الروائية (عالية شعيب) متطرفة أدبيا و الكتابة في (الجنس الفاضح) ليست أدباُ والمنفى لايمنح الرواية (الصدق المميز)


الروائية (عالية شعيب) متطرفة أدبيا و الكتابة في (الجنس الفاضح) ليست أدباُ والمنفى لايمنح الرواية (الصدق المميز)



الروائي سعيد شهاب أهتم بالرواية وبجوانبها الإنسانية والعاطفية ،كان ذلك واضحا في روايته “صبرا ” تعرض خلالها للعلاقة مع الغرب ، وتحدث عن آثار ونتائج الحرب الأهلية اللبنانية ، حرب الخليج الثانية ، ناقش التطرف ، ظاهرة الإرهاب ، والجدل السياسي ، والديني ،الانفتاح الإعلامي انتشار المخدرات ،كل تلك الأحداث دارت بين باريس وإحدى مدن الخليج العربي ، حاورته ” ثقافة “[COLOR=#2100FF] إخبارية عرعر[/COLOR] ” وأخرجته عن صمته .

ـ الأديبة والأكاديمية والفنانة التشكيلية والروائية عالية شعيب قالت إن من لم يدخلوا المحاكم أدباء مترفون تساهل معهم الزمان فيقدمون بدورهم أدبا سهلاً ضعيفاً ؟ وتقول أيضا الغربة قدر المثقف في المنطقة العربية ، كيف تردون على مثل هذا ؟

*- قولها مع احترامي لها يعكس طبيعتها المشاكسة وميلها لكتابة الأدب المتطرف سياسياً وأخلاقيا وحتى دينيا ولمن أراد أن يعرف ذلك أن يقرأ كتاباتها ورسائلها خصوصاً في المرحلة الأولى من مسيرة حياتها ، يمكن للأديب أن يكتب أدباً راقيا دون أن يتنازل عن مبادئه أو يجرح الحياء وإنما يلجأ من يلجأ إلى الأدب المتطرف لينالوا الشهرة السريعة بإحداث أكبر قدر ممكن من الضوضاء وربما لم يكرهوا دخول المحاكم أو خوض المعارك الصحفية لما يسببه ذلك من لفت الأنظار وتسليط الأضواء لكن هذا النوع من الشهرة لا يعدو أن يكون ومضة سرعان ما تنطفئ ليبقى الأدب الحقيقي الجدير بالبقاء أما فيما يخص الغربة قدر المثقف في المنطقة العربية ربما في الماضي أما الآن فلا غربة في جو الثقافة السائد ووسائل التواصل المتعددة ، هناك مد ثقافي يعيشه أهل الخليج بصفة خاصة يكاد أن يمتد ليطبع المنطقة العربية بطابعة سواء في مختلف الفنون وليس في الكتابة وحدها .

ـ تفاصيل الإبداع هل لها في قلبك فلسفة ما زلت تحملها بشموخ ؟

*- الإبداع الحقيقي فلسفة بحد ذاته ويحمل في طياته نظرته الخاصة للحياة حتى وإن كان رسما أو موسيقى أو أياً من ضروب الفنون .

ـ لمن يكتب المثقف في زمن فقدان القاريء ؟

*- يكتب المبدع الحقيقي لنفسه في المقام الأول ليعبر عما يعتمل في روحة تماماً كما تفرز الشجرة ثمرتها وكما يعب الشاعر بقصيدته والرسام بريشته

– إذن ما هي مهمة الكاتب في عمله ؟

*- إن كنت تقصد الكاتب الروائي فمهمته أن يكتب أدبه الأصيل النابع من وجدانه وأن يعكس للعالم رؤيته للحقيقة وللحياة من حوله كما أعتقد أنني فعلت ذلك في روايتي ( صبرا ) ،أما الكاتب الصحفي فمهمته أن يحلل الأحداث من حوله ثم يقدمها للقاريء برؤيته وفهمه .

