رياح الخماسين الانتخابية


رياح الخماسين الانتخابية



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#010100][JUSTIFY][B][CENTER]رياح الخماسين الانتخابية
[/CENTER]
كانت مصر خلال الستينيات الميلاديه قائد ومصدر الفكر الحركي العروبي بسبب خروجها منتصره سياسيا ومعنويا من حرب العدوان الثلاثي وكذلك بفضل الكاريزما القوية للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي أطلق مشاريع وحدوية عروبيه لمقاومة الاستعمار الغربي والاحتلال الصهيوني لفلسطين وكان خطأ جمال اعتماده مبدأ تصدير العروبة بأي وسيلة حتى لو كانت استخدام القوة .

وقد اتسمت تلك المرحله بوجود القاده الكبار فكرا وتخطيطا : الملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس جمال والملك حسين بن طلال , وكان لكل من القاده العظام رحمهم الله فكر خاص به يكاد يكون ظاهريا مضادا للآخرين , فمشروع جمال العروبي يقابله مشروع الملك فيصل المرتكز على الوحده الإسلامية كمنقذ وحيد للأمة , بينما يقف في الوسط مشروع الحسين بن طلال الذي يهتم ببقاء الكيان الناشئ وفق أي ظروف . ويعتقد البعض خطأ أن المشروعين (العروبي والإسلامي) متضادان ولكن الحقيقة أنهما غير كذلك وكل مافي الأمر نوعية النشأة التي تربى عليها كل من القائدين , وتم تحوير الاختلاف الفكري بينهما إلى خلاف سياسي عميق لاحقا .

بوفاة عبدالناصر انكفأت مصر على ذاتها ومشاكلها المستورده , وباستشهاد الفيصل فقد العالم الإسلامي أعظم قائد تاريخي في العصر الحديث كان من الممكن أن يذهب بعيدا في توحيده أبعد مما يعتقد الكثيرين .

واستمر بعدها الصراع المزعوم بين المشروع العروبي والمشروع الإسلامي كحل لمشاكل شعوب المنطقة ومخرج لها من نكباتها المتلاحقة عسكريا واقتصاديا, وكان من المفترض أن يكونا ضمن بوتقه واحده لكن ظهور أحزاب مثل البعث احتكرت العروبه وفق مفهومها العنصري كغطاء لإحكام قبضتها على شعوبها , وكذلك تدخل القوى الاستعماريه لتحشيد كل من المشروعين ضد بعضهما , ساهم في وضع المشروعين في خانة المنافسة مرة أخرى .

انتخابات مصر الرئاسية الحالية هي أشبه بعملية تنفس صناعي للمشروع العروبي , وستحدد الموجه التي ستكون سائده في المنطقة لعقد أو عقدين على الأقل .

وسيكون تأثير هذه الانتخابات على شقين

الأول نوعية المرشح الفائز

ففي حال فاز مرشح الاخوان المسلمين قد يدخل المنطقة والدول العربية والخليجية بالذات في عدم تفاهم مع مصر خصوصا في ظل شكوك كبيره عن تقاطعات اخوانيه ايرانيه عديدة .

أما فوز مرشح مستقل فهو سيدعم التيار العروبي , والذي بدوره سيلهب حماس الجماهير العربية قاطبة مرة أخرى .

التأثير الثاني للانتخابات المصرية يكمن في حدوث موجه ذات دافعيه قوية من الديمقراطية والهوس الانتخابي بين الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج قد تكون أقوى من تأثيرات الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون بداية توليه الرئاسة .

ما يميز موجة العروبة القادمة أنها ستكون منطلقة من القاعدة الشعبية وليس من القمة , مما يعطيها زخما بطيئا في أول تكونها , ولكن سيزداد قوة مع الوقت .

أما المشروع الإسلامي فهو حاليا غير جاهز ليتفوق على المشروع العروبي , ليس نقصا في الإسلام كدين وتعاليم ومثل , (حاشا لله أن نقول هذا ) بل لعدة أسباب منها أنه تم اضعاف وتهميش هذا المشروع من قبل الحكومات العربية المختلفة وخصوصا داخل المجتمعات المحلية , أيضا المشروع الديني فقد مع الأسف ثقة المواطن العربي بسبب تذبذب العديد من قادته ومفكريه ومنظريه من اتجاه لآخر وكثرة الخلافات بينهم .

والعديد من الدول العربية ستتعامل مع نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية مثل تعاملها مع رياح الخماسين القادمة من الصحراء الأفريقية الكبرى مرورا بمصر محملة بالغبار والأتربة , أي انها ستنظر لها بمزيد من الحذر والترقب والخوف , وهذا خطأ استراتيجي بلا شك .

نايف العميم .
[/B][/JUSTIFY][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com