المتساهلون في زكواتهم وصدقاتهم


المتساهلون في زكواتهم وصدقاتهم



[JUSTIFY][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]

يحرص العديد على إخراج الزكاة والصدقة في شهر رمضان طمعا منهم في زيادة الأجر .

وقد حدد مستحقي الزكاة في الآية الكريمة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

أما الصدقة فهي ليست واجبة شرعا ويمكن إخراجها لمن وردوا في آية الزكاة أو غيرهم .

لن أتحدث عن الممتنعين عن دفع الزكاة , فهم اسقطوا ركنا من أركان الدين .

ولن أتحدث عن المماطلين بالزكاة عمدا بغير عذر شفقة على أموالهم من النقص المزعوم .

بل سأتوجه بالحديث عن المتساهلين بالزكاة والذين يرمونها في أيدي الغير من دون أن يتأكدوا هل تصل لمستحقيها أم لا ؟

إن الله سبحانه وتعالى قد حدد مصارف الزكاة في محكم تنزيله , وهذا التحديد هو إشارة إلى أهمية التحري والدقة في صرفها , وليس صرفها كيفما اتفق .

فكثير من التجار أو ممن يجب عليهم إخراجها غالبا ما يتساهلون وكأنها هم وحمل عليهم

فيضعونها أحيانا في أيدي من لا يخاف الله فلا يوصلها لمن يستحقها .

وغفلوا أن الزكاة ليست ملك لهم أصلا , بل هي ملك وحق لفئات معينة حددتها الآية الكريمه .

البعض من التجار يوزعها بالطرقات والشوارع فتصل غالبا إلى من لا يستحقها من المتسولين والشحاذين وأصحاب النفوس المريضة أما من يستحقها فيبقون متعففين قابعين في بيوتهم لايصلهم إلا الفتات هذا إذا وصلهم.

البعض من التجار يدفعها كاملة إلى الجمعيات الخيرية والتي بدورها توزعها , ولكن بنظره فاحصة لأقارب هذا التاجر وجيرانه نجد فيهم الفقير والضعيف والمسكين واليتيم والأرملة والمطلقة ورب الأسرة المسجون بسبب الدين والمريض وهم ممن يدخلون ضمن مستحقي الزكاة وممن تجوز عليهم الصدقات , نجدهم يعانون من ضيق العيش ولا يصلهم ريال واحد من زكاة قريبهم التاجر الذي نام قرير العين .

لا نعترض على عمل الجمعيات الخيرية فهي تقويم بدور مهم ومبارك في المجتمع (رغم وجود بعض الملاحظات التي قد نتطرق لها لاحقا) ولكن أن يدفع هذا التاجر أو ذاك كامل زكاته للجمعيات الخيرية ويترك أقاربه وجيرانه معدمين لا يملكون قوت يومهم يعانون شظف العيش ومرارة الحياة فهنا يحق لنا أن نضيفه إلى قائمة العابثين بالزكاة .

فأما القريب فقد ورد في الآية الكريمة ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ)

وفي الحديث الشريف (كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل ، وكان أحب أمواله إليه بيرحا ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخله ويشرب من ماء فيه طيب ، فلما أنزلت : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون? قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أن الله تعالى يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون? وإن أحب أموالي إلي بيرحا وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله ، فضعها حيث أراك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بخ بخ ، ذلك مال رابح – مرتين – وقد سمعت ما قلت ، وأنا أرى أن تجعله في الأقربين فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ! فقسمها بين أقاربه وبني عمه)

وأما الجار فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )

ألا يستحقان (القريب والجار) أن يخصص لهما التاجر نصف زكاته أو صدقته على الأقل ويسلمها لهم بشكل شخصي ومباشر أو لنأمل أن يدفع لهم ما يسد حوائجهم .

أم أن الرياء وطلب الشهره دخل على البعض حتى في الزكاة والصدقة فالمهم أن يقال أن التاجر الفلاني كتب شيكا بقيمة (…) وسلمه للجمعية الخيرية .

أم أن الحسد قد يدخل هنا من ضمن الأسباب , حيث يحبذ البعض أن تصل الزكاة للبعيد ولا تصل للقريب .

إن حال بعض التجار مع الزكاة والصدقة ومع أقاربه , كأنه يحدث نفسه ويقول : لماذا أتعب في جمع الأموال وقريبي يستفيد منها وهو جالس في بيته لا يحرك ساكنا .

وإلا كيف نفسر بقاء العديد من أقارب التجار المستحقين للزكاة والصدقة بدون أن يصلهم شيء منها , خاصة عندما نتكلم عن مدينة مثل مدينتنا حيث الروابط العائلية متينة ويستطيع اي شخص معرفة الأسر المحتاجة من أقاربه بكل سهولة , ويساعده في ذلك عدة عوامل منها التركيبة السكانية القبلية وكذلك انتشار الاستراحات لكل قبيلة بل وكل جزء منها . بالاضافة إلى أن أغلبية الأقارب يسكنون قريبا من بعضهم .

نحن لا نطالب بتحجيم دور الجمعيات الخيرية فهي ركيزة من الركائز الأساسية للمجتمع المدني , ولكن نطالب تجار المنطقة عامة ومدينتنا خاصة أن لا ينسوا أقاربهم وجيرانهم من صدقات وزكوات أموالهم , فليس من المنطق ولا البر أن تزكي أموالك وتتصدق بها للبعيد , وتترك قريبك وجارك محتاجا يعاني الفاقه هو وأسرته وبعد هذا تبدي استغرابك ودهشتك من انقطاع الوصل بينكما .

نايف العميم .

[/B][/SIZE][/FONT][/JUSTIFY]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com