استطاع راعي غنم أن ينجو بأغنامه من النفوق الجماعي غرقاً بالسيل، بعد مداهمة سيول الأمطار لحظيرته والسير بها إلى مكان مرتفع آمن، لكن الراعي لم يستطع الفرار بالمركبات الثلاث: تريلة ووايت وشاحنة متوسطة كانت في بطن وادي الأقرع بمنطقة الشمالية، حيث لم يسعفه الوقت بذلك بسبب مداهمة السيول للمكان.
وقال المواطن منصور سعد إن هطول مياه الأمطار بغزارة وجريان وادي (الأقرع) والمعتدل (شمال مركز طلعة عمار30 كم) التابع لمنطقة الجوف، شكلا بحيرة كبيرة أمام سد عرعر، مما أدى إلى احتجاز سيارات كبيرة مكونة من وايت وتريلة وشاحنة (مرسيدس) وسط بحيرة يصعب العبور من خلالها، الأمر الذي أدى إلى تعطل محركات السيارات، وتلفيات بليغة داخلها، نظراً لغمرها بالمياه ووصولها لداخل قمرة المركبات.
وأضاف سعد “عند استنجادي بالدفاع المدني لم أتلقى استجابة لعدم وجود محتجزين أو متضررين داخل المركبات، الأمر الذي دعاني لمحاولة إخراجها بنفسي لكنني لم أستطع لضعف الإمكانيات الفردية لدي، فكررت طلبي مرة أخرى ولم يتم التجاوب معي، فتقدمت بطلب لأمير المنطقة الذي وجه فوراً بخروج الأفراد والآليات إلى الموقع، فتم إخراج التريلة والشاحنة فيما لا يزال (الوايت) عائماً وسط بحيرة من المياه، ويصعب الوصول إليه.
ورصدت عدسة (الجزيرة أونلاين) وجود عدد من العمالة الأجنبية تقوم بسحب (القلص) وربطه بآليات أحد الشركات الخاصة (بلدوزر)، وذلك لعدم استطاعة شيول الدفاع المدني سحب التريلة، كما نزل عدد آخر منهم إلى بركة المياه وسار على الأقدام داخل البحيرة، وربط التريلة وبعد عدة محاولات تم إخراج الشاحنة.
من جانبه، أوضح نائب الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني النقيب عبدالرحمن الأحمري إن إدارة الدفاع المدني بالحدود الشمالية تبلغت عن احتجاز ثلاث سيارات كبيرة وسط مجرى وادي عرعر بمسافة 40كم، وأفاد المواطن ببلاغه عدم وجود أشخاص محتجزين بالسيارات ويرغب باستخراج سياراته فقط من مياه الوادي، وتزامن البلاغ مع عدة بلاغات وردت لغرفة العمليات، وجرى التعامل مع البلاغات الهامة أولاً، ولشدة جريان الوادي في هذا الوقت وحفاظاً على أرواح العاملين تعذر إخراج السيارات، وتم الوقوف مرة أخرى على الموقع ووجدت السيارات مغمورة بالمياه ويصعب إخراجها في وقته، ولكون المؤسسات الحكومية والأهلية تنطوي تحت مظلة الدفاع المدني فقد تم الاستعانة بالمعدات الثقيلة لأحد المؤسسات الوطنية لفتح طريق داخل الوادي، ليتم إخراج السيارات من خلاله، وبصعوبة كبيرة أخرجت سيارتين، الأولى سيارة نقل متوسطة، والثانية سيارة تريلة محملة بالشعير، فيما بقيت سيارة الوايت وسيتم إخراجها بعد أن تجف المياه من الوادي، علماً أن الدفاع المدني حذر مراراً وتكراراً الجميع بالابتعاد عن أماكن جريان الأودية والسيول بوسائل الإعلام المختلفة.
