الحوله وشجونها


الحوله وشجونها



[JUSTIFY][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]
مجازر بشعة ارتكبها النظام السوري بحق شعبه المسالم الذي تحمل الظلم والقهر عقود طوال , ولكن مجزرة الحوله وصور الأطفال القتلى وكيفية قتلهم تختزل كل البشاعة والجريمة والحقد عبر التاريخ الإنساني وهي مجازر تقف على قدم المساواه مع مجازر الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني , فهي تنفذ بنفس طريقة مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا , كما أنها تشير إلى مرحلة اليأس المتقدمة التي وصل لها النظام السوري , خاصة بعد تواتر الأنباء عن مقتل كبار الشخصيات المسيره له .

وهنا تتكشف مقاييس ومواصفات دولية جديدة للقتل والإبادة والتصفية من أهم منظمة دولية يعول عليها لحماية الأبرياء.

حيث أن النظام استخدم الأسلحة الثقيلة وعليه أن يسحبها بمعنى أقتل ولا تذر أحدا ولكن بالأسلحة الخفيفة فقط .

وحيث الدم البريء يسيل ولكن خطة عنان لا بد أن تظل جامدة و متماسكة .

وحيث أن النظام الذي لم تجف دماء الأبرياء والأطفال من يده يتحمل فقط(جزء)من المسؤولية .

وحيث أن استخدام القوة المفرطة في القتل غير جائز اما القوة الناعمة فلا حرج .

فيالها من مواصفات حانية للجلاد القاتل ووصفة أممية راقية للموت الرحيم .

وتصاعدت أخيرا أدخنة التصاريح من برهان غليون الرئيس (السابق) للمجلس الوطني السوريفتحدث عن ضرورة تسلح المعارضة بعدما كان يعارض المطالب السعودية والقطرية المنادية بذلك بأعلى صوت .

والحديث عن الثورة السورية ومجازر النظام , لابد أن يقودنا مجبرين للحديث عن الطائفية المقيتة في العالم الإسلامي والعربي , حيث أن الطوائف الدينية أو العرقية التي تعيش في كنف الأغلبية الساحقة من أهل السنة والجماعة وبين ظهرانيهم (بكل تشكيلاتهم) كانت وما زالت تعيش في سلام وأمان , وذلك بشهادة أفراد منصفون من هذه الطوائف أنفسها عبر مر العصور ,والتاريخ يحدثنا عن خيانات وطنية قامت بها أعداد من الأقليات الطائفية ضد أوطانهم التي ينتمون لها ويعيشون فيها بكامل حريتهم الدينية والفكرية والاقتصادية , وفي نهاية كل خيانة وبعد زوال الغمة لا يجرم أهل السنة كل الطائفة بجرائم بعض أفرادها , بل يستمرون في حمايتها والتعايش معها كما في السابق .

أما حاليا فانتقلت بعض الطوائف من خيانة الوطن كلما تحين لها الفرصة , إلى منحى خطير جدا وهو العمل المنظم والمخطط بمساعدة قوى خارجية لفرض واقع ديموغرافي جديد على الأرض مخالف للواقع الفعلي, مع استخدام كل الطرق في تحقيق ذلك من التضليلالسياسي والإعلامي إلى الإرهاب والإبادة العرقية بأبشع ما يمكن .

ومن أمثلة التضليل السياسي تصويرها لنفسها كحاملة لواء الدفاع عن قضايا الأمة الكبرى من تحرير القدس إلى محاربة القوى الاستعمارية والأمبرياليه , بينما في الخفاء تمد يدها لليهود وللغرب , وقد كشفت الثورة السورية ذلك بكل جلاء .

ومن أمثلة التضليل الإعلامي نشر أرقام مزوره عن تعداد الطوائف في بعض البلدان العربية مثل إدعاء أن نسبة تعداد الشيعة في العراق يتجاوز ال 70% بينما الإحصائيات العلمية لا تعطيهم أكثر من 35% أو 40% .

ومن باب الإنصاف فإن غالبية أفراد هذه الطوائف غير راضين عن توجهات طوائفهم ,ولكنهم واقعون تحت تأثير أصولي متطرف لتيارات محددة من طوائفهم , بل نجد الكثير منهم ينتمي لوطنه انتماءا كاملا وراسخا وثابتا.

أعتقد أن على جميع الطوائف والأعراق أن يدركوا أن أهل السنة والجماعة لا يرغبون في تقديم العداء لأي منها , وكل مايحدث من أهل السنة ماهو إلا ردة فعل طبيعية للتجاوزات والخيانات والاعتداءات التي تصدر من تلك الطوائف ضد إخوانهم في الدين في أي مكان .

