يا ملاّك القنوات الفضائية أفيقوا!


يا ملاّك القنوات الفضائية أفيقوا!



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#000000][JUSTIFY]

هناك بعض من القنوات الفضائية يصح أن نطلق عليها بأنها قنوات فضائحية، تملك سمية البث الفضائي القاتل بشكل تدريجي وبطيء.

إنّ بعض هذه القنوات لديها رؤية واسعة ذات طيف ملوّن بعدم تنمية الإحساس والخُلق النّقي لدى شرائح المجتمع، ولا تخلق لهم ثقافة توعية وتربوييه وذوقية، إنها تعتمد استثارة العواطف، والغرائز الشيطانية وتوفّر لهم جوّاً من الرّكض في دهاليز العتمة، فالحركات البهلوانية للجسد الأنثوي المرمري الفاتن شبه العاري في المسلسلات التي تعرضها يثير كبار السن قبل الشباب، إنّ هذه القنوات تمارس البث اللا أخلاقي لتسويق برامجها من أجل الكسب المادي، دون مراعاة الحد الأدنى من الذّوق الاجتماعي والأُسري العام، إنها تعني مزيداً من تدمير مستقبل وأخلاقيات ومفاهيم المجتمع من خلال مفهوم برامجي أعوج، إنّ الصراع الحاد والشرس بين هذه القنوات لكسب أكبر شريحة من المتلقّين، خلق نوعاً من الفوضى الأخلاقية والفوضى الإنسانية والفوضى البرنامجية، وأوجد مزيداً من الفكر الهلامي التدميري، إنّ الجوع المادي عند هذه القنوات تحوّل إلى جوع دائم وشراهة طبعت سلوك هذه القنوات بطابع الخلق المشي.

إنّ حمى المنافسة حامية الوطيس بين هذه القنوات، أوجدت شرخاً كبيراً وهائلاً في القيم الإنسانية، ودفعت بأكثر هذه القنوات إلى الارتزاق البشع على حساب القيم والمبادئ، وأصبح لدى هذه القنوات ذكاء خارق تعرف من خلاله أصول لعبة البث الفضائي، من خلال انتقائية خاصة لنوعية من البرامج المستهدفة لشريحة كبيرة جداً من المجتمع، التي يجب ويفترض أن يبث لها برامج مقنّنة وهادفة، بعيداً عن التفكير في كيفية هدم الذّوق العام لهذا المجتمع، وأن تحافظ هذه القنوات على أكبر قدر من العرف الإنساني والعرف الأخلاقي والعرف التربوي، لجيل يُفترض أن يصنع له مستقبل ذا أسس قوية متينة غير قابلة للانكسار أو الذوبان.

إنّ رسوخ الثقافة المادية والارتزاق غير المشروع والابتزاز المكشوف لهذه القنوات، هو في حقيقة الأمر يفسّر لنا حقيقة واضحة لا لَبْس فيها بأنّ ضمائر هذه القنوات نائمة في سبات عميق في ليل سرمدي طويل غير قابلة للاستيقاظ إلاّ ما شاء الله، إننا نريد من هذه القنوات أن تقوم بتبنِّي ميثاق شرف يحرّم البث الفضائي الفضائحي الحاصل الآن، وأن تكثِّف جهودها من أجل فضاء نقي نظيف، بعيداً عن هذا النزف البرامجي اليومي المقيت، الذي لا يعطي المشاهد أدنى فائدة تُذكر، غير الشذوذ النفسي والأخلاقي، والمرارة التي تعتصر قلوبنا وأرواحنا وتفيض من مسامات الجلد حسرةً وألماً. إننا نريد من هذه القنوات أيضاً أن لا تبث برامجها دون رقيب أو حسيب أو وعي ديني وأخلاقي رادع، إننا نريدها فضائيات للشحن الثقافي المعرفي التنويري الهادف دون غير.

رمضان جريدي العنزي
ramadanjready@

[/JUSTIFY][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com