هل مشكلة الإسكان عندنا “معضلة”؟


هل مشكلة الإسكان عندنا “معضلة”؟



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

يخالجني شعور مختلط بين الحسرة والنشوة عند متابعتي لأخبار مشروع الإسكان عندنا والذي حوله البعض من – طموح ملكي – في حل مشكلة الإسكان في البلد إلى شوكة في الحلق يصعب إخراجها إلا بعملية جراحية قد تكون خطيرة ولها مضاعفات !

أن المعطيات الحالية تشير إلى فشل ذريع للمشروع كونه لم ينفذ في حينه لأنه لم يسلم من أصابع العبث والنفع والتنفيع إلى درجة لم يرى معها النور بعد ، أن إستراتيجية توزيع الأراضي القديمة كمنح هي إستراتيجية ثبت نجاحها رغم ما فيها من شوائب وسلبيات وقصر تخطيطي عند النظر إلى عملية بناء الإسكان الحالية لأنها كانت تدار من قبل أشخاص يؤمنون بهذا النهج فقدموا للناس الأراضي التي بلا ثمن.

فمنهم من بناء عليها ومنهم من باعها واستفاد من ورائها ، أن مشكلة السكن عندنا مشكلة متجددة ودائمة ومتفاقمة ، فرغم تعاقب الحلول والوعود والقرارات والبرامج ، إلا أن مشكلة السكن مازالت مسجلة تحت صفة “معضلة”، ومازال حلّها قد يكون بعيد المنال بشكل يؤكد تعقيدها أو صعوبة حلها لوجود أطراف كثيرة غير مستفيدة من حلها أيضاً، فلنتخيل حال تجار العقارات إذا ما انخفضت أسعار المنازل وبات تأمين المسكن ليس في عداد المستحيلات؟ أن الأمر الملكي بتوفير خمسمائة ألف وحدة سكنية بشكل عاجل وبوقت قياسي تم تحديده.

لم يفعل كما يبتغي أو يريد أو كما كان يرى ويهوى ، سيما وأن السيولة المالية متوفرة والأراضي شاسعة وكثيرة وسهل الحصول عليها في أي وقت وحين ، أن المضاربات العقارية والاحتكارات وتحكم التجار الكبار منهم والصغار مع ضعف القوانين والأنظمة الملزمة والتي يهابها كل من يحاول التجاوز والعبور نحو نفق الفائدة الذاتية أو الفئوية أو الجمعية المحدودة يعتبرا مصدا عظيما وسورا عاليا في طريق الإنجاز والتقدم نحو البناء والإزدهار ومن ثم نحو التنمية الشاملة العامة.

أن التقاعس الكبير في عملية البناء وسرعة الإنجاز يعطينا انطباعا بأن هناك مشكلة خفية وأيادي عبثية وتقاطع مصالح متشعبة ومتنوعة وبها أطماع عالية وجشع كبير ، أن الحلول كثيرة والأفكار شتى والمال وفير والأراضي شاسعة ، فقط تتبقى الهمة الجبارة والمعنوية الوطنية والطموح العالي الذي يطرد كل من يحاول إجهاض – الطموح الملكي – في بناء سكن راقي ملائم واسع وفسيح لكل مواطن.

أن على المعنيين الوقوف بحدة أمام سماسرة الإسكان ولصوص الأراضي وقطاع طرق الخير والذين يحاولن قطع مصبات الأمر الملكي الكريم الذي ارتضى أن يكون السكن لكافة المواطنيين دون تميز أو محاباة ، أن على المعنيين إذا ما أرادوا النجاح عدم إعطاء الفرصة للعابثين بالعبث لآخر دقيقة ممكنه لهم من أجل مصالحهم الفردية ، بل يجب أن يرفع لهم الأصبع بقوة وأن يقال لهم كفى بشدة وحدة ومن ثم يحاسبوا دون محاباة أو تمييز، وذلك من أجل وطن نقي بهي ندي.

[COLOR=#1A00FF]رمضان جريدي العنزي
ramadanjready@[/COLOR]

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com