ولعل ظهور القائد العظيم صلاح الدين الإيوبي (كردي الأصل) وقيادته للأمة في تحرير القدس ودخول الأقطار العربية تحت لوائه خير دليل أن المقياس الوحيد لدينا هو التمسك بالكتاب والسنة .

وما يحدث الآن من تركيع إجباري وإبادة عرقية ومجازر لأهل السنة في الشام هو دعوة مفتوحة من القوى الاستعمارية وإيران إلى حرب طائفية صريحة , فهم يدركون أن سقوط نظام الأسد وشيك وبالتالي لابد من العمل على زيادة درجة الاحتقان الطائفي إلى أقصى درجة ممكنة لضمان دخول الجميع في حرب أهلية تضمن الحماية والاستقرار للحدود الاسرائيلية إلى حين .

الجهاد ذروة سنام الإسلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو , مات على شعبة من النفاق))

فالجهاد في سبيل الله حلم كل مسلم حتى لو كان مقصرا في واجباته الدينية , والجهاد قائم إلى يوم الدين رضي من رضي وأبى من أبى , ومن حق المسلم على المسلم أن ينصره ويدافع عنه ما دام قادرا على ذلك .

ولكن هل من باب الجهاد الحق أن يعود ((قله)) من المجاهدين بعد أداءهم لمهمتهم المقدسة إلى بلدانهم وهو يحملون أفكارا متطرفه تنبذ مجتعمهم وتنظر إلية كخارج عن تعاليم الإسلام ؟

وكيف يرضى ((بضع)) من المجاهدين أن يختموا عملهم الجهادي النبيل بخاتمه سيئة ويحولوا بلدانهم الأصلية إلى ساحة من ساحات المعركة , وهم من خرجوا ليرفعوا الظلم عن إخوانهم المسلمين ؟

أعتقد أن على أي مجاهد أن يدرك أن جهاده في سبيل الله لا يعطيه الحق في تطبيق افكاره وفرضها على مجتمعه بالقوة والإجبار فالله تعالى يقول في محكم تنزيله ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) .

وطبعا تتحمل البلدان العربية جزء كبير من المسؤولية حين تنظر للمجاهد العائد بنظرة الشك والريبة ,بينما يتوجب عليها أن تحتويه و توفر له كل الجوانب اللازمة من الرعاية الفكرية والاجتماعية والمعنوية والمالية .

طرد السفراء

رغم نظرة الشك حول موقف الدول الغربية من الثورة السورية إلا ان طرد سفراء الأسد من أغلب العواصم الأوروبية واليابان وكندا يلقى بظلاله مجددا على دور الدول العربية ويدعونا للتساءل هل الجامعة العربية مازالت تتنفس؟

تبرع أم تأليب ؟؟

فعلت خيرا حكومتنا أن أوقفت الحملات العشوائية للتبرع للشعب السوري , فنحن في دولة لها مؤسساتها ودوائرها الحكومية , وأنا شخصيا ضد التبرعات التي تجمع باسم أي شخص مهما كانت منزلته , والصحيح أن تنظم حملة رسمية معتمده لها حسابات معلنة عبر الطرق الرسمية ثم تصل هذه التبرعات للشعب السوري عبر المنظمات الإسلامية الموثوق بها , أما أن تجمع أموال الشعب السعودي ثم قد يعود بعضها إلى نحور المواطنين , فهذا مالا يجب تكراره.

واستغلال البعض وقف التبرعات مجهولة (التوزيع) لتشويه صورة الوطن , فهنا يكشف عن أن أفعاله غير مطابقة لأقواله , ويضع نفسه في دائرة الريبه التي لم يكد يخرج منها إلا ويعود لها .

ويجب أن يتوقف البعض عن اللعب على المشاعر الدينية والإنسانية للمواطن ليزيد من رصيده الشعبي كما يتوهم.

فالعبره ليست بعدد من يؤيدك ويستمع ويقرأ لك , بل العبره هل أنت على حق فتكن من الفائزين , أم أنت على باطل فتحمل ذنب من يتبعك .

ويكفى أن نرد على المألبين أن نذكرهم أن أول من دافع وطالب بتسليح الشعب السوري هو حكومتنا وعلى مشهد ومسمع من العالم أجمع .

وفي الختام

ندعوا الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينصر إخواننا في سوريا نصرا سريعا وأن ينزل غضبه وجبروته على بشار وطغمته الفاسده ومن يساعده.

وأن يهدي إخوة لنا ابتعدوا عن جادة الحق .

نايف العميم
[/B][/SIZE][/FONT][/JUSTIFY]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com