ـ وعن التداخل بين كتاباتك وأعمالك التجارية فالمقال الاقتصادي قد يطغى على غيره شكلا ومضمونا ؟

*- أعمالي التجارية أمارسها من أجل العيش أما الأدب فهوايتي وحيث أجد راحتي وأطلق خيالاتي فالأدب لا يصلح في رأيي أن يكون مهنة تماماً مثل المرأة التي تصلح لأن تكون عشيقة لكنها لا تصلح لأن تكون زوجة ..!

أكتب أحيانا في الاقتصاد بحجم دراستي لكني أجد نفسي في الأدب .

ـ يقال إن السعادة لا تنتج أدبا، ربما تنتج أدباً بسيطاً أو هشاً، وأنت ماذا تقول ، وهل تعتز بأحزانك ولماذا ؟

*- معاناة الكتاب وجدانيه لا علاقة لها بالمال أو بالأشياء المادية والمادة على كل حال ليس بالضرورة أن تجعلك سعيدا ، الكتاب يملكون معاناتهم الخاصة مع الحياة بحكم حساسياتهم أو تكوينهم الفكري ورهافة أحاسيسهم لذا قد يبدون سعداء لكنهم يحملون في قلوبهم ما يحملون ..وإذا استعرضت حال الكتاب العالميين ستجد من جاء منهم من الفقر ومن جاء من الغنى ، من جاء من القصور ومن جاء من الفقر وبيوت الصفيح ، هذه مواهب يهبها الله لمن يشاء وإن كانت المعاناة تصقل الموهبة وتبرزها ، أما أحزاني فشأني وحدي إن كانت لي أحزان .

ـ الاهتمام بالرواية السعودية النسائية الحديثة إعلاميا أكثر من الروايات الأخرى حتى وان كانت تلك الروايات أفضل مستوى ؟

*- ربما يهتم من يهتم بالرواية النسائية لتشجيع بروز الأدب النسائي وليثبت للعالم أن المرأة السعودية تشارك على الساحة الأدبية مثلها في ذلك مثل الرجل وصحيح أن هناك اهتماما بالرواية النسائية لكن الأيام ستضع كل شيء في مكانه الصحيح ولن يبقى سوى ما يستحق البقاء سواءً من الأدب النسائي أو الرجالي علماً بأنني لا أحب التفريق على هذا الأساس .

– يرجح أن الإقبال الشديد على الروايات النسائية السعودية هو الكشف عن اكبر مساحة ممكنة من الحيوات الخاصة الخفية للمرأة السعودية ؟

*- هذا صحيح في نظري وهناك من دور النشر من والمؤسسات الثقافية من يدفع بهذا الاتجاه .

– الروائيات السعوديات الشابات أكثر جرأة ويقتحمن عالم الرواية من الباب الواسع دون تحفظ أو مراعاة لتقاليد المجتمع الذي يعشن فيه ؟

*- أعتقد أن هذه فروق فردية ولا يمكن التعميم فهناك من يقتحم الحدود من الطرفين وهناك المحافظون من الطرفين ولم ألاحظ الفروق اللهم إلا فيما يخص تصوير حياة المرأة وجموح أحلامها .

ـ إقحام الجنس عند المرأة أوجد صدى عالميا لتقدير تلك الرواية والاقبال عليها ؟

*- الكتابة في الجنس الفاضح ليست أدباُ في تقديري إنما الأدب هو ما يلامس مشاعر القراء ويطلق خيالاتهم ويغير من نظرتهم للحياة من حولهم أو من طريقة تناولهم لمعطياتها أما من يلجأون للجنس والإثارة في أدبهم فلتعويض ما يجدونه من ضعف وضحالة المضمون الأدبي في نصوصهم ولاستقطاب طائفة معينة من القراء .

ـ الغموض الذي يلف المرأة السعودية وحياتها الشخصية هو الذي ينجح الرواية بغض النظر عن القيمة الفنية للرواية ؟

*- أعتقد أن هناك مبالغة في هذا الطرح .

