء الخدم فيعاملونهم بشي من الغلظة والقسوة ، ويريدون الخادمة تعمل كالآلة صباح مساء قال صلى الله عليه وسلم ) إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم).

اللهم وفق حجاج بيتك الحرام لأداء مناسكهم بكل يسر وسهوله ، وردهم لأهلهم سالمين غانمين .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com