[CENTER]
[COLOR=#0D04DE]دوار قطرة الماء وهندسة الإبداع [/COLOR]

حتى العنوان قد يبدو للبعض معكوسا مثل هذا الدوار

ولمن لا يعرف هذا الدوار ذو البصمة الهندسية الإبداعية الراقية فهو يقع في الزاوية الشمالية الغربية لحي الفيصلية (الأثري) .

التصميم الهندسي على الورق رائع وبديع وعملي خصوصا مع استخدام بعض أصول الرسم مثل تدرج الألوان وتباينها .

أما على أرض الواقع فهو يمثل معضلة مرورية تحولت مع الأيام إلى مصدر قلق كبير لكل من يمر فيه , فالقادم من جهة الغرب لا يدرك أنه أمام دوار إلا بعد أن يتجاوزه مما يلغي مبدأ أفضلية المرور لمن داخل الدوار , والقادم من الشرق يضطر للوقوف داخله اجباريا تفاديا للاصطدام , أما القادم من جنوب الدوار متجها لغرب المدينة فلا بد له أن يتجه شرقا ويقطع مسافة كبيرة ثم ينعطف غربا مع تقاطع خطر لكي يعود بعدها للدوار ويكمل الذهاب لغرب المدينة .

وهذه الأحجية الهندسية هي واقع وحقيقة ويمكن لمن هم خارج مدينتنا إن يزورونا ويستمتعوا أيضا بها بشرط التعهد بتحمل المسؤولية على حسابهم الشخصي , فقط ليعلموا أن في عرعر ما يستحق المشاهده.

كثيرا ما أفكر فيمن صمم هذا الدوار وابحث له عن العذر , وأعتقد أنه أراد ايصال رسالة لحال مدينتنا الفاضلة مفادها ليس أمامكم إلا الدوران السلمي أو الاصطدام العنيف حتى يكتب الله أمرا كان مقضيا .

علم الهندسة واسع وشامل وله العديد من الفروع من ضمنها الهندسة المعمارية والهندسة الميكانيكية والهندسة الوراثية.

وأقرب تعريف لعلم الهندسة مناسبا لمشكلتنا هذه , أنه يهتم بدراسة مختلف أنواع الأشكال وصفاتها ، كما أنه يهتم بدراسة علاقة الأشكال والزوايا والمسافات ببعضها .

والسؤال البسيط هنا لمن صمم هذا الدوار أو ساهم في ذلك : أين استفادتكم الحقيقية لما درستموه على أرض الواقع ؟

وهل علم الهندسة علم ورقي وهمي أم أنه علم تطبيقي واقعي قائم على معرفة القياسات والأبعاد وتجريبها على أرض الواقع قبل أن يعتمد تطبيقها .

وحاليا من خلال بعض المناهج في المدارس تدرس طريقة حل المشكلات ومن خطواتها ما يسمى بتصميم نموذج الحل ويسمى كذلك (التصميم التجريبي), والمقصود به تجريب حلول أي مشكلة قبل أن يتم تطبيق هذا الحل وذلك لتفادي أي مشاكل قد تقع لاحق وأيضا لمعرفة هل هذا الحل سليم ومناسب أم لا من الأساس؟

فأين مصممي ومعتمدي دوار قطرة الماء عن هذا المبدأ الذي يعرفه طلاب التعليم العام ناهيكم عن خريجي الهندسة ؟

لماذا لم تتم دراسة كافة الاحتمالات الواردة والاستعانة بالأهالي قبل اعتماد هذا الدوار الذي سيأتي يوم ويزال أو يعدل وهنا تكون ثروة الوطن ضاعت بسبب تسرع هندسي فاشل .

أيضا مسؤولي مرور عرعر الذين اعتمدوا هذا الدوار وبهده المواصفات الخطيره وهم المتخصصين في تسهيل حركة السير يتحملون جزء كبيرا من الفشل .

وإذا كانت الأمانة ومرور عرعر عاجزين عن ايجاد الحلول الصحيحة فنذكرهم بوجود اختراع منذ عشرات السنين وهو الإشارة الضوئية و(يادار ما دخلك شر).

وبالنظر لأغلب الدوارات في مدينتنا لا بد أن نجد خطأ فيها , فمثلا الدوار الواقع في شارع الأمير سعود بن جلوي أمام فندق قمة البستان يدخله القادم من جهة الشرق من طرفه بينما كل دوارات العالم لابد أن تكون بداية دخولها من وسطها ولكن فعلا عرعر غير .

ومن الخلل الواضح في دوارات عرعر عدم وجود فتحات قبل كل دوار تخفف من الضغط على الدوار نفسه , وهذه الفتحات معمول في كل المناطق ولكن مره أخرى عرعر غير .

[COLOR=#0241F3]ومن هنا نطالب الجهات الرسمية ومن ضمنها (نزاهة) بفتح تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن الأخطاء الهندسية التي شوهت مدينتنا وتسببت في إرباك حركة السير وهي[/COLOR] :

1- طريقة تصميم وتنفيذ أغلب الدوارات في عرعر .

2- الجسور الواصلة بين أحياء الفيصلية والصالحية فهي جسور معكوسة المداخل والمخارج وايضا تنقصها المداخل في بعض الاتجاهات .

3- طريقة تخطيط حي المنصورية حيث التخطيط الداخلي العشوائي والشوارع الداخلية الملتوية والأراضي ذات الأضلاع الغير متساوية مما يحرم المواطن من الإستفادة من المساحة الفعلية لأرضه وخلو الحي من المساجد في التصميم الأولي , حتى يكاد المرء يجزم أن من صمم المخطط تعمد التشوية وايجاد المشاكل للمواطنين وتنغيص حياتهم .

خلاصة الحديث نحن لا نبحث عن الأمور السلبية لنزعج البعض , ولا نركز عليها لأننا سلبيون , بل نتحدث عما يزعجنا وينتقص من حقوقنا وهذا حقنا وهنا تكمن الايجابية الحقيقية حتى لو حاول البعض تصوريها عكس ذلك.

صوره مع التحية للجهات الرقابية وللمجلس البلدي بعرعر

[RIGHT]نايف العميم [/RIGHT][/CENTER]