ـ الروايات الحديثة ما هي إلا سيرة ذاتية لكاتباتها مما زاد الإقبال عليها حيث تحولت الرواية من شأن ثقافي إلى شأن اجتماعي ؟

*- كتابة السيرة الذاتية فن مستقل وله أصوله وقواعده ، أما الخلط بينه وبين الرواية فغير مضمون النتائج .

ـ ألا تشكل هذه الروايات سقوطا للقيم في الوسط الاجتماعي بتهمة ترويج قيم اجتماعية منحطة كما فعل الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير في روايته (مدام بوفاري ) وحوكم عليها الا تحاكم كاتبات تلك الرويات ؟

*– يقيم الفن الروائي من جهة فنيته وحرفيته ورقي إبداعاته بغض النظر عن توجهه الفكري أو الآيديولوجي تماما كما نحتفي بالقصيدة وفنياتها وعمق معانيها وروعة صورها بغض النظر عن هدفها ورواية (مدام بوفاري ) رائعة عالمية بغض النظر عن توجهها الأخلاقي أو الفلسفي ، وأنا مع حرية الكتابة والفكر إلى جانب التوعية الذكية للنشء وفتح باب النقاشات والحوارات الفكرية فعقيدتنا مقنعة وشبابنا أذكياء وصالحون ولا داعي لأزمة الثقة أو الخوف الذي يعيشه البعض .

ـ في رواية ” صبرا ) حشدت صور كثيرة وتحدثت عنها ..كيف استطعت ذلك في رواية وكيف أوفيت كل جانب حقه …؟

*- الرواية الحقيقة هي صورة مكتملة الجوانب يرسمها خيال الكاتب تحقق للقارئ العيش بين ثناياها وبين شخصياتها حتى ينسى أحيانا أنها مجرد رواية ، ولكل خيال جذور من الواقع لذا جاءت صبرا مقاربة لصورة الحياة وعاكسة لظروفها ووقائعها الحقيقية لكن من وجهة نظر وقناعة الكاتب .

ـ اختيارك لباريس و أحد مدن الخليج العربي كيف وجدت هذه المقارنة .. أم أنها الحرية الخيالية التي نسجها الروائي لكي تكون روايته مؤثرة .. استنادا لما يقال الرواية الصادقة هي التي تولد بالمنفى ؟

*- هي حرية الخيال وضرورات الحبكة القصصية والمقارنة هنا تأتي من جوانب محددة أراد الكاتب تسليط الضوء عليها لتخدم هدف الرواية أما التأثير فمن عمق اللغة وقوة دلالاتها وارتباط المعاني بمشاعر القراء حتى كأنما تتحدث بهمومهم وترصد خلجات قلوبهم ، وليس بالضرورة أن تولد الرواية بالمنفى لتكون صادقة ومعبرة بل ربما كلما تعمقت في واقعها كلما رصدته وصورته ببراعة أكثر .

ـ رواية “صبرا ” كم تم توزيع نسخة منها … وكيف صداها لدى القراء ؟

*- لا أعرف عدد ما بيع أو ما طبع من نسخها لأن ذلك متروك لدار النشر التي استحوذت على حقوق طبعها ونشرها لكنها تباع حسب علمي في معظم البلاد ، أما صداها لدى النقاد فإيجابي جداً حسب ما سمعت في الحلقات النقاشية في مهرجان الجنادرية قبل الماضي والذي خصص ندوة لدراستها ونقدها تصدرها باحث من المغرب العربي ( الدكتور شعيب حليفي ) وفي الملتقيات الثقافية كما سمعت وقرأت الكثير من الإعجاب بصبرا من خلال ما نشر في الصحافة المحلية والعربية وأنا راضٍ عن مستوى قبول الناس لها ونسأل الله التوفيق فيما نستقبل من الأعمال .

جديد الروائي سعيد شهاب ؟

رواية ” رحيل البدوي ” ترى النور قريبا ان شاء الله وتحكي عن تحول الرجل البدوي من حياة البادية الى الحاضرة والمدنية .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com