ام بي سي وانفصام الشخصية


ام بي سي وانفصام الشخصية



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

في إعلانها الخاص بالدعاية لمسلسل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه , تبدأ القناة دعايتها بالقول أن الفن رسالة تستخدمها كل الأمم لإبراز عظمة شخصياتها المحورية وتستشهد بشخصيات تاريخية لها تأثير واضح على مسيرة أممها مثل الاسكندر المقدوني ووليم والاس ونابليون ويوليوس قيصر وغيرهم , وبالتالي لابد لنا كمسلمين من إبراز وإخراج الشخصيات العظيمة في تاريخنا ومن ضمنها شخصية الفاروق عمر رضي الله عنه .

لن أناقش الحكم الشرعي لتمثيل الأنبياء والصحابة فهذه يختص بها العلماء وشيوخ العلم , بل سأبحث عن مدى مصداقية ما تدعيه شبكة ال ام بي سي في دعايتها للمسلسل .

من الوهله الأولى قد تبدو وجهة نظر ال ام بي سي مقنعة نوعا ما من حيث المبدأ .

ولكن المتتبع لبرامج شبكة ال ام بي سي سواء الأفلام أو الترفيه أو المسابقات أو الثقافية أو عن الأسرة وعالم المرأة يجد النقيض التام مما تدعيه هذه القناة .

فأغلب تلك البرامج تعمل على هدم قيم الأسرة المحافظة وتنشر التحرر الأخلاقي السيء والانحلال الفكري وهو عكس ما أراده الفاروق رضي الله عنه للأسرة المسلمة .

وضمن دعايتها لمسلسل عمر تقول القناة أنها تريد أن يقتدي الشباب المسلم ويفتخر بشخصيته العظيمه , في الوقت الذي تكون أغلب برامجها مخالفه لمنهج الفاروق في الحياة والأسرة والتمسك بالدين .

إن قناة ال ام بي سي تكتب إدانتها وهي لا تعلم من خلال دعايتها لمسلسل الفاروق حين تؤكد أن المسلسل موجه للشباب المسلم ليتمسك بدينه وقيمه الأصيله وتتناسى القناة مئات البرامج التي تعمل على افساد الشباب المسلم .

ففي استعراض سريع لنتائج دراسة أجراها الباحث الأكاديمي عبدالكريم آل عبدالمنعم عن عدد المشاهد المتكررة في احدى قنوات ال ام بي سي خلال اليوم الواحد فقط كانت كالتالي (واعتذر مقدما من القارئ الكريم عن الألفاظ التي سترد )

العري بالملابس 246 , أوضاع وأصوات جنسيه 18 , الخمر 48 , المراقص الليليه 141 , العنف والقتل 42 , ظهور الصليب 21 .

فكم تكون النتائج خلال السنة الكاملة وفي كل قنوات الشبكة الأخرى ؟

ناهيكم عن البرامج التي تدمر العقيدة وخصوصا لدى الأطفال حيث تصور الشخصيات الكارتونية قادرة على إنزال المطر واحداث البرق والزلازل والبراكين وجلب السعادة أو البؤس .

أفبعد كل هذا الكم الهائل والسيل العرم من دعوات الفساد وتشويه العقيدة تحاول ال ام بي سي اقناعنا أن عرضها لمسلسل عمر هو محاولة لإصلاح الشباب وتمسكه بدينه ؟

في بعض الأحيان يقودني التفكير في معضلة هذه القنوات التي تحاول أن تكسب كل الأطراف إلى أنها مصابة بانفصام في رؤيتها للأمور .

قد يكون الهدف من عرض المسلسل ذا جانب سياسي , وهذا لا يعفي القناة على أقل تقدير من احترام شخصية الفاروق ومحارمه التي تظهر كما يقال في صور سيئة لا يرتضيها أي رجل فما بالنا بالفاروق .

وحتى لو افتراضنا انها كذراع اعلامي خارجي فهذا لا يعطيها الحق في ممارسة التنوير والانفتاح كما يراه القائمين عليها وليس كما يراه ويريده الشرع المطهر .

وأكثر ما يحز في النفس هو أن هذه القناة وشبكتها الإعلامية الواسعة محسوبه على بلادي المملكة العربية السعودية حامية الحرمين وحامية حياض الدين كما تنظر لها شعوب الأرض قاطبة .

عمر الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل قاهر الفرس والروم , صاحب العبقرية الفكرية والإدارية في غرس أسس الدولة الإسلامية وتطويرها , يحق لنا أن نغار على شخصيته وعلى محارمه , ولكن اختلافنا مع شبكة ال ام بي سي أعمق من مسلسل أو شخصية , بل يبدأ من الدفاع عن هوية مجتمع مسلم تحاول تلك الشبكة ايقاعه في حبائلها المتمثلة في تحريف العقيدة وتشجيع الفساد والانحلال الاسري وإثارة الشهوات .

ومن باب الشيء بالشيء يذكر عندما نتحدث عن الفرس , فنحن لا نقصد التقليل من المسلمين المنحدرين من أصل فارسي فهم إخوة لنا في الدين لهم مالنا وعليهم ما علينا وقد يفضلون علينا بالتقوى , ولكن نتحدث عن فترة تاريخية محددة كان الفرس يدينون فيها بالمجوسية وهي نفس الفترة التي كان العرب يدينون فيها بالأوثان .

وعودا على بدء قد يتعلل البعض أن شبكة ال ام بي سي أوجدت لموازنة التطرف الموجود داخل المجتمع السعودي ونقله من مرحلة الانغلاق إلى الانفتاح , ولكن يبدو أنها تجاوزت كل الخطوط واستغلت التفويض المجازي الممنوح لها للوصول إلى مرحلة التغريب والانسلاخ من الدين .

وحتى لو سلمنا بوجود تطرف ديني في المجتمع السعودي حاله كحال كل المجتمعات العربية والغربية , ولكن محاربة التطرف الديني بالهجوم على القيم الدينية والأخلاقية الأصيلة سيؤدي إلى نتائج عكسية حيث سيولد مزيد من التطرف وسيقدم التطرف الديني نفسه كضحية وبالتالي سيجمع حوله المزيد والمزيد من المؤيدين.

نايف العميم
[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com