العبيكان والسفينة ومستنقع الإصلاح


العبيكان والسفينة ومستنقع الإصلاح



[CENTER] [COLOR=#021DF0]العبيكان والسفينة ومستنقع الإصلاح[/COLOR]

عندما يكسر طفل صغير زجاج نافذة فالأمر رغم أنه خطأ لكنه يعتبر مفهوما نوعا ما , ضمن حدود عقل هذا الطفل وإدراكه لما حوله وعواقب فعلته .

أما عندما يقدم رجل كبير السن مكتمل العقل على ذلك فهو حتما بتصرفه هذا يثير الكثير من علامات الاستفهام الكبرى عن دوافعه وأهدافه وظروفه .

لست ممن يدخلون إلى نوايا الأشخاص فهذه لا يعلمها إلا الله تعالى .

ولكن نعتب على فضيلة الشيخ العبيكان كلامه بهذه الطريقة في هذا الظرف الحساس والدقيق دوليا وإقليميا وداخليا .

وحتى لو( صحت ) الرسالة التي حاول الشيخ أن يوصلها , فهو أخطئ بلا شك بكيفية إيصالها .

فنصح ولي الأمر في أي أمر , لا يجوز المجاهره به أمام الملأ .

وهذا نهج كبار السلف المتأخرين منهم والمتقدمين , وليس نهج الشيخين (بن باز وبن عثيمين) رحمهما الله عنا ببعيد , حيث ظهرت بعد وفاتهما مناصحاتهما لولاة الأمر وكانت تتم بكيفية هادئة وسرية بدون مجاهره او تهويل .

وكان بإمكان فضيلة الشيخ العبيكان التوجه وإبلاغ نصيحته إلى سمو ولي العهد أو سمو وزير الدفاع أو غيرهما من الأسرة الكريمة , وهم حتما سيستمعون له لما له من مكانة كبيرة في قلوبهم , وحينها يكون قد أدى أمانة النصح بدون أن يضر بأمن الوطن وصورته.

كما أن شيخ بحجم علمه وفضله لن يفتقد الطريقة المثلى لإبداء النصح .

أما أن يتحدث الشيخ الفاضل بهذه الطريقه التي يتلاقفها أعداء الوطن في الداخل والخارج ويبنون عليها قصص وأمورا تسهم في تحقيق مراميهم الحاقدة على الوطن , فهذا ما نرفضه كمواطنين ونقف ضده , ونقول لمن أقدم عليه (ولو كنا نحبه ): لقد أخطأت خطأ كبيرا .

أخطأت في حق ولي الأمر الذي وثق بك .

أخطأت في حق نفسك .

أخطأت في حق الوطن .

أخطأت في حق المواطن الذي أحبك وكثيرا ما إستأنس برأيك وفكرك .

أخطأت بأن أظهرتنا ضعفاء ومتفككين أمام أعدائنا .

[COLOR=#0604EE]مستنقع الإصلاح[/COLOR]

العديد من أبناء الوطن يدفعهم حماسهم في محاربة الفساد إلى ارتكاب الأخطاء الجسيمة والوقوع في مستنقع الاصلاح.

الفساد المالي والإداري موجود وباعتراف كبار المسؤولين , ومحاربته ما زالت قاصرة ودون المأمول وتتم بصورة بطيئة , بل ومعكوسة , حيث يتم محاربة الفساد بطريقة تصاعديه من أسفل الهرم إلى أعلاه , والصحيح أن تتم بطريقة تنازلية من الأعلى إلى الأسفل .

ولكن كل هذا لا يعطينا الحق في تدمير الوطن والتقليل من منجزاته وتعريض الأمن القومي لاختلالات غير محسوبة العواقب , وفي هذا الوقت الحرج للغاية .

وحسن النية والمقصد لا يعني الحرية في ثقب جدران سفينة الوطن .

فنحن مثل ركاب السفينة الواحدة وسط الأمواج العاتية ووصولها إلى بر الإمان يتطلب منع أي راكب من تحطيم قطعة صغيرة من أخشابها بحجة اشعالها لإضاءة المكان للآخرين .

[COLOR=#0E04F7]رسائل[/COLOR]

إلى من يدافع عن الشيخ الفاضل :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما . قالوا : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه) صحيح البخاري .

إلى من يهاجم الشيخ الفاضل :

لنحفظ الود فيما بيننا ولا ننسى فضائل شيوخنا , ولا ندخل في نوايا الشيخ ونتهمه بما ليس فيه , ولنضع بين أعيننا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر).

وقد يتحجج البعض بعدة فتاوى للشيخ يعتبرونها خروج عن الآراء الشرعية المألوفة مثل رضاع الكبير وفك السحر بالسحر , وهنا يجب أن يترك المجال للعلماء والمشايخ فقط , فهم أقدرعلى مناقشة الأمور الشرعية ومقارعة الحجة بالحجة .

إلى من ينشد محاربة الفساد :

اصلاح أداء الوزارات يبدأ باصلاح الوزراء أنفسهم .

ولا إصلاح بدون عقاب حقيقي وفوري وملموس من الجميع .[/CENTER]

[COLOR=#2304F1]كتبه:

نايف العميم .[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com